تصاعد الاشتباك بين الهند وباكستان، حيث تبادلت الاتهامات بشن هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ، مما يُمثل تصعيدًا حادًا في الصراع الدائر بين الدولتين النوويتين.

وفقا لتقرير الجارديان، يأتي هذا التوتر في أعقاب ضربات صاروخية هندية على باكستان صباح الأربعاء، أسفرت عن مقتل 31 شخصًا، مما أثار ردود فعل انتقامية من الجانبين.

تُسلط هذه التطورات الأخيرة الضوء على هشاشة الوضع في كشمير ومنطقة جنوب آسيا عمومًا، حيث يشهد البلدان تاريخًا طويلًا من المواجهات العسكرية.

الهند وباكستان .. الهجوم والانتقام

ورد أن الضربات الصاروخية الهندية جاءت ردًا على هجوم شنه مسلحون في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، وأسفر عن مقتل 25 سائحًا هندوسيًا ومرشدهم السياحي أواخر الشهر الماضي، واتهمت الهند باكستان بدعم المسلحين الذين يقفون وراء الهجوم، وهو ادعاء تنفيه باكستان.

ردًا على الضربات الصاروخية الهندية التي استهدفت تسعة مواقع في باكستان، اتهمت إسلام آباد نيودلهي بإطلاق سلسلة من الطائرات المسيرة فوق مدن باكستانية، بما في ذلك روالبندي، مقر الجيش الباكستاني.

وصف المتحدث العسكري الباكستاني، الجنرال أحمد شريف شودري، هجمات الطائرات المسيرة بأنها “عدوان عسكري سافر”، وزعم أن أنظمة الدفاع الجوي الباكستانية أسقطت بنجاح أكثر من اثنتي عشرة طائرة مسيرة، على الرغم من أن حادثة واحدة لطائرة مسيرة في السند أسفرت عن مقتل مدني.

بدورها، أفادت وزارة الدفاع الهندية بإحباط هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت أهدافًا عسكرية في مدن مثل أمريتسار وسريناغار وشانديغار، مدعية أن أنظمة دفاعها الجوي أبطلت جميع الهجمات. وحذر وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار من أن أي عدوان إضافي من باكستان سيؤدي إلى “رد حازم” من الهند.

التأثير الأوسع على المنطقة

لم يؤدِّ تصاعد العنف إلى تفاقم التوترات على الحدود الهندية الباكستانية فحسب، بل أدى أيضًا إلى صدور تحذيرات أمنية واسعة النطاق في كلا البلدين. أوقفت باكستان الرحلات الجوية من المطارات الرئيسية في كراتشي ولاهور وسيالكوت، بينما علّقت الهند الرحلات الجوية من أكثر من 20 مطارًا محليًا.

أعلنت الدولتان حالة الطوارئ المشددة في مناطقهما الحدودية، وألغت الحكومات المحلية جميع إجازات الشرطة. وفي أمريتسار، نُفّذ تدريب أمني وانقطاع للتيار الكهربائي لفترة وجيزة، بينما وُضعت ولايتا راجستان والبنجاب الهنديتان في حالة تأهب قصوى.

استمرت أعمال العنف على طول حدود كشمير المتنازع عليها، والتي كانت بؤرة توتر لعقود، لليلة الثانية على التوالي مع قصف عبر الحدود بين القوات الهندية والباكستانية، وأُبلغ عن سقوط ضحايا من الجانبين، من بينهم جندي هندي واحد على الأقل و11 مدنيًا. ويجري إجلاء السكان المحليين مع استمرار تقلب الوضع.

أقرا أيضا.. بعد اشتباك الهند وباكستان المثير للقلق.. هل من مَخْرج؟

رد باكستان والتصعيد العسكري المحتمل

أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الضربات الهندية ووصفها بأنها “عمل حربي” وتعهّد بالانتقام لمقتل مواطنين باكستانيين. على الرغم من أن طبيعة رد باكستان لا تزال غامضة، إلا أن القيادة العسكرية للبلاد، بقيادة الجنرال عاصم منير، تواجه ضغوطًا شعبية متزايدة للرد بقوة.

أشار بعض المسؤولين الباكستانيين إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الباكستانية أسقطت خمس طائرات عسكرية هندية، من بينها ثلاث طائرات رافال، خلال مواجهة يوم الأربعاء. إلا أن المسؤولين الهنود لم يؤكدوا هذه المزاعم.

أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الباكستانية أنه لم تُطلق باكستان أي صواريخ أو طائرات مُسيّرة على الهند حتى يوم الخميس، مُشيرًا إلى أن الرد الهجومي سيأتي قريبًا. وتُسلط مزاعم العدوان العسكري من كلا الجانبين الضوء على تصاعد خطر اندلاع حرب شاملة بين البلدين، اللذين يمتلكان أسلحة نووية.

جهود الوساطة الدولية

مع تدهور الوضع، تتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية لتهدئة الصراع. وقد وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دلهي يوم الخميس لعرض الوساطة بين البلدين، بينما زار وزير خارجية المملكة العربية السعودية الهند أيضًا في محاولة لتهدئة التوترات.

مع ذلك، لا تزال احتمالات التوصل إلى حل سلمي غير مؤكدة مع استمرار الجانبين في تبني مواقف متشددة بشكل متزايد.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط