نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بـ8.4 مليار دولار.. مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر يواجه مستقبلًا غامضًا - تكنو بلس, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 02:12 مساءً
يواجه مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر بالسعودية، أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم، قيد الإنشاء، تحديًا بالغ الأهمية، إذ يكافح لتأمين مشترين دوليين لوقوده، مما يلقي بظلال من الشك على طموحات المملكة في مجال الطاقة الخضراء التي طال انتظارها.
صُمم مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في الأصل بهدف تصدير جميع إنتاجه من الهيدروجين على شكل أمونيا خضراء، ولكنه الآن لا يملك سوى مشترٍ واحد ملتزم. ويحول المطورون تركيزهم إلى المستهلكين المحليين في المملكة العربية السعودية لسد الفجوة، لكن الطلب المحلي لا يزال غير مؤكد، وفقًا لمصادر مطلعة على المناقشات الداخلية للمشروع.
نطاق المشروع والتأخيرات
وفقا لتقرير بلومبرج، يهدف هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته 8.4 مليار دولار أمريكي، وهو مشروع مشترك بين نيوم وشركة إير برودكتس آند كيميكالز وشركة أكوا باور السعودية للطاقة المتجددة، إلى إنتاج ما يصل إلى 600 طن من الهيدروجين الأخضر يوميًا، مدعومًا بـ 4 جيجاوات من مصادر الطاقة المتجددة.
تم التوصل إلى اتفاق مالي قبل عامين، حيث ارتفعت التكاليف الأولية من 5 مليارات دولار إلى 8.4 مليار دولار.
على الرغم من توافر جميع التمويلات وتجنب التأخيرات البيروقراطية التي أعاقت مشاريع مماثلة في أماكن أخرى، لم يحصل مشروع نيوم إلا على اتفاقية شراء رئيسية واحدة – وهي عقد لبيع 70 ألف طن من الهيدروجين سنويًا (حوالي ثلث إجمالي الإنتاج) لشركة توتال إنرجيز إس إي من عام 2030 إلى عام 2045.
الطلب المحلي، وتقليص الإنتاج، والجداول الزمنية غير المؤكدة
مع عدم وجود مشترين آخرين محددين، يدرس قادة المشروع الآن إبطاء أو تقليص التطوير الكامل للمنشأة، مما يمثل انتكاسة أخرى لكل من نيوم واستراتيجية الهيدروجين الأخضر الأوسع نطاقًا في السعودية. يُعقّد الطلب المحلي كون كبار المستهلكين المحتملين، بما في ذلك مدينة نيوم نفسها، لا يزالون قيد الإنشاء.
بل إن هناك مقترحات لبناء المشروع على مراحل أصغر، مع عدم الشروع في أي استثمارات إضافية إلا بعد توقيع صفقات شراء جديدة. ومع ذلك، وبما أن أجزاءً كبيرة من المنشأة قد بُنيت بالفعل، فإن تقليص حجم المشروع يُمثّل تحديًا لوجستيًا.
معوقات عالمية تواجه الهيدروجين الأخضر
تُجسّد مشاكل المشروع تحديات أوسع نطاقًا تواجه قطاع الهيدروجين الأخضر. فقد أجبر ارتفاع تكاليف الإنتاج ونقص المشترين العديد من المطورين حول العالم على التخلي عن مشاريعهم أو تأجيلها.
وفقًا لبلومبرج إن إي إف، ارتفعت عمليات إلغاء مشاريع الهيدروجين الأخضر بشكل حاد العام الماضي، وأجّلت شركة إير برودكتس الاستثمار في محطات الاستقبال الأوروبية حتى يتم وضع أطر تنظيمية أوضح والتزامات أكثر حزمًا تجاه العملاء.
صرحت إير برودكتس قائلةً: “إلى أن يتم تطوير لوائح الهيدروجين بالكامل، نركز على إكمال البناء وبيع الأمونيا النظيفة”، مُسلّطةً الضوء على المسار غير المؤكد الذي ينتظرنا.
انتكاسات لرؤية الطاقة السعودية
يرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن الانتكاسات التي واجهها مشروع نيوم تُمثل ضربةً لخطته البالغة تريليونات الدولارات لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط.
أجبر عجز الموازنة وارتفاع الدين العام الحكومة بالفعل على خفض الإنفاق على مشروع نيوم وتقليص طموحاتها في المشاريع ذات الصلة، بما في ذلك مشروع الأمونيا الزرقاء – وهو مبادرة أخرى للوقود النظيف – نظرًا لانخفاض الطلب الدولي.
وتم التخلي عن الخطة الأولية للمملكة لإطلاق شركة وطنية جديدة لاستثمارات الهيدروجين الأخضر قبل الإعلان عنها رسميًا.
أقرا أيضا.. إطلاق نار على امرأة حاولت اقتحام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
الشراكات الاستراتيجية والآفاق المستقبلية
على الرغم من هذه التحديات، لا يزال الهيدروجين محورًا أساسيًا لاستراتيجية الطاقة طويلة المدى للمملكة العربية السعودية. في وقت سابق من هذا العام، وقّعت أكوا باور مذكرة تفاهم مع شركة الطاقة الألمانية SEFE لتزويد 200 ألف طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2030، ودخلت مؤخرًا في شراكة مع شركة بيكر هيوز لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر.
أكد أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، على النهج الحذر في مكالمة هاتفية مع المستثمرين في مارس الماضي، قائلاً: “لن نبدأ في بناء أي مشاريع دون إبرام اتفاقيات شراء”.
الصناعة والأثر البيئي
يُروَّج للهيدروجين الأخضر، المُنتَج عن طريق تحليل الماء باستخدام الكهرباء المتجددة، كأداة رئيسية لإزالة الكربون من صناعات مثل الصلب والشحن والتدفئة المنزلية. ومع ذلك، فبدون وجود مشترين رئيسيين وحوافز اقتصادية، يبقى الانتقال من المبالغة إلى الواقع محفوفًا بالمخاطر.
مع بقاء مستقبل الهيدروجين الأخضر في نيوم على المحك، سيراقب العالم عن كثب ليرى ما إذا كانت المملكة العربية السعودية قادرة على تحقيق طموحها في أن تصبح رائدة عالمية في مجال الطاقة النظيفة، أو ما إذا كانت حقائق السوق ستجبرها على تقليص رؤيتها الكبرى.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : بـ8.4 مليار دولار.. مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر يواجه مستقبلًا غامضًا - تكنو بلس, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 02:12 مساءً
0 تعليق