كتب .. مصطفى محمود

أمرت نيابة محكمة الدار البيضاء الجزائرية، خلال الساعات الماضية، بإيداع المؤرخ والأكاديمي الجزائري المعروف محمد الأمين بلغيث الحبس المؤقت، عقب تصريحات أدلى بها في حوار تلفزيوني، أثار جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

وجاء القرار القضائي عقب تداول مقطع الفيديو على نطاق واسع، حيث اعتبرت السلطات أن ما ورد في تصريحات بلغيث يشكّل، بحسب المحكمة، "انتهاكاً للمبادئ العامة المنصوص عليها في الدستور الجزائري"، و"تعدياً على مكوّن أساسي من الهوية الوطنية، ومساساً بالوحدة الوطنية ورموز وثوابت الأمة".

قائمة التهم 

وبناءً على ذلك، باشرت النيابة العامة تحقيقاً ابتدائياً، ثم فتحت تحقيقاً قضائياً وجّهت فيه للمتهم ثلاث تهم رئيسية وهي جناية المساس بالوحدة الوطنية عبر خطاب يمس رموز الأمة، وجنحة تعريض سلامة وحدة الوطن للخطر، وجنحة نشر خطاب الكراهية والتمييز باستخدام وسائل الإعلام والاتصال.

وبعد استجوابه من قبل قاضي التحقيق، أصدر وكيل الجمهورية رستم منصوري أمراً بإيداع بلغيث السجن الاحتياطي، وسط أنباء عن احتمال استمرار حبسه لفترة طويلة، إلى جانب الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، الذي يواجه اتهامات مماثلة.

من هو محمد الأمين؟

وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الحساسيات السياسية المرتبطة بالهوية والثقافة في الجزائر، حيث يُنظر إلى الأمازيغية كمكوّن أصيل من الهوية الوطنية، مدعوم بنصوص دستورية.

ويُذكر أن محمد الأمين بلغيث يُعد من أبرز الأكاديميين المتخصصين في التاريخ الجزائري، وُلد عام 1956 بمدينة الشريعة بولاية تبسة، ويمتلك مسيرة أكاديمية طويلة امتدت لأكثر من أربعة عقود، ركز خلالها على التاريخ المغاربي والإسلامي، وله العديد من المنشورات العلمية، كما شارك في مؤتمرات محلية ودولية.

وتزامنت القضية مع جدل حول الاسم الفارسي لوكيل الجمهورية "رستم منصوري"، حيث أُثيرت تساؤلات عبر منصات التواصل حول الهوية الثقافية داخل جهاز القضاء نفسه، مما أضفى أبعاداً إضافية على النقاش العام.