شهد الشارع المصري حالة من الترقب بعد الإعلان الأخير عن زيادة أسعار أنابيب البوتاجاز، حيث أصبحت هذه السلعة الحيوية حديث الأسر في مختلف أنحاء البلاد، خاصة أن الاعتماد عليها يعد أساسيًا للعديد من المواطنين، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، ومع إعلان تحديث الأسعار، تساءل الجميع عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الزيادة ومدى تأثيرها على ميزانية الأسر والمهن التي تستخدم البوتاجاز بشكل يومي.

سعر أنبوبة البوتاجاز اليوم

أوضحت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية أن أسعار أنابيب البوتاجاز قد شهدت زيادات ملحوظة اعتبارًا من الأسبوع الماضي، حيث أصبحت الأنبوبة المنزلية سعة 12.5 كجم تُباع داخل المستودعات بسعر 200 جنيه، بعدما كانت تصل إلى 150 جنيهًا فقط، مما يعني زيادة قدرها 50 جنيهًا، أما الأنبوبة التجارية سعة 25 كجم، قفز سعرها من 300 جنيه إلى 400 جنيه، بزيادة بلغت 100 جنيه، ويجب الانتباه إلى أن أسعار البيع الفعلية تختلف من منطقة لأخرى، فمثلًا، في بعض المحافظات الأساسية كالمدن الكبرى، يتراوح سعر الأنبوبة المنزلية بين 220 و250 جنيهًا، بينما يصل السعر في المناطق النائية إلى ما يقارب 300 جنيهًا، كما يتفاوت سعر الأنبوبة التجارية بين 450 و500 جنيه.

أسباب ارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز

ذكرت لجنة التسعير التلقائي أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار أنابيب البوتاجاز هو تأثر السوق المحلي بالأزمة الاقتصادية العالمية وما نتج عنها من تقلبات في أسعار النفط العالمية، حيث ارتفع خام برنت إلى مستويات أعلى، بالإضافة إلى تدهور سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، مما زاد من كلفة الاستيراد والإنتاج، وأشارت أيضًا إلى أن تكلفة إنتاج الأنبوبة فعليًا تصل إلى 340 جنيهًا، وهو ما جعل الحكومة تتجه للحفاظ على الدعم التدريجي لتخفيف هذا العبء على الموازنة العامة، كما يأتي ذلك ضمن استراتيجية طويلة المدى لخفض الدعم عن مصادر الطاقة.

التأثيرات على القطاعات المختلفة

لا شك أن ارتفاع الأسعار سيؤثر بشكل مباشر على الأسر المصرية، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد كليًا على أنابيب البوتاجاز للطهي والتدفئة، بالإضافة إلى القطاعات التجارية التي تحتاجها بشكل يومي مثل المطاعم والمقاهي، حيث سجلت بعض المطاعم الصغيرة زيادة في أسعار خدماتها بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل، ويرى خبراء الاقتصاد أن المرحلة الحالية تتطلب مراقبة حكومية مشددة لضمان عدم استغلال هذه الزيادة من قبل بعض التجار لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، مما يزيد من العبء على المواطنين.

في النهاية، يجب على الأسر المصرية العمل على ترشيد استهلاك الطاقة والبحث عن وسائل مبتكرة لتقليل الاعتماد الكامل على أنابيب البوتاجاز، خاصة مع التوقعات بوجود زيادات أخرى مستقبلية، بالتزامن مع تطبيق خطط الإصلاح الاقتصادي التي تسعى الدولة لتنفيذها بما يضمن توازن السوق وتحقيق الكفاءة الاقتصادية.