كشفت تقارير صحفية في إسرائيل أن حكومة نتنياهو، تبحث اليوم الأحد، خطة جديدة تهدف إلى تعزيز الامتيازات المادية والاجتماعية لجنود الاحتياط، في وقت يعاني فيه الجيش الإسرائيلي من استنزاف متزايد لقواته البرية في الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وبحسب وسائل إعلام عبرية فإن الخطة، التي تبلغ كلفتها 3.4 مليار شيكل، جاءت في محاولة لتهدئة جنود الاحتياط الذين بدأوا في رفض أوامر الاستدعاء في الآونة الأخيرة، بسبب طول فترة الخدمة والظروف الصعبة.

ظاهرة التهرب من الخدمة في الجيش الإسرائيلي

وتأت الخطة بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن نسبة التجاوب مع قرارات استدعاء جنود الاحتياط، هبطت بنسبة من 15 إلى 25 في المائة بالأسابيع الأخيرة ما يعني أن نحو ربع جنود الاحتياط في جيش إسرائيل يتهربون من الخدمة.

الخطة، التي تم طرحها بمبادرة من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الدفاع يوآف غالانت، تركز على تقديم امتيازات مالية واجتماعية كبيرة للمقاتلين، في محاولة لإثنائهم عن الاستمرار في رفض الخدمة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح هذه الإغراءات في إنهاء رفض جنود الاحتياط ومواصلة القتال في غزة؟

إغراءات مالية وامتيازات ضخمة

في محاولة لتهدئة الغضب المتصاعد في صفوف جنود الاحتياط، تتضمن الخطة منحًا مالية سخية تصل إلى 20 ألف شيكل للضباط الذين خدموا 60 يومًا خلال عام 2025، إلى جانب منح إضافية للنواب والقادة.

كما تم إدراج “محفظة رقمية” تتيح لكل جندي احتياط الحصول على 30 شيكل يوميًا عن كل يوم خدمة، مع زيادة المبلغ إلى 80 شيكلًا بعد اليوم 31 من الخدمة، وحتى سقف 5 آلاف شيكل.

إعفاءات ضريبية لتحفيز جنود الاحتياط

من بين الإغراءات الضريبية، يشمل المقترح إعفاءات ضريبية للجنديات الذين يخدمون أكثر من 30 يومًا في العام، مع إمكانية الحصول على نقاط خصم ضريبي إضافية بناءً على عدد أيام الخدمة. ولكن هذه الإعفاءات تحتاج إلى موافقة الكنيست، وهو ما قد يثير مزيدًا من الجدل السياسي حول سرعة تنفيذها.

رفض متزايد بين جنود الاحتياط

رغم الحوافز المالية الكبيرة، تتزايد حالات رفض جنود الاحتياط الاستجابة لأوامر الاستدعاء. حيث يرى العديد منهم أن الإغراءات المالية ليست كافية لمعالجة الإرهاق النفسي والضغوط التي يواجهونها جراء الخدمة الطويلة في ظل غياب استراتيجية واضحة لإنهاء الحرب.

وقد أشار بعض الجنود إلى أن الحكومة تحاول “شراء الولاء” من خلال هذه الحوافز، بدلاً من إيجاد حل سياسي دائم، مما يعزز مشاعر التمرد والتساؤلات حول الهدف النهائي لهذه الحرب.

أولوية إسكانية ودعم اجتماعي

الخطة لا تقتصر على الحوافز المالية، بل تشمل أيضًا أولوية في الإسكان المدعوم، مع تخفيضات تصل إلى 5% عند شراء أراضٍ. كما تضاف مخصصات مالية لأسر الجنود، تشمل دعمًا للأطفال الذين شارك آباؤهم كمقاتلين في الاحتياط.

لكن التحدي الأكبر يبقى في تنفيذ هذه الوعود على الأرض، حيث يظل تنفيذ بعض بنود الخطة مرهونًا بقرار وزارة البناء والإسكان، وسط مخاوف من تعثر هذه العمليات بسبب البيروقراطية أو الاختلافات السياسية.

محاولة لترميم الثقة بين الجيش والمجتمع الإسرائيلي

على الرغم من كل هذه المحاولات لتحفيز الجنود، يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الإغراءات في تهدئة الاحتجاجات المتصاعدة، وضمان استمرار الدعم الشعبي والعسكري للحكومة في خضم الحرب؟

بحسب تقارير فإن حكومة نتنياهو تحاول ترميم الثقة بين المؤسسة العسكرية والمجتمع الإسرائيلي في وقت تشهد فيه البلاد تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد استمرارية الحرب، مما يشكل ضغطًا على السلطة السياسية.

ورغم أن هذه الخطة تمثل محاولة لتحفيز جنود الاحتياط، إلا أن التحديات النفسية والسياسية قد تجعل من الصعب تجاوز رفض الجنود، مما قد يؤثر سلبًا على جاهزية الجيش في المرحلة القادمة.

اقرأ أيضًا: كمين للمقاومة وصفته إسرائيل بـ “حدث أمني خطير”.. ماذا يحدث في الشجاعية؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط