أعلن وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد البوسعيدي، مساء الأربعاء، أن الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران وأمريكا ستُعقد في العاصمة الإيطالية روما، يوم الجمعة 23 مايو الجاري.

وبحسب التصريح الذي نقلته وكالة الأنباء العمانية، يأتي بعد انتهاء الجولة الرابعة من هذه المحادثات في مسقط، والتي وُصفت بأنها “صعبة لكن مفيدة”، وفقًا لما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي.

وتتوسط سلطنة عمان منذ سنوات في تسهيل قنوات الاتصال السرية وغير المباشرة بين طهران وواشنطن، وكان لها دور بارز في تسهيل الاتفاق النووي لعام 2015.

مرشد إيران يشكك في نتائج المفاوضات مع أمريكا

وفي مؤشر على الارتباك الداخلي في طهران، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، بتصريحات مفاجئة خلال كلمة له في ذكرى وفاة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، قائلاً: “لا أعتقد أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستؤدي إلى نتائج. لا أعلم”.

وأضاف خامنئي: “ينبغي على الجانب الأمريكي الذي يشارك في هذه المفاوضات غير المباشرة أن يتحدث ويتفاوض، ويحاول عدم التحدث هراءً”.

التصريحات التي بثتها وكالة “مهر”، ألقت بظلال من الشك على جدوى المحادثات الجارية، وأظهرت تباينًا حادًا في موقف القيادة الإيرانية تجاه الحوار مع واشنطن.

ترامب يدفع نحو “سرعة الحل”

على الجانب الآخر، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا إن “على إيران التحرك بسرعة في المفاوضات”، مشيرًا إلى أن الوقت ليس في صالح طهران.

كما نقل مسؤول أمريكي كبير، أن الجولة الأخيرة من المحادثات في مسقط كانت “مباشرة وغير مباشرة، واستمرت لأكثر من ثلاث ساعات”، واصفًا نتائجها بـ”المُبشّرة”، ومؤكدًا أن واشنطن تتطلع إلى الاجتماع المقبل.

خطوط حمراء أمريكية

لكن وفي الوقت ذاته، لا تزال واشنطن متمسكة بما وصفه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بأنه “الخط الأحمر” في المفاوضات.

وأوضح بحسب تصريحات صحفية : “لا تخصيب. وهذا يعني التفكيك الكامل للمنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان”.

وأضاف: “إذا لم تكن المحادثات مثمرة، فلن تستمر، وسنضطر إلى سلك مسار مختلف”.

مسقط تنجح في التهدئة بين أمريكا وإيران

وتعد الجولة الأخيرة في مسقط إنجازًا دبلوماسيًا لعُمان، حيث تمكنت من تقريب وجهات النظر، ولو بشكل جزئي، بين الجانبين المتنازعين منذ أكثر من عقدين.

ومع ذلك، فإن الخلافات الجوهرية ما تزال قائمة، وخاصة في ما يتعلق بقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، ومستقبل المنشآت النووية الحساسة، فضلًا عن ضمانات عدم تصنيع أسلحة نووية.

ماذا بعد روما؟

بحس مراقون فإن الجولة المرتقبة في روما، وإن كانت استمرارًا للجهود الدبلوماسية، إلا أنها تأتي في ظل تناقض واضح في الخطاب الإيراني الداخلي، بين دعوات للتفاوض وتحذيرات علنية من المرشد الأعلى.

وبالنظر إلى تصريحات خامنئي، فإن مستقبل هذه المحادثات لا يزال مفتوحًا على كافة السيناريوهات، بما فيها الفشل التام أو الانفراجة المفاجئة.

كما أن الجانب الأمريكي، على الرغم من تفاؤله النسبي، بدأ يُلمح إلى خيارات بديلة في حال تعثرت المفاوضات، وهو ما قد يُعيد الملف النووي الإيراني إلى مسار التوتر والتصعيد العسكري في المنطقة.

اقرأ أيضا: حشود من المقاتلين الأجانب- ماذا يحدث في محيط قاعدة حميميم الروسية بالساحل السوري؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط