كتب .. مصطفى محمود

أطلق التلفزيون الرسمي الجزائري، خلال اليومين الماضيين، حملة إعلامية حادة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، مستخدماً خطاباً هجومياً وصفه مراقبون بأنه غير معهود ويتنافى مع الأعراف الدبلوماسية المتبعة بين الدول العربية.

واتهم الإعلام الرسمي في الجزائر الإمارات بـ"التمادي في الإساءة" للدولة الجزائرية، و"محاولة التشويش على تاريخها وهويتها الوطنية"، وذهب إلى حد وصفها بـ"الكيان المصطنع"، في عبارات أثارت جدلاً واسعاً واعتبرت خروجاً عن اللغة السياسية المتزنة.

الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر والإمارات 

وصعدت الجزائر من لهجتها بشكل لافت، متهمة أبو ظبي بـ"نشر الفتن وتصدير خطاب أيديولوجي تخريبي"، في وقت تمر فيه الجزائر بتحديات سياسية واقتصادية داخلية، ما دفع بعض المحللين إلى الربط بين التصعيد الإعلامي ومحاولة صرف الأنظار عن الأزمات المتصاعدة في الداخل.

وألمح الإعلام الجزائري الرسمي إلى أن "التحريض الإعلامي ضد الجزائر لن يمر دون رد"، مضيفاً أن "الشعب الجزائري لن يسكت عن أي مساس بسيادته"، في لهجة وصفت بأنها استفزازية وتفتقر للمرونة الدبلوماسية المطلوبة في مثل هذه السياقات.

قطيعة دبلوماسية 

وحذر محللون من أن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى قطيعة دبلوماسية أو تأزيم إضافي للعلاقات بين البلدين، مؤكدين أن الوقت يتطلب مزيداً من الحكمة وتغليب الحوار على المواجهات الإعلامية، خاصة في ظل التحولات الإقليمية الكبرى التي تشهدها المنطقة.

ورجحت مصادر سياسية أن تكون هذه الحملة جزءاً من تصعيد داخلي تنفّسه الحكومة الجزائرية تجاه الخارج، في ظل مؤشرات على ضعف اقتصادي، وتصاعد الغضب الشعبي، وتراجع الحريات، ما يجعل مثل هذا الخطاب وسيلة لتعبئة داخلية أكثر من كونه موقفاً استراتيجياً محسوباً.