"وكانوا كلُّهم بنَفسٍ واحدة"! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"وكانوا كلُّهم بنَفسٍ واحدة"! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 11:39 صباحاً

الاب ايلي قنبر 

 

 

1. "حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ ٱليونانِيّينَ عَلى ٱلعِبرانِيّينَ"
في هذا اليوم بدأت الانتخابات البلديّة والاختياريّة. وأحَد أخبَث الشعارات المطروحة فيها هو أنّ هذه الانتخابات تخُصّ العائلات ولا محلّ لِلأحزاب فيها. بينَما يُتحِفُنا الواقع بِتَحالفات بين أحزاب وإقطاعيِّين للقَوطَبة على أحزابٍ أُخرى. وما أثبتَه الزمَن في لبنان أنّ الانتخابات هي محطّة لإحكام قبضة بعضهم على زمام الحُكم المحلّي والعامّ لِإزاحة الخصم انتقامًا، لا للتنافُس بين المُرَشَّحين تأمينًا للخَير العامّ وخدمة المُواطنات والمُواطنين. وتبقى الشعارات الآنيّة - وأحدُها أن لا محلَّ لـ"الأغراب" بيننا- مجرَّدَ مطِيَّة للوُصول ليسَ إلَّا، وغطاءً للخارج لإحكام قبضته على الداخل للاستثمار وللاستعمار الطويل الأمَد.
تَوازيًا، يُخبرُنا سِفر أعمال الرسُل أن "لَمّا تَكاثَرَ ٱلتَّلاميذُ، حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ ٱليونانِيّينَ عَلى ٱلعِبرانِيّينَ، بِأَنَّ أَرامِلَهُم كُنَّ يُهمَلنَ في ٱلخِدمَةِ ٱليَومِيَّة"(6: 1). أي حدَث تمييزٌ في المُعاملَة بين الـ "محلِّيِّين" و "الأغراب"، ورُجِّحَت كفّة "المحلِّيِّين: على سِواهم. فحدَث "تذمُّر" من "الأغراب"، في حين أشار سِفر أعمال الرسُل إلى أنّ الجماعة الأُولى كان اعضاؤها  "كلُّهم بنَفسٍ واحدة". 
لكن، أَلَا يَحصل أن يقوم خصام أو عداء بين أفراد أو مجموعات في المجتمع جرّاء روح ضعيفة أو خبيثة أو تدخُّل خارجيّ شِقاقيّ؟
2. "يا رَبُّ خَلِّصِ ٱلمَلِك، وَٱستَجِب لَنا يَومَ نَدعوك".
المجتمع المُغلَق والمحدود التفكُّر يلجأ إلى قِوى معيَّنة تحفظُه وتقِف إلى جانبه في معركته ضِدّ "الأعداء". قد تكون تلك القِوى آلِهة أو جهات خارجيّة. وقد يَستَميت ذلك المجتمع للاستفادة منها ولتَحقيق رِبحٍ على خُصومه أو أعدائه. والمجتمع اليَهوديّ المُغلَق تنطبق عليه المُواصفات عينها. كما أنّ جزءًا من "المسيحيُّين" في لبنان لا يختلِف عن سِواه في الانغلاق أحيانًا كثيرة، نتيجة التفكُّر ذي البُعد الواحد والمُلَقَّح بپُروپاغَندا استِعماريّة لا تتوقَّف عن ضخّ سُمّ "الأقلَّوِيّة"، وشَحنِهم به للشُعور بالخطَر الوُجوديّ. ما يدفعُهم إلى البَحث المُستَميت عن "سلاحٍ ما" لـ"الدفاع عن النفس". وهذا ما يقِف خلف نيات جهات إقطاعيّة وسياسيّة ودينيّة ومُخطَّطاتها تحالفَت في الانتخابات البلديّة والاحتياريّة الراهنة كما السابقة، وتتَّفِق مع الصِهيُو-أميركّيّ وتَخدم توجُّهَه وسياساته من حيث تدري وتتعامى. والأخطر أنّ ذاك "المجتمع المسيحيّ" يتغافَل عمّا يبتلي به الشرق العربيّ، وعن المجازر التي يتعرَّض لها دروز سوريا أخيراً بعد علَوِيِّيها ومسيحيِّيها والسّنّة. بالطبع تذكرون شعار "لبنان أوَّلًا"،  و"الأُردنّ أوّلًا" و"أميركا أوّلًا"... هذا الشعار الطافِح بالنَرجسيّة والشوڤينيّة يتوسَّل العُنف تنفيذًا لمآرِبه وبَيع السلاح والتفريق بين الشعوب (الحرب بين الفُرس زالعرَب) للإبقاء على آحاديّة الهَيمنة على العالم وسرقة مَوارِده. 
هل يَستجيب الله هذا التوجُّه  ويَنصره بناءً على طلَب جزء من ناس المجتمع ضِدّ جزء آخَر؟
3. "... بل كانَ ٱلشَّعبُ يُعَظِّمُهُم"
بالعَودة إلى سِفر أعمال الرسُل، نَعرف أنّ المؤمنات والمؤمنين "كانو كلُّهم بنَفسٍ واحدة"، وقد حمَّل ملاكُ الربّ التلاميذ رسالة يسوع مُجدَّدًا: "أُمضوا وَقِفوا في ٱلهَيكَلِ، وَكَلِّموا ٱلشَّعبَ بِجَميعِ كَلِماتِ هَذِهِ ٱلحَياة". ما جعل الشعب يُعظِّمُهم لأن "جَرَت عَلى أَيدي ٱلرُّسُلِ آياتٌ وَعَجائِبُ كَثيرَةٌ في ٱلشَّعبِ" على غِرار "الآياتٍ الأُخَر الكَثيرَةً (التي) صَنَعَ يَسوعُ أَمامَ تَلاميذِهِ، (فآمنوا) بِأَنَّ يَسوعَ ٱلمَسيحَ هُوَ ٱبنُ ٱللهِ، (وَكانت) لهُم ٱلحَياةُ بِاسمِهِ". كما أنّ "جَماعاتٌ مِن رِجالٍ وَنِساءٍ (كانوا) يَنضَمّونَ بِكَثرَةٍ مُؤمِنينَ بِٱلرَّبِّ". حتّى "لَم يَكُن أَحَدٌ مِنَ ٱلآخَرينَ يَجتَرِئُ أَن يُخالِطَهُم". ما جعَل "رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ وَكُلُّ مَن مَعَهُ، وَهُم مِن مَذهَبِ ٱلصَّدّوقِيّينَ، (يمتلئون) حَسَدًا، وَيُلقوا أَيدِيَهُم عَلى ٱلرُّسُلِ، ويجَعَلوهُم في ٱلحَبسِ ٱلعامّ". 
حين يكون الناس جماعة، أي مؤمنون بأنفُسِهم وبإلَهِهم وبعضهم ببعض، وحين يجتمعون حول فكر واحد وأهداف مُشترَكَة ويعملون معًا للخَير العامّ، يستطيعون كلّ شيء! وينالون احترام الآخَرين والحَظوة والمَهابَة. حتّى أنّه يقوم في وَجهِهم مَن يمتلؿ حسَدًا منهم ويُحاول أن يُلقي عليهم يدًا، خصوصاً الذين في السُلطة ويخافون على مصالِحهم الشخصيّة، وما أكثرهم في ايّامنا أكانوا مُستَعمِرين أو ازلامهم المحلِّيِّين.
صحيحٌ انّ النِسوة كُنَّ يتساءلنَ عمَّن يُدحرج لهنَّ الحجر العظيم عن باب القبر،  غير أنّهنَ وجَدنه مُدَحرَجًا لأنّ الآب وضع يدَه  بايديهِنَّ ولم يخذلهُنَّ، فنِلنَ الحظوةَ لدَيه والنعمة والقُدرة على فِعل ما يُرِدنَ. نعم، "كلُّ شيءٍ مُمكنٌ للمؤمن"، فردًا كانَ أو جماعة. وفي هذه الانتخابات البلديّة والاحتياريّة على المُنتخِبات والمُنتَخَبين التحلّي بالإيمان والروح القدُس وبالقِيَم، فيقومون بدَورِهم بِما يسمح للفاهِمين والحُكماء ومُختاري المصلحة العامّة أن يفوزوا ويأتوا للخدمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق