استرعت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام لبعلبك، باهتمام لافت، ولا سيما أنه على معرفة وثيقة بهذه المناطق في كل المحطات والمناسبات التي مر فيها لبنان، ولديه صداقات وعلاقات، وبالتالي يدرك أهمية البقاع وبعلبك وما تمثله المنطقة، أكان ببعدها السياسي وكل ما أصابها خلال الحرب، أم لناحية المعابر والحدود.

كان هذا لبّ الزيارة ولا سيما بعد لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع، ما يعني أن ثمة سعيا حثيثا لتطبيق البيان الوزاري على صعيد ضبط المعابر غير الشرعية وتسوية الأوضاع الحدودية بين لبنان وسوريا، ثم الوقوف على حاجات البقاع، وملف السلاح غير الشرعي.
ماذا عن جولات رؤساء الحكومة السابقين في بعلبك؟ وماذا عن محطاتهم البقاعية؟  
الرئيس سلام لن يستثني أي منطقة في لبنان من جولاته، للاطلاع عن كثب على كل ما تحتاج إليه، ويريد مخاطبة الناس والاطلاع على قضاياهم وشؤونهم وشجونهم مباشرة، وهذا ما جرى في بعلبك والبقاع وعلى الحدود اللبنانية-السورية. 

ولا بد من الإشارة إلى أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان قام بأول زيارة شهيرة للبقاع، وأقيم يومها احتفال في ملعب لكرة القدم، حضره حشد شعبي، إضافة إلى حضور سياسي، وألقى كلمة مهمة في المناسبة. في حين أن الرئيس نجيب ميقاتي زار دار الإفتاء في بعلبك.

أما رؤساء الحكومات الآخرون، فيذكر أن معظمهم كانوا يشاهدون مهرجانات بعلبك الدولية التاريخية، ومنهم الرئيسان تقي الدين الصلح وصائب سلام، وكانت بالنسبة إليهم مشاركة ضرورية وتقليدية، نظراً إلى حجم المهرجانات التي كان يقيمها الأخوان الرحباني، وكان يأتي إلى لبنان بعض المسؤولين من دول أوروبية وعربية وخليجية لهذه الغاية.

ويبقى لرؤساء الحكومة السابقين وللرئيس سلام العمق البقاعي، إذ ثمة أكثر من معطى يجعل البقاع قبلتهم، إضافة إلى بعلبك ورمزيتها الثقافية والفنية والطائفية والوطنية، ناهيك بصداقة بعض الرؤساء الحكومة السابقين مع العشائر.

ويُروى أن الرئيس تقي الدين الصلح كان عندما يتوجه إلى حضور مهرجانات بعلبك الدولية، يذهب إلى مزارع أصدقائه من العشائر ويتناول الغداء، وتقام "هيصة بعلبكية عشائرية" على شرفه.

لذا لم تكن زيارة سلام مفاجئة، وبدا مرتاحاً في الجولة التي قام بها، وعناوينها سياسة وأمنية واقتصادية.