تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنَّه يظهر انفجاراً كبيراً في ميناء باليمن، بعد استخدام إسرائيل قنبلة نووية تكتيكية. إلا أن هذا الادعاء خاطئ. فالفيديو يعود إلى انفجار محطة كهرباء في أوكرانيا عام 2022. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، فيديو مصور ليلاً يظهر انفجارا ضخما. وأرفق بتعليق (من دون تدخّل): "انفجار ضخم جدا. إسر ائيل استخدمت قنبلة نووية تكتيكية باستهدافها ميناء اليمن الرئيسي".

وقد تحقّقت "النّهار" من هذا الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

الفيديو قديم، إذ أنّه يعود إلى محطة كهربائية بمدينة خاركيف الأوكرانية، في 11 سبتمبر/أيلول 2022، وليس لقصف نووي إسرائيلي على اليمن حديثاً.

لقطة شاشة للفيديو في سياقه الحقيقي (الإنترنت)

حينذاك، استهدفت القوات الروسية أكبر محطة للطاقة الحرارية في خاركيف، وفقاً لوسائل إعلام. ودُمّر مبنى الإدارة جزئياً، وامتد الحريق إلى أكثر من 1000 متر مربع. كذلك، تعرّضت محطة "زمييفسكا" للطاقة الحرارية ومرافق أخرى للبنية التحتية الحيوية في منطقة خاركيف لقصف أسفر عن مقتل أربعة من عمال هذه المرافق.

ونتيجةً انقطعت الكهرباء والمياه عن مدينة خاركيف. ووردت أنباء عن انقطاع التيار الكهربائي في وسومي، وبولتافا، ودنيبروبيتروفسك، وجزء من منطقة دونيتسك.

وصرح ميخايلو بودولياك، مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، قائلاً إن "الضربات المتعمدة والمباشرة على البنية التحتية المدنية الحيوية، بخاصةً محطة الطاقة الحرارية في خاركيف، تُجسّد الإرهاب الروسي ورغبة القيادة الروسية في حرمان المدنيين من الكهرباء والتدفئة. يا له من ردٍّ جبان على فرار جيشها من ساحة المعركة".

كذلك قال رئيس بلدية مدينة خاركيف، إيغور تيريخوف، في منشور بحسابه على منصّة تيليغرام، إنَّ "هجوما على منشأة للبنية التحتية في خاركيف أدى إلى انقطاع الكهرباء في العديد من مناطق المدينة. وللسبب ذاته، لا يوجد ماء في المناطق نفسها، والمضخات لا تعمل".

وأضاف: "هذا انتقام حقير وساخر من المعتدي الروسي بسبب نجاحات جيشنا على الجبهة، وخاصة في منطقة خاركيف. أطلب من الجميع أن يبقوا هادئين. ويعمل المتخصصون في شركات الطاقة الإقليمية وشركات المرافق العامة لدينا بالفعل على إزالة الأضرار التي ألحقها عدونا بالمدينة.

وتابع: "المعتدي حقير. منذ البداية كان يهدف إلى تدميرنا كأمة. ولكننا سوف نفوز. وقد تثبتت ذلك القوات المسلحة الأوكرانية".

غارات اسرائيلية في اليمن 

ويأتي تداول هذا الفيديو بالمزاعم الخاطئة، بعد غارات شنّتها مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف قال الجيش الإسرائيلي إنَّها "أهداف تابعة للحوثيين على الساحل اليمني".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنَّ "الضربة جاءت ردّاً على الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون ضد إسرائيل، والتي أطلقوا خلالها صواريخ أرض-أرض وطائرات بدون طيار تجاه المدنيين الإسرائيليين".

وأضاف: "تشكل مواقع البنية التحتية التي تم استهدافها في ميناء الحديدة مصدر إمداد مركزي للحوثيين، وتستخدم لنقل الأسلحة الإيرانية. كذلك، تم استهداف مصنع ‘باجل’ للخرسانة شرق مدينة الحديدة، والذي يشكل مورداً اقتصادياً هاماً ويستخدم لبناء الأنفاق والبنية التحتية الإرهابية للحوثيين".

 وتابع: "تم تنفيذ الضربة على مواقع البنية التحتية للإرهابيين بدقة، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف الأضرار التي تلحق بالسفن الراسية في الميناء. ويعمل النظام الحوثي الإرهابي بتوجيه وتمويل إيراني، بهدف استهداف إسرائيل وحلفائها، وتقويض الاستقرار الإقليمي وتعطيل حرية الملاحة العالمية".

وفي الوقت ذاته، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان آخر، إنَّ "قوات الدفاع الإسرائيلية شنّت قبل قليل غارات على مواقع للبنية التحتية للحوثيين داخل منشأة استراتيجية لإنتاج أسلحة تابعة لحزب الله وتخزينها في منطقة البقاع في لبنان".

واشار الى محاولات حزب الله "لإعادة ترسيخ وجوده وعملياته داخل المنشأة. وأعلن "ضرب مواقع للبنية التحتية في منطقة صريفا".