في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية، نشرت روسيا قاذفتين استراتيجيتين إضافيتين من طراز Tu-95MS في قاعدة أولينيا الجوية الواقعة في شبه جزيرة كولا، شمال غرب البلاد، هذا التحرك يرفع عدد القاذفات من هذا الطراز في القاعدة إلى خمس، ويأتي في سياق تعزيز القدرات الجوية الروسية بالقرب من حدود حلف شمال الأطلسي (الناتو).

القطب الشمالي يتحول إلى ساحة صراع جديدة بين روسيا والناتو

تُعدّ قاعدة أولينيا الجوية، التي تبعد حوالي 150 كيلومترًا فقط عن فنلندا العضو في الناتو، من أبرز المراكز العسكرية الروسية في المنطقة القطبية. بمدرج يبلغ طوله 3500 متر، تستوعب القاعدة الطائرات الثقيلة مثل Tu-95MS وTu-22M3، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية للعمليات الجوية بعيدة المدى.

التحركات الجوية: رسائل متعددة الأبعاد

يشير نشر القاذفتين الإضافيتين إلى نية روسيا تعزيز قدراتها الهجومية بعيدة المدى، سواء في سياق الحرب المستمرة في أوكرانيا أو في إطار استعراض القوة أمام الناتو.

تُظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة في مارس 2025 وجود 10 قاذفات Tu-95MS و35 قاذفة Tu-22M3 في القاعدة، مما يمثل أكبر تركيز لهذه الطائرات منذ بدء النزاع في أوكرانيا.

Tu-95MS .. قاذفة قديمة بقدرات متجددة

رغم تصميمها في خمسينيات القرن الماضي، لا تزال طائرة Tu-95MS تُشكل حجر الزاوية في أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية. بمدى يتجاوز 9000 ميل دون إعادة التزود بالوقود، وقدرة على حمل صواريخ كروز من طراز Kh-101 وKh-55، تُتيح هذه القاذفة لروسيا تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف بعيدة دون تعريض الطائرة للخطر المباشر.

دلالات استراتيجية وتكتيكية

يرى محللون أن تعزيز قاعدة أولينيا بالقاذفات يُعدّ خطوة استراتيجية تهدف إلى:

توسيع نطاق الضربات الجوية: من خلال إطلاق الصواريخ من مناطق بعيدة مثل بحر قزوين، مما يُعقّد من مهام الدفاعات الجوية الأوكرانية.

حماية الأصول الجوية: نقل القاذفات إلى مناطق بعيدة عن مدى الطائرات المسيرة الأوكرانية، خاصة بعد استهداف قواعد مثل إنجلز في السنوات السابقة.

إرسال رسائل سياسية: تقع القاعدة بالقرب من حدود الناتو، مما يُعدّ استعراضًا للقوة أمام الحلف.

تحديات لوجستية وتقنية

رغم القدرات الهجومية المتقدمة، تواجه روسيا تحديات في صيانة وتشغيل هذه القاذفات، خاصة مع تقادمها واحتياجها لصيانة مكثفة. كما أن الاعتماد على منصات قديمة يُثير تساؤلات حول استدامة الحملة الجوية الروسية في ظل العقوبات الغربية وصعوبات تحديث الأسطول.

اقرأ أيضاً.. عصر المدفعية الذكية.. الجيش البريطاني يختبر مدافع “آرتشر” المتطورة لأول مرة في مناورات الناتو

نسخ الرابط تم نسخ الرابط