هاي كورة – عندما وطأت قدماه العاصمة الإسبانية في صيف 2012، لم يكن يتوقع الكثيرون أن لاعب خط وسط توتنهام الأنيق سيصبح أحد أعظم رموز ريال مدريد.

واليوم، وبعد أكثر من 13 عامًا من المجد، يقترب لوكا مودريتش من ختام مسيرته مع النادي الملكي، تاركًا وراءه إرثًا من البطولات واللحظات الخالدة، حيث سيغادر الفريق رسميً عقب مونديال الأندية.

ولد مودريتش في مدينة زادار، الواقعة في يوغوسلافيا السابقة، وانضم إلى ريال مدريد قادمًا من توتنهام مقابل 35 مليون يورو، صفقة بدت متواضعة في وقتها، لكنها تحولت إلى واحدة من أعظم صفقات النادي في تاريخه، بفضل ما قدمه النجم الكرواتي من أداء مذهل وشخصية قيادية داخل الملعب وخارجه.

بفضل رؤيته الثاقبة، وهدوئه في التحكم بإيقاع اللعب، ولمساته الساحرة، فرض مودريتش نفسه كأحد أفضل لاعبي الوسط في العالم. وفي عام 2018، تُوج موسمه الاستثنائي مع ريال مدريد ومنتخب كرواتيا بجائزة الكرة الذهبية، كاسرًا هيمنة ميسي ورونالدو، ليؤكد مكانته بين عظماء اللعبة.

بدأ مسيرته في ريال مدريد بالقميص رقم 19، بينما كان الرقم 10 يرتديه حينها كل من مسعود أوزيل ثم خاميس رودريغيز، إلى أن أصبح الرقم من نصيبه في موسم 2017/18، ليتوافق مع قيمته الفنية والتاريخية.

بعيدًا عن الجوائز الفردية، كتب مودريتش اسمه بحروف من ذهب في سجل الأبطال مع ريال مدريد، محققًا 28 لقبًا، جاءت على النحو التالي:

6 ألقاب في دوري أبطال أوروبا

5 بطولات كأس العالم للأندية

5 كؤوس السوبر الأوروبية

4 ألقاب في الدوري الإسباني

4 كؤوس السوبر الإسباني

2 كأس ملك إسبانيا

كأس القارات لكرة القدم

رحلة مودريتش مع ريال مدريد كانت ملحمية، مليئة بالليالي الأوروبية الساحرة، والعودات المستحيلة، واللحظات التي لا تُنسى.

واليوم، ومع نهاية رحلته في قلعة سانتياغو برنابيو، يبقى اسم لوكا مودريتش محفورًا في تاريخ ريال مدريد كأحد أعظم من ارتدوا قميصه، وأحد أبرز من صنعوا أمجاده.