سجّل الذهب مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا بأكثر من اثنين بالمئة، ويعود هذا الصعود إلى تراجع قيمة الدولار الأمريكي وزيادة الإقبال على أصول الملاذ الآمن وقت الأزمات الاقتصادية، الأمر الذي زاد من اهتمام المستثمرين في أسواق المعادن النفيسة، ويأتي هذا التغير في وقت تترقب فيه الأسواق المالية قرارات هامة من مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن السياسة النقدية وأسعار الفائدة، مما يساهم في حالة من الترقب العام بالأسواق.

أسعار الذهب اليوم وتأثيرها على أسواق المال

سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في المعاملات الفورية بنسبة 2.3 بالمئة لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 3315.09 دولارًا للأوقية، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنحو 2.4 بالمئة لتصل إلى 3322.3 دولارًا للأوقية عند التسوية، وقد ساهم تراجع مؤشر الدولار، الذي انخفض بنحو 0.1 بالمئة، في زيادة جاذبية الذهب لدى المستثمرين حائزي العملات الأجنبية، حيث يميل الذهب إلى تحقيق ربحية أكبر في ظل ضعف الدولار، مما يعزز من مكانته كملاذ آمن في أوقات التقلبات الاقتصادية.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى اليوم

لم يقتصر الاهتمام على الذهب فقط، بل شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى تغيرات متفاوتة خلال الفترة الأخيرة، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة واحد بالمئة لتصل إلى 32.31 دولارًا للأوقية؛ مما يعكس زيادة الطلب عليها من المستثمرين الباحثين عن تنويع استثماراتهم، بينما انخفضت أسعار البلاتين بنسبة 0.4 بالمئة لتصل إلى 956.05 دولارًا، وسجل البلاديوم تراجعًا كبيرًا بلغ 1.5 بالمئة ليستقر عند 939.55 دولارًا للأوقية، وهذا التباين في أداء المعادن يرجع إلى عوامل العرض والطلب المتغيرة التي تشهدها الأسواق العالمية.

تأثير قرار الأسعار على الطلب على الذهب والمعادن

تنتظر الأسواق قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الذي من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على حركة أسعار الذهب والمعادن النفيسة خلال الفترة القادمة، فارتفاع أسعار الفائدة عادة ما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الذهب، حيث يفضل المستثمرون الأصول التي تحقق عوائد ثابتة، أما في حالة تثبيت الفائدة أو تخفيضها، فإن ذلك يعزز من مكانة الذهب كاستثمار آمن، بالإضافة إلى ذلك فإن الظروف الاقتصادية المتذبذبة والضغوط التضخمية قد تسهم بدورها في زيادة الإقبال على جميع أصول الملاذ الآمن، ومن المتوقع أن تستمر هذه المعطيات في تحريك الأسواق بشكل يومي.