ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 8 مايو 2025 11:20 صباحاً - كشفت معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن تدريس مادة الذكاء الاصطناعي التي اعتمد تدريسها اعتباراً من العام الدراسي المقبل لكافة المراحل الدراسية، سيكون لطلبة رياض الأطفال والحلقة الأولى على شكل صور، وألعاب، وقصص، تعلمهم كيفية التعامل مع استخدام الذكاء الاصطناعي بما يتناسب مع أعمارهم وقدراتهم الاستيعابية، وهو ما يُعد نقلة نوعية في طريقة إيصال المفاهيم التقنية للأطفال بأسلوب مبسط وجذاب.

وأوضحت معاليها على أن الوزارة حرصت على ألا يشكل اعتماد هذه المادة عبئاً إضافياً على الطلبة أو المعلمين، حيث سيتم استبدال بعض الحصص من مادة «التصميم الإبداعي والابتكار» المعروفة اختصاراً بـ CCDI، بمحتوى مادة الذكاء الاصطناعي، وسيتولى تدريسها معلمو الكمبيوتر والتصميم الذين يمتلكون الكفاءة والخبرة التقنية اللازمة لتنفيذ هذا الدور.

وأوضحت الأميري في تصريح إعلامي قائلة: «لا يصح أن يجلس أبناؤنا اليوم على مقاعد الدراسة في ظل اقتصاد يتمحور حول الذكاء الاصطناعي دون أن تكون لديهم معرفة بهذه التقنية، لقد دخلت وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا من دون أن نُعلّم أبناءنا كيفية الاستخدام الصحيح، فظهرت الاستخدامات الخاطئة، ولا نريد أن نكرر هذا الخطأ مع الذكاء الاصطناعي».

وأضافت: «لا نستطيع الانتظار سنوات طويلة لإعداد مادة دراسية جديدة بينما يستخدم الطلاب بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، واليوم لا نُدرّسهم فقط كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، بل نُعلّمهم كيف يُستخدم في دولتهم، ونمنحهم فرصة للتنافس عالمياً، مع مراعاة ترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم».

وبيّنت الأميري أن من أبرز المهارات التي سيكتسبها الطالب من خلال هذه المادة، تعلم كيفية طرح الأسئلة الصحيحة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي للتحقق من صحة المعلومات، واستخدامه بشكل سليم يعزز مهاراته الأكاديمية والحياتية، ويُمكّنه من الوصول إلى المعرفة الدقيقة والتأكد منها.

وأكدت أن هذه الخطوة تُعَدّ استجابة سريعة للواقع التقني المتسارع، إذ تسعى الوزارة إلى تجهيز الطلبة بمهارات المستقبل، وعدم تأخيرهم عن ركب التطور العالمي، وذلك ضمن إطار استباقي مدروس يمنحهم أفضلية في التنافس مع نظرائهم حول العالم.

وتُعَدّ دولة الإمارات من أوائل دول العالم التي أدرجت الذكاء الاصطناعي كمادة دراسية ضمن مناهج التعليم المدرسي، في خطوة تعكس التزامها برؤية استشرافية لمستقبل التعليم.

ويشمل المنهج الجديد سبعة مجالات رئيسية هي: المفاهيم الأساسية، الوعي الأخلاقي، التطبيقات الواقعية للذكاء الاصطناعي، البيانات والخوارزميات، الابتكار وتصميم المشاريع، البرمجيات، والسياسات والارتباط المجتمعي.

وصُمم المنهج بوحدات تعليمية تناسب كل مرحلة عمرية، بدءًا من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، بما يُراعي الفروق الفردية بين الطلبة واحتياجاتهم المعرفية، كما سيتم دمج المنهج بسلاسة مع الجداول الدراسية الحالية، دون الحاجة إلى إضافة ساعات تعليمية جديدة، وهو ما يضمن تكامل البرنامج مع خطط التعليم المعتمدة في المدارس دون التأثير على توزيع الوقت والمحتوى التعليمي.

وستوفّر الوزارة أداة تعليمية مرنة تشتمل على مجموعة من الأنشطة، والنماذج، وخطط الدروس القابلة للتكيّف حسب البيئات الصفية المختلفة، بحيث يتمكن المعلمون من تعديلها وتطويرها بما يلبي احتياجات الطلبة ومستوياتهم الأكاديمية.

ياسر ابراهيم

كاتب محتوى باللغة العربية شغف بالبحث والإطلاع بجانب دقة في مراعاة قواعد اللغة وعلامات الترقيم