وزير خارجية إيران يسبق ترامب إلى الخليج.. ماذا تريد طهران من السعودية وقطر؟ - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وزير خارجية إيران يسبق ترامب إلى الخليج.. ماذا تريد طهران من السعودية وقطر؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 10:12 مساءً

قبل أيام فقط من جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج، يخطو وزير خارجية إيران عباس عراقجي نحو العواصم الخليجية، وتحديدًا الرياض والدوحة، في تحرّك دبلوماسي لافت يعكس حجم القلق في طهران من تصاعد التهديدات الأميركية.

وتطرح الزيارة تساؤلات جوهرية حول ماذا تريد إيران من السعودية وقطر في هذا التوقيت الحرج؟ وما الرسائل التي يحملها عراقجي قبل وصول ترامب؟

إعلان

زيارة في توقيت حساس

التحرّك الإيراني جاء بإعلان من وزارة الخارجية في طهران، التي أفادت بأن عراقجي سيبدأ جولته الخليجية السبت، حيث يزور السعودية أولًا لإجراء مباحثات مع مسؤولين كبار، قبل أن يتوجه إلى قطر للمشاركة في “مؤتمر الحوار العربي-الإيراني” في الدوحة.

وتزامن هذه الجولة مع اقتراب زيارة ترامب، التي تنطلق في 13 مايو وتشمل السعودية وقطر والإمارات، يجعل من تحرك طهران خطوة استباقية ذات أبعاد استراتيجية، تتجاوز البروتوكول الدبلوماسي المعتاد، لتطرح أسئلة حول أهدافها العميقة، خصوصًا في ظل تصاعد التوتر حول الملف النووي الإيراني.

إيران والدور الخليجي في الأزمة مع أمريكا

وفق مراقبين، تسعى إيران من خلال هذه الجولة إلى استكشاف مواقف العواصم الخليجية، وتحديدًا السعودية وقطر، تجاه التصعيد الأمريكي المحتمل.

كما تحاول طهران دفع هذه الدول نحو لعب دور موازٍ في كبح جماح التصعيد، عبر توجيه رسائل غير مباشرة إلى واشنطن بضرورة العودة إلى المسار التفاوضي، وتفادي الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.

وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع مفاوضات نووية غير مباشرة تجريها إيران مع الولايات المتحدة برعاية سلطنة عمان منذ أبريل الماضي، وسط أجواء من الجمود والريبة، خاصة بعد تأجيل جولة محادثات كانت مقررة السبت الماضي لأسباب “لوجستية”.

السعودية بين إيران وأمريكا

في مقدمة العواصم التي يُراهن عليها عراقجي، تأتي الرياض، التي تخشى أن تؤدي أي مواجهة عسكرية في المنطقة إلى تقويض جهودها الاقتصادية والتنموية، في إطار “رؤية 2030″، والتي تعتمد على استقرار إقليمي واسع النطاق.

وبينما ترتبط السعودية بتحالف طويل الأمد مع واشنطن، فإنها في هذه المرحلة تسعى إلى موازنة موقفها، من خلال الحفاظ على الشراكة مع الولايات المتحدة، دون الانجرار إلى تصعيد قد يضر بمصالحها الاستراتيجية.

وبحسب تقارير قد تكون زيارة عراقجي محاولة لتقديم تطمينات مباشرة أو غير مباشرة، وفتح قنوات تنسيق مع الجانب السعودي.

قطر وتحسين صورة إيران

أما قطر، التي تستضيف “مؤتمر الحوار العربي-الإيراني”، فتمثل منصة تقليدية للحوار في المنطقة، وتتمتع بعلاقات مرنة مع معظم الأطراف، مما يجعلها طرفًا مناسبًا لأي مساعٍ إيرانية لتدوير الزوايا.

وتدرك طهران أن انفتاحها على قطر قد يسهم في بناء مسار تهدئة مرحلي، أو على الأقل تخفيف حدة الضغوط.

وفي هذا الإطار، يقرأ مراقبون مشاركة عراقجي في المؤتمر بوصفها فرصة لتحسين صورة إيران إقليميًا، وإبراز رغبتها في الحوار والانفتاح، في مقابل الخطاب الأميركي المتشدد.

“الخليج العربي” أم “الخليج الفارسي”؟

في خضم هذا الحراك الدبلوماسي، اشتعلت أزمة رمزية بين طهران وواشنطن، بعد أن لمح ترامب إلى استخدام تسمية “الخليج العربي” بدل “الخليج الفارسي”، وهو ما اعتبرته إيران استفزازًا سياسيًا. وردّ عراقجي بحدة، محذرًا من أن “أي محاولة لتغيير الاسم التاريخي تمثل نية عدائية ضد إيران وشعبها”.

وبحسب مراقبون يُنظر إلى هذا التصعيد الرمزي في طهران على أنه إشارة إلى سعي الإدارة الأمريكية لإضعاف الرموز السيادية الإيرانية، ما يدفع إيران إلى محاولة تغيير المعادلة عبر البوابة الخليجية.

أهمية جولة وزير خارجية إيران في الخليج

تأتي زيارة عراقجي في وقت حساس للغاية، حيث تغيب قنوات الاتصال المباشرة بين طهران وواشنطن، وتُراوح المفاوضات النووية مكانها.

ومن هنا، تسعى إيران إلى فتح نوافذ تأثير عبر الدول الخليجية، في محاولة لإعادة الملف النووي إلى طاولة التفاوض، وكبح اندفاعة التصعيد.

ووفق تقارير فإن مدى نجاح هذه الجولة سيعتمد إلى حد كبير على استعداد العواصم الخليجية، وتحديدًا السعودية وقطر، للعب دور فاعل في توجيه الرسائل إلى واشنطن، وكذلك على طبيعة الانقسام داخل الإدارة الأميركية بشأن التعاطي مع إيران.

 ما الذي تريده إيران من الخليج؟

زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الخليج قبل أيام من جولة ترامب ليست تفصيلًا دبلوماسيًا عابرًا، بل تعكس محاولة مكثفة من طهران لإعادة تموضعها إقليميًا في ظل مرحلة شديدة الحساسية.

وبحسب مراقبون فإن إيران لا تسعى فقط إلى التهدئة، بل إلى التأثير على مواقف الشركاء الإقليميين لفرملة أي خيار عسكري، والدفع مجددًا نحو مسار سياسي قد يجنّب المنطقة مواجهة باهظة الكلفة.

وفي ظل هذا السباق الدبلوماسي، تبدو الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت المنطقة تتجه نحو التفاوض أو المواجهة، وما إذا كانت زيارة عراقجي ستترك أثرًا حقيقيًا، أم أنها ستظل محاولة أخيرة قبل العاصفة.

اقرأ أيضا

مع تراجع هيمنة إيران.. هل ينجح لبنان في استعادة ثقة الخليج؟

إعلان

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : وزير خارجية إيران يسبق ترامب إلى الخليج.. ماذا تريد طهران من السعودية وقطر؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 10:12 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق