تُعقد اليوم في العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة هي الخامسة من المباحثات النووية الحساسة بين إيران وأمريكا، وسط أجواء شديدة التوتر، فرضتها التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن ضربات على منشآت نووية داخل إيران.

ويُتوقع أن تُلقي هذه التهديدات بظلالها الثقيلة على طاولة الحوار؛ مما يُضعف فرص تحقيق تقدُّم في الملفات العالقة.

رد قوى من إيران على تهديدات إسرائيل

في الساعات التي سبقت اللقاء المرتقَب، خرج وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بلهجة هي الأشد منذ أشهر، مُحذِّرًا من أن طهران “ستتخذ إجراءات خاصة” إذا استمرت إسرائيل في تهديداتها بضرب منشآت نووية إيرانية.

عراقجي قال صراحة، إن واشنطن ستُحمِّل “المسؤولية القانونية” لأي هجوم إسرائيلي، وهو ما يزيد الضغط على الوفد الأمريكي في روما.

تحذير من نسف جهود ترامب التفاوضية

بحسب مجلة “نيوزويك”، فإن أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران ستكون بمثابة نسف كامل للمسار الدبلوماسي الذي ترعاه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الساعية لإعادة ضبط العلاقة مع طهران وفق شروط جديدة. فالتصعيد العسكري في هذا التوقيت يضعف موقف واشنطن التفاوضي ويحرجها أمام طهران.

موقف إسرائيل يُربك حسابات أمريكا مع إسرائيل

رغم أن الولايات المتحدة لم تُعلّق رسميًا على التقرير الذي نشرته شبكة “سي إن إن” حول استعداد إسرائيل لضرب أهداف نووية إيرانية، فإن التزام واشنطن بأمن إسرائيل لطالما شكل عنصرًا ضاغطًا في علاقاتها مع إيران. والتصريحات الإسرائيلية، التي لمّحت مرارًا إلى أن “العمل العسكري لا يزال مطروحًا”، تُضعف مناخ الثقة المطلوب لإنجاح أي محادثات جدية.

 رسالة إيران للداخل والخارج

وفق تقارير فإن الرد الإيراني لم يكن مجرد تحذير دبلوماسي، بل يُفهم ضمن سياق أوسع، يتضمن رسائل موجهة إلى الداخل الإيراني لإظهار الحزم في وجه التهديدات، ورسائل موجهة للخارج، تؤكد أن طهران لن تبقى مكتوفة الأيدي حال استهداف برنامجها النووي.

تصريحات عراقجي، التي ترافقت مع رسائل رسمية إلى الأمم المتحدة، تعني أن أي تطور عسكري سيكون له تبعات على مستوى الإقليم بأكمله.

أجواء تصعيدية تهدد جولة روما من مباحثات أمريكا وإيران

مراقبون يرون أن هذه الأجواء التصعيدية قد تجعل جولة روما مناسبة فقط لـ”جس النبض” وتبادل الشكاوى، بدلاً من الدخول في تفاصيل فنية حول تخصيب اليورانيوم أو رفع العقوبات.

وقد تُفضل طهران الإبقاء على أوراقها التفاوضية مغلقة، تحسباً لأي تطور ميداني، بينما ستسعى واشنطن لتفادي انهيار المسار التفاوضي دون تقديم تنازلات تُفهم كرضوخ للتهديدات.

الوكالة الذرية تراقب مباحثات أمريكا وإيران

ورغم أن إيران أكدت أنها ستستمر بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأي تغييرات في برنامجها النووي، فإن تقارير سابقة أشارت إلى انخفاض مستوى وصول المفتشين الدوليين إلى المواقع الإيرانية الحساسة. وهو ما يُغذي الشكوك الغربية ويزيد من تعقيد المفاوضات.

هل تنفجر الأزمة قبل الوصول إلى اتفاق بين إيران وأمريكا؟

مع استمرار التصعيد، يبقى السيناريو الأسوأ ماثلاً: ضربة إسرائيلية محدودة تُشعل ردًا إيرانيًا محسوبًا، وتجر المنطقة إلى مواجهة جديدة تُنهي مسار روما قبل أن يبدأ فعليًا. أما السيناريو الأقل سوءًا، فهو تعثر الجولة الراهنة وتحويلها إلى حلقة جديدة من المراوحة، ريثما تنضج التفاهمات الدولية أو تتغير الحسابات على الأرض.

اقرا أيضا: ليبيا تستعد لجمعة الخلاص.. هل تنجح التظاهرات الشعبية في إسقاط الدبيبة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط