في ليلة لا تنسى، خطف الإيطالي جيانلويجي دوناروما، حارس مرمى فريق باريس سان جيرمان الأول لكرة القدم، الأربعاء، الأضواء بأداء بطولي قاد زملاءه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في ميونيخ.
وبعد يوم واحد فقط من تألق السويسري يان سومر، الذي أنقذ إنتر ميلان من برشلونة، جاء دور الحارس فارع الطول، ليصبح الحصن المنيع أمام هجمات أرسنال العنيفة، محطمًا آمال «المدفعجية»، مؤكدًا أن «الجدار الأخير» هم نجوم نصف النهائي.
في مباراة الإياب بملعب باريس، وقف دوناروما كالجبل أمام أرسنال الذي حاول بكل قوة تعويض تأخره بهدف من مباراة الذهاب.
منذ الدقائق الأولى، بدا واضحًا أن الحارس الإيطالي في ليلته الكبيرة، تصديه المذهل لتسديدة جابرييل مارتينيلي من مسافة قريبة أثار الدهشة، لكن أذهل الجميع بعد دقائق حين أنقذ بذراعه الطويلة، التي بدت وكأنها تمتد إلى ما لا نهاية، تسديدة مارتن أوديجارد المنخفضة التي تسللت بين أقدام اللاعبين.
«كانت لحظة رائعة، الكرة مرت بين ساقي زميلي، لكنني أتدرب كثيرًا على مثل هذه التسديدات»، هكذا قال الأخطبوط دوناروما بثقة، مضيفًا أن طوله البالغ 1.9 متر لعب دورًا حاسمًا في هذه المواجهة.
تصدياته لم تكن مجرد ردات فعل، بل كانت بمثابة رسالة: «الباريسيون لن يهزموا هذه الليلة في حديقة الأمراء».
لو نجح أرسنال في التسجيل مبكرًا، لربما تغيرت القصة، لكن دوناروما أغلق الباب بإحكام، ممهدًا الطريق لفابيان رويز وأشرف حكيمي ليضعا بصمتهما بهدفين حاسمين، حتى عندما سجل بوكايو ساكا هدفًا لأرسنال، كان الوقت قد مضى، ودوناروما قد حسم الأمور.
ميكل أرتيتا، مدرب أرسنال، لم يخفِ إعجابه: «أفضل لاعب في المباراتين كان حارس المرمى.. لقد صنع الفارق».
كذلك، أثنى ميكل مرينو، مهاجم أرسنال، على دور دوناروما، قائلًا: «أظهر لماذا يُعد من أفضل الحراس في العالم». وأضاف زميله ديكلان رايس: «كان بإمكاننا تسجيل ثلاثة أو أربعة أهداف، لكن دوناروما كان استثنائيًّا».
وعندما سُئل عن أدائه، اختار دوناروما أن يُظهر تواضعًا يليق بنجم كبير، مثنيًا على زميله يان سومر رجل الليلة السابقة: «كان رائعًا يوم الثلاثاء، تصدى لتسديدات أكثر مني وقدَّم أداءً مبهرًا».
الحقيقة أن دوناروما لم يكن مجرد حارس مرمى الأربعاء، كان بطلًا كتب اسمه بحروف من ذهب في طريق باريس نحو النهائي.
الآن، يستعد دوناروما لخوض نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في مسيرته، حين يواجه إنتر ميلان في 31 مايو.
وبينما يترقب عشاق الكرة هذه المواجهة النارية، يبقى السؤال: هل سيواصل الحراس سرقة الأضواء في ميونيخ؟ مع دوناروما وسومر، لا شيء مستحيل.