جامعة قطر.. فوج جديد وإرث من التميز والإنجاز - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جامعة قطر.. فوج جديد وإرث من التميز والإنجاز - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 04:40 مساءً

الدوحة - سيف الحموري - تحتفل جامعة قطر غدا بتخريج الدفعة الـ48 من طلبتها، في مشهد يتجدد كل عام، ليحكي قصص الإنجاز لهذه المؤسسة الوطنية التعليمية الرائدة التي تواصل صعودها وتعزز مكانتها بين مؤسسات التعليم العالي المرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، حاملة معها إرثا من التميز وطموحا لا يعرف الحدود.

   مع تخريج هذا الفوج الجديد الذي يضم 3680 من الخريجين، منهم 823 خريجًا و2857 خريجة من مختلف كليات الجامعة، ومستوياتها التعليمية (الدكتوراه، الماجستير، البكالوريوس، الدبلوم)، تكون الجامعة قد خرجت ما يقرب من 70 ألف طالب وطالبة وذلك منذ تأسيسها في سبعينيات القرن الماضي.

  وعلى امتداد هذه السنوات، لم تكن جامعة قطر مجرد مؤسسة أكاديمية تنحصر وظيفتها بين جدران المحاضرات والمناهج، بل كانت حلمًا وطنيًا تجسّد، وركنًا راسخًا من أركان النهضة القطرية الحديثة.

   في كل مرحلة من مراحل التحديث التي عرفتها دولة قطر، كانت جامعة قطر حاضرة ترافقه في مسيرته المتسارعة نحو الريادة.. كانت العقل المفكر، والمخزون البشري، والمنصة التي تتخرج منها الكفاءات التي ستساهم في صناعة التحولات ترجمة لرؤية القيادة الحكيمة في البلاد، بدءًا من تحديث البنية التحتية، ومرورًا بالقفزات في المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية، وصولًا إلى الأدوار العالمية التي باتت قطر تلعبها في الاقتصاد والسياسة والرياضة والثقافة.

   وتواصل الجامعة اليوم مسيرة النجاحات على الصعد الأكاديمية والبحثية والعلمية، لتبني على ما تحقق من إنجازات بفضل الاستراتيجيات الطموحة التي أقرتها الجامعة على مدى العقدين الماضيين، والتي قفزت بها نحو العالمية كما تؤكد التصنيفات الدولية المتتالية.

  في مايو 2023، دشنت جامعة قطر استراتيجيتها الجديدة للأعوام (2023 - 2027 ) التي تسعى لوضع الأسس اللازمة لتحقيق طموحاتها وأهدافها خلال السنوات الأربع المقبلة، مع التركيز على رفع جودة التعليم الأكاديمي وفقا للمعايير الدولية.

وتركز الاستراتيجية الجديدة أكثر على دور الجامعة في مجتمعها المحيط، كي تكون عنصرا فاعلا ومؤثرا في المجتمع، وغايتها خدمة البلاد وتحقيق الأهداف الوطنية المرجوة، وذلك عبر مجالات استراتيجية رئيسية تتمثل في التعليم وبناء الإنسان، والبحوث والاستجابة للتحديات الوطنية، والتنمية المجتمعية والاقتصادية، والمنظومة الثقافية المؤسسية.

   على الصعيد الأكاديمي والتعليمي وبناء الإنسان، شهدت الجامعة توسعا مهما خلال السنوات الثلاث الأخيرة حيث انضمت كليتان جديدتان خلال هذه الفترة هما: التمريض في العام 2022، وعلوم الرياضة 2025، ليرتفع عدد الكليات إلى 12 كلية تضم طيفا واسعا من التخصصات والبرامج المتنوعة في الدبلوم والبكالوريوس فضلا عن برامج الدراسات العليا التي نمت هي الأخرى لتواكب الأولويات الوطنية في البحث العلمي.

    كما تشهد كليات الجامعة ذاتها تحديثا وتطويرها في برامجها وتخصصاتها المختلفة لتواكب التحولات في سوق المحلي والعالمي، وفي هذا السياق تمت الموافقة على طرح برنامجين جديدين لمرحلة البكالوريوس وهما بكالوريوس الاتصال الاستراتيجي، وبكالوريوس الصحافة والإعلام الرقمي، وذلك في إطار استراتيجية الجامعة الأكاديمية 2023-2027.

ويقول الدكتور إبراهيم الكعبي، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الجامعة، إضافة إلى توسعها الأكاديمي، تركز على الجانب العملي في البرامج الأكاديمية لضمان حصول الطلبة على خبرات تطبيقية قبل الانضمام لسوق العمل. 

  ويضيف أن الجامعة تتجه نحو اعتماد نهج تعليمي قائم على التقنيات الحديثة ومنها دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، إضافة إلى مواكبة التوجهات التعليمية الجديدة، مع الحرص على تزويد الخريجين بخلفية معرفية واسعة من خلال تمكنيهم من الوصول إلى المعلومات والمعرفة خارج نطاق تخصصاتهم، وذلك عبر توفير قاعدة واسعة من المقررات والتخصصات الفرعية.

  كما يشير الدكتور الكعبي إلى أن الجامعة أنجزت الدورة الثانية من دورة التخطيط الأكاديمي والتي تمثل الخطة الرئيسية لما سيتم طرحه أكاديميا خلال السنوات الثلاث المقبلة، وفقا لاحتياجات سوق العمل. 

  على صعيد تطوير الخدمات الطلابية، تقدم جامعة قطر عبر قطاع شؤون الطلاب خدمات متكاملة ومشاريع نوعية للطلبة، البالغ عددهم أكثر من 25 ألف طالب وطالبة منهم حوالي 23800 في مرحلة البكالوريوس و1240 في مرحلة الدراسات العليا، في مؤشر واضح على الثقة التي يوليها المجتمع التعليمي لهذه المؤسسة.

يقول الدكتور محمد دياب نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، في تصريح مماثل لـ/قنا/ إن الجامعة تضع الطالب في قلب العملية التعليمية، وتوفر له منظومة دعم متكاملة عبر مراكز متخصصة كـ"مركز دعم تعلم الطلاب"، الذي يقدم خدمات أكاديمية شاملة لطلبة البكالوريوس، تشمل المساعدة في المقررات والكتابة والتأقلم مع البيئة الجامعية.

  ويضيف أن الجامعة تتيح للطلبة فرصًا قيادية وتنموية تعزز من مهاراتهم الشخصية والمهنية، من خلال برامج نوعية، وأنشطة ثقافية ومجتمعية، تسهم في بناء شخصية متكاملة للطالب، وتعزز من انتمائه للمجتمع الجامعي.

  ويشير الدكتور دياب، إلى مجموعة من المشاريع الأخرى التي تخدم الطلبة منها مشروع السكن الطلابي الذي وفر مبنيين للبنين والبنات، بما يضمن بيئة سكنية آمنة ومريحة، والمنح والدعم المالي، حيث يقدم "صندوق دعم الطلبة" مساعدات مالية للطلبة المتعثرين، إضافة إلى منح دراسية مقدمة من مؤسسات مختلفة.

  كما يشير إلى مشاريع أخرى منها التحول الرقمي، ويتضمن مشاريع كـ"الخزائن الإلكترونية"، وخدمة الطباعة الذاتية، ونظام طلب الكتب إلكترونيًا، والأنشطة الطلابية المتنوعة، والتوظيف الطلابي، والورش والدورات التدريبية وفرص التدريب الميداني غير الأكاديمي، التي تعد فرصة قيمة لمعايشة بيئة العمل في جهات التوظيف المختلفة.

   وتستعد الجامعة لتنفيذ عدد من المشاريع المستقبلية الطموحة، منها، توسعة مرافق السكن الجامعي، وإنشاء صالة رياضية للبنات، وتطوير خدمة البطاقات الجامعية بإضافة رموز QR وبطاقات إلكترونية، وإطلاق مبادرات بيئية واجتماعية مثل "الجامعة الخضراء" و"برنامج التطوع الدولي"، وتطوير مراكز تدريب مهني تربط الطلبة بسوق العمل، وتعزز مهاراتهم العملية.

  ويؤكد الدكتور دياب أن هذه المشاريع والمبادرات، تبرهن على قدرة جامعة قطر على تقديم تجربة تعليمية متكاملة لا تقتصر على التعليم الأكاديمي فقط، بل تشمل كل ما من شأنه إعداد خريجين فاعلين، قادرين على الإسهام في نهضة المجتمع القطري، والانفتاح على العالم بثقة وتميّز.

    أما قطاع البحث العلمي ودوره في الاستجابة للتحديات الوطنية، فقد شهد هو الآخر نموا ملحوظا خلال السنوات الخمس الماضية (2020-2024) في مؤشر على التزام الجامعة بتعزيز مكانتها البحثية على المستويين المحلي والدولي، حيث ارتفع عدد المنشورات العلمية بنسبة 24.1 في المئة، ليصل إجمالي عدد الأبحاث المنشورة خلال هذه الفترة إلى 14.729 منشورًا بحثيًا.

  وفي هذا السياق، يقول الدكتور أيمن إربد نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا في تصريح لـ/قنا/ إن هذا النمو يعد مؤشرًا واضحًا على الزخم البحثي الذي تشهده الجامعة في مختلف التخصصات.

   ويشير إلى أن بيانات الأداء البحثي تظهر أن 19.4  في المئة من هذه المنشورات جاءت ضمن أعلى 10 في المئة من الأوراق العلمية الأكثر استشهادًا عالميًا، ما يُبرز جودة الأبحاث وتميّزها من حيث التأثير العلمي.

وفيما يخص التعاون البحثي، يوضح الدكتور إربد أن الجامعة شهدت توسعًا ملحوظًا في شبكة شراكاتها البحثية على المستويين المحلي والدولي، حيث تتعاون حاليًا مع أكثر من 300 جامعة ومؤسسة محلية ودولية، كما بلغت نسبة التعاون الدولي في الإنتاج العلمي أكثر من 74 في المئة.

  وإدراكًا للحاجة المتزايدة إلى تنظيم جهود الابتكار وتكاملها وتعزيزها، أنشأت جامعة قطر إطار جامعة قطر للابتكار وريادة الأعمال والذي يُعد الأساس لمنظومة الابتكار وريادة الأعمال في الجامعة، ويوفر هذا الإطار التوجه الاستراتيجي لدعم تسويق مخرجات البحث العلمي، وإنشاء الشركات الناشئة، وتعزيز التعاون مع القطاع الصناعي.

ويكشف نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا أن إجمالي عدد براءات الاختراع المسجلة باسم الجامعة وصل إلى 128 براءة اختراع.. مشيرا إلى أن مكتب الابتكار يقوم حاليا بتسويق عدد من ابتكارات المنتسبين للجامعة، ويشارك قطاع البحوث مع عدد من الشركات لمنح ترخيص استخدام براءات الاختراع المملوكة للجامعة والسعي للتنوع الاقتصادي ونقل المعرفة للمجتمع والصناعة. 

   ويؤكد أن هناك عملا مشتركا في الجامعة لتطوير مركز ريادة الأعمال لنشر ثقافة الابتكار وتوفير خدمات ما قبل الاحتضان، إلى جانب الجهود التي تبذلها كلية الإدارة والاقتصاد لتنظيم عدد كبير من الفعاليات الكبرى لنشر ثقافة الابتكار بين طلبة الجامعات في قطر. 

    ويوضح الدكتور إربد مدى اتساق المشاريع البحثية بجامعة قطر مع الأولويات الوطنية واستجابتها للتحديات وانسجامها مع غايات رؤية قطر الوطنية 2030، ويؤكد أن هذه المشاريع أسهمت بشكل مباشر في دعم الخطط التنموية للدولة لا سيما في مجالات الصحة، والطاقة، والبيئة، والتعليم.

   على صعيد البنية التحتية، استثمرت الجامعة بشكل كبير في تطويرها، حيث شهد الحرم الجامعي خلال السنوات القليلة الماضية توسعا كبيرا شمل إنشاء مبانٍ جديدة مجهزة بأحدث التقنيات التعليمية مثل كليات القانون والهندسة والتربية إضافة إلى مبنى شؤون الطلاب وغيرها، كما تعكف الجامعة حاليا على تطوير وإنشاء عدد من المباني والمرافق الخاصة التي تجمع التخصصات الصحية منها مشروع مبنى كليتي الطب والعلوم الصحية.

   كما أن هناك توجها لإنشاء مُستشفى جامعي بالتّعاون مع وزارة الصحّة، ومؤسّسة حمد الطبية، ومؤسّسة الرعاية الصحية الأولية، ليشكل إضافة نوعية للتعليم والتدريب الطبي بجامعة قطر، ويعزز من ريادة الجامعة في هذا المجال.

    وخلاصة القول، فإن احتفال جامعة قطر بتخريج دفعة جديدة لن يكون مجرد احتفالية بانتهاء رحلة أكاديمية؛ بل هو احتفاء بإنجازات تحققت وتتحقق على مختلف المستويات، وسيمثل الخريجون الجدد، الذين سيحملون شعلة المستقبل، الحلقة الأحدث في سلسلة طويلة من الكفاءات التي شكلت وأثرت مسيرة التنمية والتحديث في قطر والمنطقة.

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : جامعة قطر.. فوج جديد وإرث من التميز والإنجاز - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 04:40 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق