شهدت أسعار الذهب صعودًا ملحوظًا في تعاملات اليوم، ما يعكس تأثيرات التوترات الاقتصادية وتراجع مؤشر الدولار الأميركي. تأتي هذه القفزة في إطار ترقب المستثمرين للقرارات الاقتصادية القادمة واجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب. يتوقع المحللون انخفاض أسعار الفائدة، وهو ما يدعم ارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن للمستثمرين. سنستعرض في هذا المقال تحليلًا شاملاً حول أسعار الذهب وعوامل ارتفاعها بالإضافة إلى توقعات السوق.

أسعار الذهب اليوم وتأثيرها عالميًا

عند متابعة تطورات أسعار الذهب في تعاملات اليوم، نجد أنها ارتفعت بنحو 0.75% لتصل إلى 3267.50 دولارًا للأوقية لعقود يونيو/حزيران 2025، بينما سجلت الأسعار الفورية للذهب 3258.44 دولارًا بزيادة نسبتها 0.55%. كما شهدت المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم زيادات متفاوتة، ما يعكس توجّه الأسواق نحو استثمارات المعادن الثمينة في ظل الاضطرابات الاقتصادية. هذه الزيادة تأتي نتيجة تراجع مؤشر الدولار الأميركي الذي هبط بنسبة 0.27% وصولاً إلى 99.76 نقطة، وهو رقم يعزز الطلب على الذهب كبديل للسيولة النقدية.

التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أيضًا تلعب دورًا بارزًا في ارتفاع أسعار الذهب. مع استمرار مباحثات تجارية لم تُحسم بعد، تتزايد المخاوف من تأثير هذه التوترات على الاستقرار الاقتصادي العالمي، ما يدفع المستثمرين للبحث عن الأمان في الذهب والمعادن النادرة الأخرى.

تحليل أسعار الذهب وعوامل الارتفاع

أوضح تيم ووتر، كبير محللي السوق بشركة KCM Trade، أن حالة الضعف التي يشهدها الدولار الأميركي قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي تُعد من أبرز العوامل الداعمة لارتفاع الذهب في الوقت الحالي. ويتوقع ووتر أن تبقى الأسعار في حركة أفقية تتراوح ما بين 3200 و3350 دولارًا للأوقية حتى صدور قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. هذا الاجتماع يُعد محوريًا بسبب تأثيره المتوقع على أسواق المال والنقد العالمية.

يُذكر أن الذهب يُعرف بكونه ملاذًا آمنًا ضد تقلبات الأسواق وضد حالات التضخم المرتفع. لذلك، فإن القرارات المتعلقة بخفض أسعار الفائدة، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى بيئة نقدية أكثر تيسيرًا، قد تُسهم في تعزيز قيمة المعدن الأصفر خلال الأشهر القادمة.

توقعات الأسواق ومستقبل أسعار الذهب

في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تخوفات الأسواق من الركود الاقتصادي، فإن أسعار الذهب قد تشهد مزيدًا من الارتفاع خلال الفترات القادمة. تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول التجارة والوضع الاقتصادي تؤكد أن الأسواق العالمية لا تزال تقف في موقف ترقب؛ حيث تمثل هذه التصريحات إشارات واضحة على رغبة الإدارة الأميركية في إعادة تشكيل العلاقات التجارية مع الصين بما يدعم الاستقرار العالمي.

مع استمرار العطلة في الأسواق الصينية حتى 5 مايو/أيار، يُتوقع أن يسهم استئناف التداولات غدًا في إحداث تقلبات جديدة في الأسواق خاصة مع تطورات إضافية حول أسعار الفائدة. بالنسبة للمستثمرين، ينصح الخبراء بمتابعة حركة الدولار والسياسة النقدية كعوامل رئيسية مؤثرة على مسار أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة.