منذ أن خطفت مها الصغير قلب أحمد السقا عندما التقيا صدفة في "مسرح العرائس"، لم يكن يدرك أن هذه اللحظة العابرة ستصبح بداية لقصة حب طويلة، امتدت لربع قرن، قبل أن تُسدل الستارة عليها بهدوء، تماماً كما بدأت.

قصة حب أحمد السقا ومها الصغير

وبين مسرح البداية وبيان النهاية، مرت العلاقة بين النجم المصري والإعلامية الهادئة بمراحل من العشق، والشائعات، والصمت، ومحاولات مستمرة لحماية الخصوصية، حتى قرر السقا أخيراً إنهاء الجدل بإعلان الطلاق رسمياً في لحظة أثارت تساؤلات وتفاعلات واسعة.

لم يكن طريق الحب ممهّداً، فرغم العلاقة الوثيقة بين الأسرتين - المخرج الراحل صلاح السقا، والد الفنان، ومصفف الشعر الشهير محمد الصغير، والد مها - فإن فارق السن وصغر عمر مها في بداية العلاقة شكّلا عائقاً أمام الزواج. إلا أن إصرار الثنائي على الارتباط دفع العائلتين إلى الموافقة في النهاية، وتم الزواج في 17 نوفمبر 1999، ليرزقا لاحقاً بثلاثة أبناء: ياسين، نادية، وحمزة.

أحمد السقا نفسه سبق أن روى تفاصيل هذه البداية، قائلاً إنه لمح مها لأول مرة أثناء مشاهدتها أحد عروض والده المسرحية، وأنه بعد انتهاء العرض، أسرع لطلب يدها من والدها. وقد بدا السقا وقتها كمن وجد الحب الحقيقي مبكراً، فتمسك به بكل قوة، في زواج وصف لاحقاً بأنه من بين أكثر الزيجات الفنية استقراراً.

شائعات لا تنتهي ومحاولات نفي متكررة

طوال سنوات الزواج، طاردت الشائعات أحمد السقا ومها الصغير، خاصة مع غياب الأخيرة عن بعض المناسبات العامة، أو عندما كانت تُحذف صور السقا من حساباتها على إنستغرام. ومع كل مرة كانت الشائعات تزداد، كان الطرفان يلجآن للرد غير المباشر، من خلال صور عائلية، أو منشورات هادئة، تحاول نزع فتيل الفضول العام.

في يناير الماضي، نفت مها الصغير شائعة الانفصال بطريقة حاسمة، حين نشرت صورة تجمعها مع السقا وأبنائهما، مرفقة برسالة واضحة تطلب فيها من الجمهور التوقف عن إطلاق الشائعات، إلا أن هذه الرسالة، بدلاً من إغلاق الباب على التأويل، فتحت باباً جديداً للأسئلة حول ما إذا كانت العلاقة بالفعل تمر بمرحلة دقيقة.

من أبرز المحطات التي حاول فيها الزوجان نفي شائعات الخلاف، كانت خلال ظهورهما سوياً في مهرجان الجونة السينمائي عام 2019، حيث التقطت الكاميرات لقطات لهما وهما يمسكان بيد بعضهما البعض، في مشهد قرأه كثيرون على أنه تأكيد لاستمرار الحب رغم كل ما يُقال. ومع ذلك، استمرت الشائعات، واستمرت محاولات النفي، إلى أن جاء إعلان الطلاق من أحمد السقا بنفسه، بطريقة مفاجئة وخارج السياق.

منشور السقا فجراً.. مفاجأة ورسالة

اختار السقا توقيتاً غريباً للإعلان -بين الرابعة والخامسة فجراً- حيث نشر عبر حسابه الرسمي: "أنا والسيدة مها محمد عبد المنعم منفصلين منذ 6 شهور، وتم الطلاق منذ شهرين تقريباً". وأضاف: "كل تمنياتي لأم أولادي بالتوفيق والستر، وأعيش حالياً لأولادي وعملي وأصدقائي المقربين، وأمي وأختي. مش عايز رغى في الموضوع ده".

ما أثار الجدل لم يكن فقط مضمون الإعلان، بل الصيغة التي بدا فيها وكأن الطلاق حدث دون تنسيق علني مع الطرف الآخر، وجاء أول رد فعل من مها الصغير، بعد أقل من 12 ساعة على إعلان السقا، حيث شاركت مها عبر خاصية القصص في إنستغرام آية قرآنية: "واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين"، دون أي تعليق آخر. هذا الرد الصامت اعتبره كثيرون معبّراً عن موقف داخلي من البيان الأحادي، فيما ذهب آخرون إلى أنه يعكس رغبة في الترفع عن الجدل.

26 عاماً من الزواج

ما يميز قصة طلاق السقا ومها الصغير، أنها جاءت دون فضائح أو تبادل اتهامات كما يحدث عادة في قصص الانفصال المشهورة. حافظ الطرفان على لياقة الطرح، وإن كان إعلان السقا مفاجئاً ومفاجئاً لمها على ما يبدو، إلا أنه خلا من التجريح، وكان مليئاً بالاحترام، تماماً كما ردت هي بالصمت.

بينما اختار أحمد السقا أن يركز على أولاده وأعماله الفنية في المرحلة المقبلة، تواصل مها الصغير حياتها الإعلامية والعملية بهدوئها المعهود. ربما تخرج بتصريح لاحق يوضح موقفها، وربما تكتفي بالصمت، كما فعلت مرات عديدة من قبل. لكن ما هو مؤكد، أن علاقة بدأت في كواليس المسرح وانتهت في صمت، ستظل واحدة من أكثر قصص الزواج والطلاق احتراماً في الوسط الفني.