نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ملايين" خارج أسوار الكونكلاف... بابا روما يشعل سوق المراهنات! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 06:37 صباحاً
خلف أبواب كنيسة سيستينا المغلقة، سيحسُم 133 كاردينالاً هُويّة بابا روما بعد مسيرة فرنسيس المتواضع الذي ودّعه العالم بحزن. فبين أصل ساكن الفاتيكان الجديد وجنسيّته واسمه البابوي، تتكاثر التساؤلات عن عملية الانتخاب وجولاتها.
في هذه الكنيسة المشهورة بلوحاتها الجدارية لمايكل أنجلو، عُقد أول مجمع (كونكلاف) عام 1492. ومنذ عام 1878، أصبحت مقرّاً معتمداً؛ ومنها سيُc`k الدخان الأبيض بانتخاب البابا الـ267. سيشهد هذا المجمع قدوم الكرادلة من 71 دولة مختلفة، إذ إنّهم في الانتخابات البابوية الأخيرة عام 2013 جاءوا من 48 دولة.
مع إدارة الكاردينال "الكاميرلينغو" الإيرلندي الأميركي، كيفين جوزيف فاريل، فترة شغور الكرسي الرسولي، تتّجه أنظار العالم إذن إلى عمليّة الاقتراع؛ ففي اليوم الأول، تُجرى عمليّة تصويت أولى، ثمّ تُجرى 4 جولات اقتراع يومياً (اثنتان صباحاً واثنتان بعد الظهر).
وتُحرق أوراق الاقتراع بعد كلّ جولة، ويُشير الدخان الأسود إلى أنّ التصويت لم يُحسم بينما يُشير الدّخان الأبيض إلى انتخاب البابا الجديد. ويستمرّ المجمع المغلق حتّى يحصل مرشّح على أغلبية الثلثين. وفي حال عدم التوصّل إلى انتخاب بابا جديد بعد 3 أيام، يتوقّف التصويت ليوم واحد، تقام خلاله الصلوات، ثم تُعقد جولات تصويت أخرى حتى الوصول إلى اختيار نهائي.
المدخنة فوق سقف كنيسة سيستينا. (أ ف ب)
على طاولة المراهنات!
خارج أبواب الكنيسة وسرّية اجتماعاتها، الأجواء مختلفة. البابا على طاولة المراهنات... ملايين الدولارات أُنفقت حتّى الآن على من سيكون الزعيم المقبل للمسيحيين، وعلى اسمه وجنسيّته، وحتّى على عدد جولات التصويت.
وفق مدير "Oddschecker" سام إيتون، وهي منصّة إلكترونية للمراهنات في المملكة المتحدة، "تفوّقت هذه الظاهرة على بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم وبطولة سائقي الفورمولا 1. هناك اهتمام عالمي كبير".
إلى جانب هذه المنصّة، تقدّم منصّات ومواقع أخرى هذه "الخدمة" كـ"OLBG" و"Paddypower" و"Polymarket" و"Kalshi" التي فتحت الرهانات على البابا المقبل بعد ساعات فقط من وفاة البابا فرنسيس في 21 نيسان/أبريل.
تُعدّ المراهنة على الانتخابات والمجامع البابوية وجميع أنواع الأحداث العالمية تقليداً موجوداً في المملكة المتحدة، إلّا أنّ هذه المراهنات غير قانونية في الولايات المتحدة. وفي إيطاليا، تحظر المراهنة على الانتخابات البابوية، إلّا أنّ بعض الأشخاص في روما يجرون رهانات ودّية وغير رسمية، كـ20 دولاراً على اسم أحد الكرادلة، ويتعهّد الخاسر بعشاء أو بشراء بيتزا!
مع إغلاق أبواب المجمع، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أبرز احتمالات المراهنين، وهي: جنسية البابا، فإن احتمال أن يكون البابا المقبل من دولة لم يسبق لها أن اختير منها بابا يُقدَّر بنسبة 5 إلى 6. ولا يزال الرهان على أن يكون البابا من إيطاليا خياراً معقولاً.
أمّا على صعيد عملية الانتخاب، فأشارت تقديرات المراهنين إلى أن متوسّط عدد جولات التصويت المطلوبة لاختيار البابا يبلغ 4.5 جولات.
وبمجرد انتخاب البابا الجديد، يُطلب منه اختيار اسم بابوي جديد، وهو تقليد رمزيّ يعكس رؤيته للدور الذي سيلعبه. في هذا السياق، تتصدّر الأسماء "ليو" و"بيوس" قائمة الترجيحات بنسبة 2 إلى 1.
إلى ذلك، كشف تقرير نشرته مجلة "The Economist" عن أن حجم الأموال التي وُضعت كرهانات على انتخاب البابا الجديد تجاوزت الـ 19 مليون دولار، في رقم غير مسبوق، يعادل نحو 50 ضعفاً مما سُجِّل خلال انتخاب البابا فرنسيس عام 2013، بعد احتساب التضخّم.
"Polymarket" - اضغط هنا
"Kalshi" - اضغط هنا
موقف الكنيسة
ترفض الكنيسة المراهنات أخلاقياً، وتعتبرها ممارسة غير لائقة، وتمسّ بعملية الانتخاب وروحانيّتها. فهي منعت المراهنات على انتخاب الباباوات، إذ في عام 1591، أصدر البابا غريغوريوس الرابع عشر مرسوماً بعنوان "Cogit nos"، حرّم فيه هذه الظاهرة، ونصّ على أن من يشارك فيها يمكن أن يتعرّض لعقوبة الحرمان الكنسيّ.
ومع صدور قانون الكنيسة الكاثوليكية الجديد عام 1917، لم يتكرّر هذا التحريم، ممّا يعني أن القانون السابق لم يعد سارياً من دون أن يُلغى. وفي نسخة القانون الكنسيّ المعدّلة عام 1983، لا توجد إشارة مباشرة إلى المراهنات. إنّ مرسوم البابا غريغوريوس الرابع عشر هو المؤشر التاريخيّ الأهمّ على قِدم هذه الظاهرة...
"فانتابابا"... "المجد الأبدي"
يتّجه آخرون إلى لعبة إلكترونية تُدعى "فانتابابا" أو "بابا الخيال". يلعب أكثر من 60 ألف شخص في إيطاليا هذه اللعبة المستوحاة من لعبة كرة القدم، إذ تتطلّب من المشاركين تشكيل فريق من الكرادلة الذين يعتقدون أنّهم الأوفر حظّاً بتولّي منصب البابا المقبل.
يجب على اللاعبين اختيار 11 كاردينالاً يرون أنّهم الأوفر حظّاً في اجتماع الكرادلة، وعليهم تعيين "قائد"، وهو الكاردينال الذي يعتقدون أنّه الأوفر حظّاً في تولّي منصب البابا، و"حارس المرمى"، للكاردينال الأقل حظّاً. وبمجرد اختيارهم لفريقهم، يتمكّن اللاعبون من التنبؤ باسم البابا الجديد وأولويّاته ويوم انتخابه وعدد الجولات. ومقابل كلّ توقّع صحيح نقطة، مما يُؤدّي إلى ترتيب المشاركين، وفي النهاية الفائز.
يقول أحد مُنشئي اللعبة بيترو بيس، وهو مُهندس ذكاء اصطناعي في "مايكروسوفت": "لا توجد جوائز، إنّها مُجرد مُتعة، وهدفنا هو المجد الأبدي".
سجّل التاريخ البابوي أطول عملية انتخاب بين عامي 1268 و1271، عقب وفاة البابا كليمنت الرابع، إذ استغرق التوافق على خليفته 1006 أيام (نحو 3 سنوات)، وانتهى باختيار غريغوريوس العاشر. أمّا أقصر عملية انتخاب بابا في التاريخ، فكانت عام 1503 بعد وفاة البابا بيوس الثالث بعد 26 يوماً فقط من انتخابه، إذ لم تستغرق عملية الانتخاب أكثر من 10 ساعات، وأدّت إلى اختيار البابا يوليوس الثاني.
ماريو جيرو لـ"النهار": تيّاران في الفاتيكان والأميركيون يريدون بابا هنغارياً
الكثر كانوا قريبين من البابا فرنسيس وبإمكان المجمع أن يختار من هؤلاء، كما أن العكس ممكن.
عام 1274، ونظراً إلى تجربة انتخاب غريغوريوس، قرّر مجمع ليون الثاني فرض إجراء جديد يقضي بحجز الكرادلة في مكان مغلق أثناء الانتخاب، ومنعهم من مغادرته حتى يتم التوافق على اسم البابا الجديد. ومن هنا جاءت كلمة كونكلاف (Conclave) المشتقّة من اللاتينية (Cum Clave)، والتي تعني المجمع السري.
انتخاب فرنسيس كان حدثاً مفاجئاً عام 2013 إذ كان يحتلّ المركز الـ15 في سباق المراهنات. فهل ستحمل عملية الانتخاب داخل كونكلاف 2025 مفاجآت؟
0 تعليق