كتبت – هاجر هشام

أفاد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن الوالدين يملكان الحق الشرعي في كتابة ممتلكاتهما لأبنائهم أو بناتهم خلال حياتهما، دون مخالفة للشرع، طالما الهدف هو ضمان حياة كريمة لهم وليس التسبب بضرر للورثة الآخرين، وجاء ذلك خلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، حيث أوضح أن مثل هذه التصرفات تعد هبة وليست ميراثًا، مما يمنح الوالدين حرية التصرف في أموالهم بحياتهم.

هل يجوز كتابة الممتلكات للأبناء أو البنات في حياة الوالدين؟

أوضح الشيخ عويضة أن الهبة التي تمنح في حياة الوالدين لا تُخضع لأحكام الميراث الشرعي، لأن انتقال التركة يبدأ فقط بعد الوفاة، وقال: "من حق الأب أو الأم أن يهب ما يشاء من ماله لمن يشاء، طالما هو على قيد الحياة، وهذه الهبة مشروعة إذا كانت بنية صالحة مثل حفظ كرامة الأبناء أو تأمين سكن لهم."

وأشار إلى أن مثل هذه التصرفات تُعد رحمة ومصلحة، خاصة في حالات قد تعرض البنات أو الأبناء للضرر بعد وفاة الوالدين، وضرب الشيخ مثالًا عمليًا، موضحًا أن بعض الورثة قد يطالبون ببيع الشقة الوحيدة التي تسكنها ابنة أو أم بعد الوفاة، مما قد يتركها دون مأوى، وسأل: "أين تذهب البنت حينها؟ وما مصيرها؟"، مؤكدًا أن الدين لا يقبل إغلاق هذا الباب أمام الناس، بل يشجع على تدابير تحمي الأبناء والبنات من الحاجة والضياع.

لماذا يُعد العدل بين الأبناء مستحبًا وليس واجبًا في الهبة؟

وفي السياق ذاته، تطرق الشيخ عويضة إلى مسألة العدل بين الأبناء، موضحًا أنها قضية فقهية محل خلاف، وقال: "العدل بين الأبناء مستحب، لكن ليس واجبًا في حالة الهبة، خاصة إذا كان التفضيل لبعض الأبناء له مبرر مثل الحاجة أو الضعف"، وشدد على أن نية الوالدين هي المحك الأساسي، فإذا كانت الهبة تهدف إلى تحقيق مصلحة مشروعة دون إجحاف بحقوق الآخرين، فهي تصرف مشروع ولا يُعاب عليه.