نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الديبلوماسي الفرنسي ميشال دوكلو لـ"النهار": لقاء ماكرون - الشرع سيناقش "سوريا الجديدة" والإرهاب والأكراد وأمن لبنان والأقليات - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 05:18 مساءً
يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره السوري أحمد الشرع في قصر الإليزيه في باريس غداً، في زيارة ذات أهمية للرئيس السوري. وسيبلغ ماكرون الشرع دعم فرنسا لبناء سوريا جديدة وحرة ومستقرة تحترم جميع مكونات المجتمع السوري، بحسب الإليزيه، الذي أفاد بأن اللقاء يندرج في سياق التزام تاريخي لفرنسا من أجل السوريين والسوريات المطالبين بالسلام والديموقراطية. وسيذكّر الرئيس الفرنسي ضيفه بمتطلبات فرنسا من الحكومة السورية، وفي طليعتها استقرار المنطقة، ومكافحة الإرهاب وأمن السوريين وكل سكان المنطقة، لا سيما الفرنسيين.
"النهار" حاورت الديبلوماسي الفرنسي ميشال دوكلو، السفير السابق في سوريا الذي يعمل مستشاراً في معهد Montaigne العريق وله علاقات وثيقة بالرئاسة والخارجية الفرنسيتين، عن زيارة الشرع.
يقول دوكلو إن "فرنسا قررت استقبال الرئيس السوري سعياً إلى توضيح مواقفه من عدد من القضايا المرتبطة بسوريا الجديدة التي يريد بناءها. لقد عينت باريس السفير جان باتيست فيفر Jean Baptiste Faivre الذي أنهى عمله سفيراً في الدوحة ليتسلم منصب القائم بالأعمال في سفارة فرنسا في دمشق، وهو معروف بكفاءته ومن بين الديبلوماسيين المستشرقين المهمين، ما يدل على أهمية القرار، وسيكون مقيماً في بيروت ومتنقلاً إلى دمشق التي سيستقر فيها نهاية السنة. إن اختيار فيفر يشير إلى جدية باريس وانتباهها إلى الوضع السوري ".
تمثل دعوة الشرع إلى باريس، بالنسبة إلى دوكلو، موقفاً من سوريا أكثر وضوحاً، ولو أنه يبقي بعض الحذر إزاء التقدم المنتظر في العملية السياسية بشأن نقاط أساسية: مكافحة الإرهاب التي تبقى مطلباً فرنسياً ملحاً، استقرار لبنان مع التركيز على ترسيم الحدود السورية - اللبنانية، رفع العقوبات المصرفية والمالية الذي يعد خطوة أولوية أساسية وهذا يعتمد بشكل رئيسي على القرار الأميركي. وطالما لم ترفع هذه العقوبات سيظل هامش تحرك السلطة السورية محدوداً.
كذلك تريد باريس معرفة نوايا الشرع حيال الأكراد، فصحيح أنه تم الاتفاق معهم (قوات سوريا الديموقراطية) في دمشق في 10 آذار/ مارس، ما يشير إلى تقدم، لكن الاتفاق لم ينفذ بعد بشكل ملموس، وفرنسا تريد توضيح النقاط العالقة المتعلقة بوجود آليات لدمج الوحدات الكردية في الجيش السوري وشروط بقاء السلاح لدى الأكراد أو عدمه ودرجة الحكم الذاتي الفعلية، بخاصة في ظل المطالب التركية كخروج كوادر حزب العمال الكردستاني وتنظيم الأجهزة الأمنية في المناطق الكردية والقضايا الثقافية واللغوية في المناطق الكردية. وترغب باريس، حسب دوكلو، في تشجيع إعادة دمج الأكراد في المجتمع الوطني السوري مع البقاء يقظة لتنفيذ هذا الاتفاق فعلياً.
وعن تدخل إسرائيل في سوريا، يرى دوكلو أن التوترات تفاقمت بين بعض الدروز وعناصر مرتبطة بالسلطة السورية الجديدة بسبب التدخل الإسرائيلي الذي يؤدي إلى تحويل الصعوبات المحلية إلى مشكلة كبرى لسوريا، مع خطر متزايد لزعزعة الاستقرار وتفكك البلاد. وعن بقاء الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ، يقول دوكلو إن الخبرة تظهر أن الإسرائيليين لا ينسحبون من أراض احتلوها، لكنه يشير إلى تصريحات حديثة للشرع عن انفتاح على الاعتراف بإسرائيل وقبول اتفاقيات إبراهام، مضيفاً أن وزراء إسرائيليين دعوا صراحة إلى تقسيم سوريا، ما يتعارض مع التطلع إلى دولة وطنية موحدة، لكن هذا النهج لن ينجح لأن السوريين أنفسهم يريدون تجاوز انقساماتهم.
وعن علاقات الشرع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه، يقول دوكلو إن الشرع يأخذ بنصائح استراتيجية تركية، ولكن الأتراك يشجعونه على التقارب مع السعودية والإمارات. ورغم نفوذ الرئيس التركي رجب طيب أردودغان، فإنه يشجع الشرع على استقلاليته مع التقارب مع الخليج، وهناك توافق ظاهري بين دول الخليج وتركيا، وربما الأردن، مع انفتاح من مصر للعب دور في استقرار سوريا في مواجهة إسرائيل وإيران، القوتين المزعزعتين.
وعما إذا كانت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية ستكون مهمة لسوريا وللشرع، يؤكد دوكلو أن الموضوع السوري سيكون مطروحاً، وفي داخل الإدارة الأميركية فريق يتابع الشأن السوري عن كثب، لكن البيت الأبيض ينظر إلى النظام السوري الحالي على أنه مرتبط بجماعات إرهابية بما يتماشى مع الموقف الإسرائيلي الذي يدعو إلى القضاء عليه. ويلفت دوكلو إلى أن وحده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ربما يستطيع شرح تعقيد الملف السوري لترامب، لكن هناك قضايا أخرى تشغل الرئيس الأميركي، كغزة وإيران، وهذا يأخذ الكثير من الوقت في المفاوضات.
وكان قول وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن الشاطئ السوري علوي قد أزعج السلطات السورية، باعتبار أن الساحل ليس فقط علوياً، بل يجمع الطوائف كلها.
0 تعليق