كتب – محمود طلبة

كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية عن تحركات نشطة لإحياء خطة قديمة لتقوية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتكتل اقتصادي بارز في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في ظل تغيرات جيوسياسية متسارعة عقب عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الواجهة السياسية وفق ما نقلته صحيفة فاينانشيال تايمز.

وتعيد الخطوة الأوروبية تسليط الضوء على الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ، الذي يضم 12 دولة من بينها اليابان وكندا والمكسيك وينظر إليه كمنصة تجارية طموحة تجمع اقتصادات تمثل نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وتزايدت أهمية هذا التحرك بعد تصريحات ترامب الأخيرة بشأن فرض رسوم جمركية جديدة، ما دفع بروكسل إلى تعزيز تواجدها في التحالفات التجارية العالمية.

وبدأ الاتحاد الأوروبي، الذي أبرم بالفعل اتفاقيات ثنائية مع معظم أعضاء التكتل، يعيد تقييم موقفه تجاه اتفاق شامل قد يشمل تعاونا في مجالات التجارة الرقمية وتكامل سلاسل الإمداد.

استئناف المفاوضات بين بروكسل وكانبرا

ويتوقع أن تفتح الحكومة الأسترالية الجديدة برئاسة أنتوني ألبانيز الباب لاستئناف المفاوضات التجارية المتوقفة بين بروكسل وكانبرا، والتي يمكن أن تكون نقطة انطلاق لحوار أوسع بين الجانبين.

وناقش مسؤولون ودبلوماسيون من الطرفين سيناريوهات محتملة لبلورة شراكة منظمة قد تبدأ بإعلان سياسي مشترك يدعم قواعد منظمة التجارة العالمية يليها مسار تفاوضي موازٍ يركز على مواضيع تقنية مثل التجارة الرقمية والاستدامة وقواعد المنشأ.

توحيد قواعد المنشأ

وطرحت فكرة توحيد قواعد المنشأ كأحد أكثر المقترحات طموحًا، إذ يرى مؤيدوها أنها ستسهل دمج سلاسل التوريد بين دول التكتلين، وتخفض الحواجز أمام دخول السلع إلى أسواق بعضها البعض مما يخلق فرصا أكبر أمام الشركات في الجانبين.

وأكدت وزارة الخارجية الكندية أن بلادها حريصة على تعميق العلاقات التجارية مع أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ لكنها شددت على أن المشاورات لا تزال في مراحلها الأولية، في حين عبر زعيما نيوزيلندا وسنغافورة عن دعمهما العلني لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

واعتبرت سيسيليا مالمستروم المفوضة الأوروبية السابقة لشؤون التجارة، اعتبرت أن اللحظة الحالية حاسمة مشيرة إلى أن هناك رغبة مشتركة للدفع نحو اتفاق يبرم قبل نهاية العام، في ظل تصاعد التحديات أمام النظام التجاري العالمي التقليدي.