لن يكتمل بناء النظام الجديد دون تسويات كبرى. (أ ف ب)

ما يأتي هو قراءة تحليلية للتطورات التي تمر بها المنطقة وليس تبنياً لها. أفرزت تحركات الأشهر الأخيرة – التي توجتها زيارة ترامب الخليجية - واقعاً إقليمياً جديداً في الشرق الأوسط، ما دعا كثيرين الى الحديث عن نشوء نظام إقليمي مغاير لما ساد العقد الماضي. فقد شهد الأسبوع الذي تلا زيارة ترامب سلسلة مواقف وتصريحات تؤكد أن المنطقة تقف أمام إعادة تشكيل للتحالفات ومراكز القوى. يبدو أن هناك خطوات لتشكيل "محور سُنّي" صاعد يتجاوز “محور المقاومة” بحسب مصادر ديبلوماسية. أبرزت جولة ترامب ظهور تحالف شرق أوسطي تقوده الدول السنية الكبرى (السعودية، الإمارات، قطر، تركيا ومصر بدرجة ما) يكون هو المرتكز الجديد للأمن الإقليمي. هذا المحور الصاعد بات “يتجاوز محور المقاومة المنهار التابع لإيران”، بعد الضربات المدوية التي تلقاها أخيراً: سقوط نظام الأسد في سوريا، واستنزاف "حزب الله" في مواجهة إسرائيل شمالاً، واستمرار محاولة تصفية "حماس" في غزة، فضلاً عن عزلة إيران الاقتصادية. ولعل صورة ترامب مصافحاً الرئيس السوري الجديد الشرع في الرياض برعاية سعودية تلخص هذا التحول؛ فهي رمز لاصطفاف قوى سنّية مدعومة أميركياً في مواجهة نفوذ إيران. وقد هُمّشت إسرائيل بشكل ملحوظ خلال هذه العملية، فلم تُدعَ إلى أي من لقاءات الرياض أو الدوحة أو أبوظبي، وبدا كأن واشنطن تُعيد توزيع أوراق المنطقة بمعزل عن تل أبيب هذه ...