يواصل جهاز قطر للاستثمار، صندوق الثروة السيادية القطري، الذي تبلغ قيمته 524 مليار دولار، السعي وراء فرص استثمارية جديدة في الصين، على الرغم من تزايد المخاوف الجيوسياسية وتحذيرات واشنطن.

وفقا لتقرير بلومبرج، بينما يتوخى المستثمرون العالميون الحذر بشكل متزايد في مواجهة التوترات الأمريكية الصينية، أكد المسؤولون التنفيذيون في جهاز قطر للاستثمار التزامهم المستمر تجاه السوق الصينية خلال منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة.

قال محمد الحردان، رئيس قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في جهاز قطر للاستثمار: “لا يمكننا استبعاد الصين. إنها سوق بالغة الأهمية”. وأوضح، مع ذلك، أن الصندوق يتخذ خطوات حثيثة “لتجنب المواقف التي قد تُعرّض العلاقات مع الولايات المتحدة للخطر”.

موازنة المصالح الأمريكية والصينية

تأتي تعليقات الحردان في وقت يتزايد فيه القلق الأمريكي بشأن سلسلة من صفقات الذكاء الاصطناعي التي أُبرمت خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة للشرق الأوسط.

أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن مخاوفهم من إمكانية توجيه تكنولوجيا الرقائق الأمريكية المتقدمة إلى شركاء صينيين عبر اتفاقيات مع دول خليجية، وهو سيناريو سلط عليه الضوء ما يُسمى بـ”صقور الصين” داخل الإدارة.

على الرغم من هذه المخاوف، دافع المسؤولون التنفيذيون في جهاز قطر للاستثمار عن الشراكات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. وجادل الحردان قائلاً: “إن ضمان الوصول إلى الرقائق المتقدمة هو مكسب للجميع للولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط”، مؤكدًا جهود الصندوق لتحقيق توازن دقيق بين القوى العظمى العالمية.

أقرا أيضا.. شاحنات المساعدات تدخل غزة لأول مرة منذ 80 يومًا وسط مخاوف من المجاعة

التزام استثماري أمريكي كبير

في إشارة أخرى إلى طموحات جهاز قطر للاستثمار العالمية، تعهد الرئيس التنفيذي للصندوق مؤخرًا باستثمار 500 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل. ومن المتوقع أن تُضاعف هذه الخطوة الإنفاق السنوي لجهاز قطر للاستثمار في الولايات المتحدة، مما يُبرز القوة المالية للصندوق وعزمه على الحفاظ على علاقات قوية مع واشنطن.

مواجهة ديناميكيات القوة العالمية

يُظهر نهج قطر الاستثماري التحدي الذي تواجهه صناديق الثروة السيادية الكبرى التي تسعى إلى النمو في أكبر أسواق العالم مع إدارة المصالح المتنافسة بين عمالقة الاقتصاد. مع استمرار جهاز قطر للاستثمار في تنويع استثماراته عبر المناطق، سيظلّ سعيه لتحقيق التوازن بين الصين والولايات المتحدة عنصرًا يحظى بمتابعة دقيقة في القطاع المالي الدولي.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط