نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتائج استطلاع مركز الدرسات الاستراتيجية موغلة في التفاؤل .. كيف ولماذا ؟ #عاجل - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 05:10 مساءً
كتب احد الحراسيس - "كيف؟".. لعلّها الكلمة الأنسب للتعليق على نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية لآراء الأردنيين بأداء حكومة الدكتور جعفر حسان بعد (200) يوم على تشكيلها، فالنتائج كانت مفاجئة بـ"ايجابيتها" المبالغ فيها، وبشكل لا يعكس حقيقة الواقع الذي يعيشه الأردنيون.
الاستطلاع أشار إلى أن (74%) من الأردنيين يرون الأمور تسير بالاتجاه الايجابي مقابل (47%) كانوا يرون ذلك بعد (100) يوم من تشكيل حكومة حسان نفسه، أي أن نسبة الثقة ارتفعت بنسبة (27%) خلال ثلاثة أشهر فقط! وكأن الحكومة خلال هذه الأشهر الثلاثة امتلكت عصا سحرية واتخذت قرارات مفصلية انعكست ايجابا على حياة المواطنين!
كما أشار الاستطلاع إلى أن (71%) من الأردنيين يرون أن الرئيس حسان كان قادرا على تحمّل مسؤوليات المرحلة خلال الـ(200) يوم، مقارنة بـ(55%) حصل عليها الرئيس في استطلاع الـ(100) يوم على التشكيل، واللافت أن هذه النسبة هي الأعلى ربما في العقدين الأخيرين، والحقيقة أننا لم نلمس قدرة خارقة لدى الرئيس يمكن أن تمنحه هذه النسبة المرتفعة.
المشكلة، أننا اليوم ما زلنا نخوض نقاشات حول العديد من الملفّات التي تستنزف جيوب الأردنيين؛ ضريبة الأبنية والأراضي، فواتير الماء والكهرباء التي ترتفع بشكل مستمر دون الخضوع لأي منطق، أسعار المحروقات التي يقول خبراء إنها لا تنسجم مع الأسعار العالمية، استمرار الشكاوى من تردّي الخدمات الصحية والتعليمية.
نعلم أن حجم اليأس والاحباط الذي سيطر على الأردنيين كان كبيرا خلال السنوات الأربع الماضية والتي تولّى فيها الدكتور بشر الخصاونة رئاسة الحكومة، لكن هذا لا يبرر على الاطلاق كلّ هذه الايجابية التي يقول مركز الدراسات الاستراتيجية إنها أصبحت مسيطرة على مشاعر الأردنيين.
ليس منطقيا هذا التحول الكبير في المزاج العام ، وهذا علميا لا يقع الا اذا اتخذت الحكومة قرارات جوهرية ساهمت في تحسين الاوضاع المعيشية وهذا لم يحدث ، قرارات جعلت من عمليات الاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري قابلة للادراك والملاحظة ، وهذا لم يحدث ، قرارات اقتربت فيها اكثر من نبض الشارع وهذا لم يحدث ..
اما فيما يتعلق بمعالجة فجوة الثقة بين الرسمي والشعبي فهذا لا يمكن ان يحدث في مئة يوم ، ومن دون قرارات واجراءات ومراجعات وشفافية تعزز الثقة وتبدد الشكوك ..
هذه الجرعة الكبيرة من التفاؤل تأتي دون مبرر وسياق قابل للقياس والتشخيص ، ولا نظن ان هذا يصب في مصلحة الحكومة ، فزيادة التفاؤل قد يضاعف من الشعور بخيبة الامل اذا ما استمر سير الامور على هذا النحو الذي لا يمكن ان نقول عنه بانه يسير بالاتجاه الصحيح ، المديونية بازدياد والنهج الجبائي ما زال ملاذا لهذه الحكومة وسابقاتها ومعدلات البطالة بازدياد وضرب الطبقة الوسطى ما زال مستمرا وبوتيرة اشد ،والخدمات تعمل على قاعدة سارحة والرب راعيها ،والانفاق الحكومي الباذخ لم يتوقف ،وبوصلة ترتيب الاولويات معطلة تماما ،والتأزيم على اشده ...
حكومة حسان افضل ما سابقتها ، هذا امر مسلم به ،وزياراته الميدانية ممتازة ومثمرة ،وتواصله مع الناس والقطاعات ملموس ،ادارته للفريق الوزاري ومطالبته لهم بالعمل والنهوض باداء وزاراتهم والمؤسسات التابعة لها لافت وايجابي ، ولكن هذا لا يعني ابدا ان نصرف له كل هذا الحجم من التفاؤل والايجابية ، عليه ان يقدم للاردنيين حزمة من الانجازات الحقيقية على كافة الصعد، عندها فقط يحوز على ثقة وتقدير واعجاب الاردنيين ،وهذا يمكن قياسه بمنتهى اليسر والسهولة دون الحاجة لاستطلاعات رأي ...
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : نتائج استطلاع مركز الدرسات الاستراتيجية موغلة في التفاؤل .. كيف ولماذا ؟ #عاجل - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 05:10 مساءً
0 تعليق