رغم الشعبية الكبيرة التي تحظى بها المسلسلات التركية التاريخية في الوطن العربي وحول العالم، إلا أن هناك أخطاءً تاريخية فادحة في المسلسلات التركية لا يعرفها الكثيرون، والتي أثارت انتقادات واسعة بين المؤرخين والمشاهدين على حد سواء.

وكشف العديد من المؤرخين والدارسين للتاريخ، عن هذه الأخطاء لا سيما في أشهر المسلسلات التي تُعرض حاليًا مثل المؤسس عثمان، ومحمد الفاتح، وصلاح الدين الأيوبي، بالإضافة إلى مسلسلات تم عرضها مثل قيامة أرطغرل.

ويرصد خاص عن مصر، أبرز الأخطاء التي وقعت فيها المسلسلات التركية التاريخية، سواء عن نمط الحياة أو المفاهيم الدينية، أو إقحام شخصيات لم تكن معاصرة للعصر الذي يتم رصد حكايته مثل بعض الخلفاء أو الأعداء السياسيين، في محاولة لخلق حبكة درامية مشوقة لكنها بعيدة تمامًا عن الدقة التاريخية وهذا ما يُغضب الجمهور في أحيان كثيرة.

أخطاء تاريخية في المسلسل التركي المؤسس عثمان

وجهت إلى مسلسل المؤسس عثمان، العديد من الانتقادات بسبب المبالغة في تصوير المعارك وانتصارات الدولة العثمانية بطريقة أقرب إلى الخيال، وتقديم بعض القادة والمواقف بطريقة لا تتماشى مع ما ورد في المصادر التاريخية.

ويعتبر مسلسل المؤسس عثمان هو عمل درامي تركي يحكي قصة عثمان بن أرطغرل، مؤسس الدولة العثمانية، ويُعد استكمالًا لمسلسل قيامة أرطغرل، ولكنه وقع في العديد من الأخطاء منها المبالغة في دور عثمان في شبابه، فتاريخيًا لم يكن عثمان بهذه القوة والنفوذ في بداياته كما ظهر في المسلسل.

ويظهر أيضًا العديد من الصراعات داخل القبيلة، ولكنها لم تكن الصراعات بهذا الحجم والأهمية، بل إن كثيرًا منها لم يُذكر في المصادر التاريخية.

كما أنه يظهر خلال المسلسل، خوض عثمان معارك مباشرة ومستمرة ضد البيزنطيين، ولكن تاريخيًا لم يكن هذا هو الحال دائمًا، وكانت العلاقات مع البيزنطيين في البداية تقوم على نوع من الهدنة أو التحالفات المؤقتة أحيانًا.

أخطاء تاريخية في مسلسل صلاح الدين الأيوبي

ومسلسل صلاح الدين الأيوبي لا يخلو أيضًا من الأخطاء التاريخية، فالمسلسل يعتمد على الدراما والخيال أكثر من التزامه بالسرد التاريخي الدقيق.

وكشف المؤرخ تامر الزغاري، أن المسلسل وقع في أخطاء تاريخية جسيمة ومنها تغافل المسلسل تمامًا عن ذكر عماد الدين زنكي، رغم أن الحقبة الزمنية التي يتناولها كانت تشهد بروزه كقائد بارز في العالم الإسلامي.

وأشار المسلسل أيضًا إلى أن نجم الدين أيوب، والد صلاح الدين، لجأ إلى نور الدين زنكي بعد خروجه من تكريت، بينما تؤكد المصادر التاريخية أنه لجأ إلى عماد الدين زنكي، بجانب ظهور علم الدولة الزنكية في المسلسل باللون الأحمر، وهو أمر مخالف للحقيقة، حيث كانت رايتها سوداء على نهج العباسيين، ولم يُعرف عنها استخدام ألوان أخرى.

والخطأ الأكبر بالمسلسل وفقًا للمؤرخ تامر الزغاري، هو أنه نُسب تحرير إمارة الرها إلى نور الدين زنكي، في حين أن من حررها فعليًا هو عماد الدين زنكي، وبأسلوب عسكري محكم وليس بالخداع كما صُوِّر.

كما كشف أن المسلسل التركي عرض وفاة زوجة نور الدين زنكي أثناء الولادة مع طفلها، وهو أمر لا سند له تاريخيًا، بجانب واحدًا من أكبر الأخطاء وهو تصوير المسلسل لصلاح الدين الأيوبي على أنه ابن نور الدين زنكي بالتبني، بل ونُسب إليه صلبًا، وهو تحريف خطير يمس الأنساب ويخالف قيم العرب والمسلمين في حفظ النسب.

ظهور مبكر غير دقيق لصلاح الدين وتشويه صورة نور الدين زنكي

ومن الأخطاء التي وقع بها المسلسل، هو تقديم صلاح الدين كقائد عسكري منذ عام 1148م، في حين تؤكد المصادر أن ظهوره السياسي الحقيقي بدأ عام 1163م عندما رافق عمه شيركوه في حملة إلى مصر.

كما شوّه العمل صورة القائد نور الدين زنكي، حيث صُوِّر على أنه زعيم جبان يتجنب مواجهة الفرنجة، خلافًا للوقائع التاريخية التي تثبت تفوقه عليهم في عدة معارك.

وامتد التحريف إلى موقفه من حصار عسقلان عام 1153م، حيث أظهره المسلسل متخاذلًا ورافضًا دعم صلاح الدين، بينما تشير المصادر إلى أنه شن هجومًا على مناطق الفرنجة في الشمال دعمًا للمدينة.

ومن الأخطاء الأخرى، تصوير الحصار على عسقلان وكأنه استمر أسبوعًا واحدًا فقط، في حين أن الحصار الحقيقي دام ستة أشهر كاملة.

أخطاء تاريخية في مسلسل محمد الفاتح

كما يعتبر مسلسل محمد الفاتح: سلطان الفتوحات التركي، واحدًا من المسلسلات التاريخية التركية ذات شعبية كبيرة ولكنه يحمل العديد من الأخطاء أيضًا، خاصة أن أخطاءه التاريخية التي أثارت جدلاً بين المؤرخين والنقاد.

ومن بين هذه الأخطاء هو أن المسلسل جسد أن جوستنياني قد تم قتله خارج أسوار مدينة القسطنطينية قبل سقوطها وده خطأ تاريخي كارثي، وده لأن تاريخيًا جوستنياني كان يقاتل لآخر نفس واضطر أن ينسحب بعد إصابة مميتة وهرب جوستنياني بالسفينة  وعاش في جزيرة خيوس، وتوفي هناك في وقت لاحق متأثرًا بجراحه بعد سقوط المدينة.

وأيضًا أخطاء تاريخية عديدة مثل، قتل الأمير أحمد شقيق السلطان محمد الفاتح مشهد لا علاقة له بالتاريخ هو مشهد درامي حيث حاول الكاتب تبرئة محمد الفاتح في هذا المشهد من قتله لأنه لم يكن متواجدا لحظة قتل الأمير أحمد، ولكن تاريخيًا الأمير أحمد كان طفلا رضيعًا عمره 6 شهور وليس 6 سنين وغيرها من الأخطاء التي وقع بها.

اقرأ أيضًا: مسلسلات تركية تاريخية تتفوق في حبكتها على المؤسس عثمان ومحمد الفاتح| ما هي؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط