هل لا يزال القتل جريمة ربما سأل الياس رودريغز أمام المتحف اليهودي في واشنطن؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل لا يزال القتل جريمة ربما سأل الياس رودريغز أمام المتحف اليهودي في واشنطن؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 09:21 صباحاً


"أفاد مسؤولون وتقارير إعلامية بمقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بالقرب من فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن العاصمة، مساء الأربعاء في ٢١ ايار ٢٠٢٥".

ووفقاً للتقارير، "فقد تعرَّض الموظفان، وهما رجل وامرأة، لإطلاق نار ولقيا حتفهما في منطقة قريبة من المتحف الذي كان يستضيف في ذلك الوقت حفل استقبال الدبلوماسيين الشباب، الذي تنظمه اللجنة الأميركية اليهودية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن مطلق النار على موظفي السفارة كان يرتدي كوفية، وهتف "الحرية لفلسطين".

وأكد مسؤولون، في وقت لاحق، "أن مطلق النار قيد الاحتجاز. وحدَّدت شرطة واشنطن هوية المشتبه به بأنه إلياس رودريغيز، ويبلغ من العمر 31 عاماً، مضيفة أنه ليس لدى مطلق النار أي سوابق معروفة تجعله محل مراقبة من قبل أجهزة إنفاذ القانون".

اسمه إلياس وليس محمد أو عمر أو حسين أو حسن أو علي.

إلياس ليس فلسطينياً ولا عربياً، هو من مواليد شيكاغو، ويعيش في منطقة مهاجرين من أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.

كان إلياس يرتدي كوفيّة، متماهيًا مع القضيّة الفلسطينيّة، هاتفًا "الحريّة لفلسطين". مطلبه شرعي ومحق، تعترف به القوانين الدوليّة: فاحتلال دولة لدولة أخرى عمل غير قانوني.

لا سوابق إجرامية لإلياس، لا بل هو أقرب الى الانسان المسالم الذي عمل في جمعية توفر العناية الصحية المجانية، بعد أن عمل سابقاً في الأبحاث ومهنة الكتابة. كما أنه انخرط في حركة "حياة السود مهمّة"، التي نظمت تظاهرات ضد عنف الشرطة، إثر وفاة الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد خلال اعتقاله. 

هذه إذاً جريمته الأولى. لكن هل لا يزال إلياس يعتبر ان القتل جريمة؟ 

على الأرجح ان إلياس، كما الكثير من الاميركيين ومن سكان الارض، سأل نفسه مراراً هذا السؤال وهو ينظر الى مجازر الجيش الإسرائيلي في غزة. فإذا كان الجيش الإسرائيلي يقتل الفلسطينيين دون توقّف منذ سنتين ولا يردعه أحد، لا قرارات دوليّة، ولا مناشدات إقليميّة ودوليّة، ولا تظاهرات شعبيّة وطلابيّة، ولا إدانات من قبل حكومات أوروبيّة، ولا ضغوطات سياسيّة وشعبية إسرائيليّة، بل تستمر اميركا بمده بالسلاح والعتاد، الا يعني ذلك ان القتل أصبح مسموحًا في العالم ولم يعد ممنوعًا ليُعتبر جريمة؟

إذا كان القتل يطال كل مدني وكل عسكري، كل امرأة وكل رجل، كل مسن وكل طفل، كل مريض وكل صحيح، الا يعني ذلك ان لا علاقة للقتل بإعتبار سياسي، أو ديني، أو طبقي، أو ديمغرافي، أو جندري، أو صحي، ألا يعني ذلك ان القتل أصبح ممارسة عادية غير مشروطة بسبب، وهو لم يعد جريمة؟

ربما طرح الياس على نفسه كل هذه الأسئلة قبل ان يقف أمام المتحف اليهودي في واشنطن الذي يؤرّخ لقتل اليهود فيما أسموه بــ "المحرقة".

فما هي الفائدة من هذا المتحف وما هي وظيفته، إن لم يعد القتل جريمة أيها اليهود، ربما سأل الياس قبل أن يطلق النار على رجل وامرأة كانا يقفان على مدخل المتحف.

لم يقرأ الياس الذي احتجزته الشرطة ما كتبته وزيرة الأمن الداخلي في منشور على "إكس": "قُتِلَ موظفان في السفارة الإسرائيليّة دون إحساس الليلة بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن".

عن أي إحساس تتكلّم هذه المرأة، ذلك ان إحساس الياس كان في مكان آخر، بحسب ما كتبه قبل يوم من الحادثة: "نحن الذين سمحنا بحدوث الابادة لن نستحق أبداً غفران الفلسطينيين... إن الإفلات من العقاب الذي نراه هو الأسوأ بالنسبة لنا نحن القريبين من مرتكبي هذه الجرائم." 

لم يقرأ الياس أيضاً ما كتبه مدير مكتب التحقيقات الإتحادي على "إكس": "بينما نعمل مع شرطة العاصمة للإستجابة ومعرفة المزيد، نرجو منكم الدعاء للضحيتين وعائلتيهما الآن".

كم كان سيضحك لو تسنى للياس ان يقرأ ذلك. فالدعاء المطلوب هو لنفس الإله الواحد، الذي أرسل اليه الدعاء تلو الآخر، الفلسطينيون في غزّة والضفة والشتات، ومسلمون ومسيحيون ويهود حول العالم، لكن من أجل الضحايا الفلسطينيين.

كان سيضحك أكثر لو علم ان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتّحدة، وصف إطلاق النار بأنه "عمل إرهابي معادٍ للساميّة"، وتبعه بعد ذلك زعماء العالم الذين كانوا ينتقدون إسرائيل قبل يوم واحد، بسبب مجازرها وتجويعها للفلسطينيين.

لعل أبلغ رسالة حول انهيار العلاقات الدولية ومعها العلاقات الانسانية، تُرسل الى الديبلوماسيين الشباب الذين احتشدوا في المتحف اليهودي، هو ما قام به هذا الشاب ابن الواحد والثلاثين سنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق