كتب .. مصطفى محمود

أكدت الحكومة الإيرانية، اليوم السبت، أن خوضها المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة يأتي في إطار تجنب نشوب صراع جديد في المنطقة، مشددة في الوقت ذاته على التزامها بالمسار الدبلوماسي لتحقيق نتائج ملموسة.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، إن بلادها لا تشارك في المحادثات من أجل كسب الوقت، بل تسعى للوصول إلى اتفاق واضح يخدم مصالحها الوطنية، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية.

وانتقدت مهاجراني تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتهديد وزير الخارجية الفرنسي بإعادة فرض العقوبات الأوروبية، مؤكدة أن طهران "لن تتهاون" في ما يتعلق بسيادتها أو برنامجها النووي، مضيفة أن "الرد الإيراني سيكون صارماً ولا يحتمل التأويل".

وبدأت إيران والولايات المتحدة مؤخرًا جولات تفاوضية جديدة تركز على الملف النووي ورفع العقوبات، في ظل أجواء من التصعيد السياسي والتوتر الإقليمي، حيث عُقدت ثلاث جولات حتى الآن، كان آخرها في سلطنة عمان بحضور مبعوثين كبار من الطرفين.

وتأجلت الجولة الرابعة، التي كان من المقرر عقدها في روما مطلع مايو، لأسباب وصفت بأنها "لوجستية وفنية"، دون تحديد موعد جديد، بينما أكد الجانبان استمرار المسار التفاوضي رغم التعثر.

ورغم تمسك طهران بالحلول الدبلوماسية، إلا أنها عبّرت عن شكوكها في نوايا واشنطن، خاصة في ظل استمرار العقوبات الاقتصادية التي تصاعدت حدتها خلال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستمرت بدرجات متفاوتة حتى اليوم.

وتسعى واشنطن بدورها إلى ما تصفه بـ"اتفاق أقوى وأشمل" من الاتفاق النووي لعام 2015، ملوحة في الوقت ذاته بخيارات بديلة، بينها فرض مزيد من العقوبات أو اللجوء إلى أدوات ضغط أخرى إذا فشلت المفاوضات.