محمد السيد

شهدت العاصمة الليبية طرابلس حالة من التوتر الأمني والارتباك السياسي بعد أن ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتقارير عن مقتل عبد الغني بلقاسم الككلي، المعروف بلقب غنيوة رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، وذلك خلال اشتباكات عنيفة اندلعت في المدينة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية وعدد من وسائل الإعلام المحلية أن الككلي قد لقي مصرعه في اشتباكات اندلعت في منطقة أبو سليم، حيث تعرضت مقار تابعة له لهجمات عنيفة أدت إلى انقطاع الكهرباء ووقف حركة الطيران في مطار طرابلس.

كما أعلنت الحكومة تعليق الدراسة والدوام الرسمي ودعت وزارة الداخلية المواطنين إلى عدم مغادرة منازلهم.

وتضاربت الروايات حول ملابسات مقتل الككلي، حيث ذكرت مصادر أنه قتل خلال اشتباك مع فصائل مسلحة من مصراتة وطرابلس خلال محادثات فاشلة لنزع فتيل الأزمة.

في حين رجحت مصادر أخرى اغتياله داخل كمين محكم نصبه له محمود حمزة، قائد اللواء 444، بالتعاون مع قيادات أمنية من مصراتة حيث استُدرج إلى معسكر التكبالي بدعوى التفاوض ليتم قتله فور وصوله مع عدد من مرافقيه.

ويعد الككلي شخصية محورية في المشهد الأمني الليبي حيث برز منذ ثورة 17 فبراير 2011 بعد أن قاد كتيبة أبو سليم التي تحولت لاحقا إلى أحد أكثر التشكيلات المسلحة نفوذا في طرابلس.

ورغم تنصيبه رسميا رئيسا لجهاز دعم الاستقرار عام 2021، إلا أن الجهاز عمل فعليا كامتداد لميليشياته المسلحة وواجه اتهامات متكررة بانتهاكات حقوق الإنسان.

ولد الككلي في بنغازي ونشأ في طرابلس حيث انخرط في سن مبكرة في أنشطة غير قانونية، قضى أكثر من 14 عاما في السجن على خلفية جريمة قتل، قبل أن يطلق سراحه خلال الثورة.

وتمكن من استغلال الفراغ الأمني بعد سقوط نظام القذافي لتوسيع نفوذه، مستفيدا من ضعف الدولة، وتحول لاحقا إلى واحد من أبرز صانعي السلطة في العاصمة.