استقال وزير الزراعة الياباني، تاكو إيتو، في أعقاب غضب شعبي واسع النطاق بسبب تصريحاته بأنه لا يشتري الأرز أبدًا لأنه يتلقاه كهدية، في وقتٍ يُلحق فيه تضخم أسعار الغذاء ضررًا بالغًا بالأسر اليابانية، وقد تضاعفت أسعار الأرز تقريبًا خلال عام.

استقالة وزير الزراعة الياباني إيتو جاءت بعد ضغوط متزايدة على رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، الذي واجه وحكومته استياءً شعبيًا قبل انتخابات حاسمة لمجلس الشيوخ في يوليو المقبل.

استقالة وزير الزراعة الياباني: تصريحات غير لائقة

أكد إيتو، في حديثه للصحفيين في مكتب رئيس الوزراء تقديم استقالته، قائلاً: “لقد قدمتُ استقالتي للتو إلى رئيس الوزراء إيشيبا”.

وواجه الوزير المتعثر دعوات للاستقالة على مدار أيامٍ بعد أن قال في فعاليةٍ لجمع التبرعات مؤخرًا: “لم أشترِ أرزًا قط، لأن تبرعات مؤيديّ تُضاهي ما أشتريه عمليًا”.

في حين أعرب إيتو في البداية عن تعاطفه مع “معاناة” المستهلكين بعد أن خصصت الحكومة 300 ألف طن من الأرز من احتياطيات الطوارئ لتثبيت الأسعار، وكشفت تعليقاته انفصاله عن المعاناة اليومية التي يواجهها اليابانيون العاديون.

ووفقًا لوكالة كيودو للأنباء، اعترف إيتو لاحقًا: “سألتُ نفسي إن كان من المناسب لي البقاء على رأس وزارة الزراعة في وقتٍ حرجٍ تشهد فيه أسعار الأرز ارتفاعًا حادًا، وخلصتُ إلى تقديم استقالتي، فأعتذر مجددًا للناس عن الإدلاء بتصريحات غير لائقةٍ للغاية كوزيرٍ في ظلّ معاناتهم من ارتفاع أسعار الأرز”.

استقالة وزير الزراعة الياباني.. استياء شعبي وتداعيات سياسية

أثارت تصريحات إيتو حفيظة المستهلكين، الذين يعانون من ارتفاع سعر كيس الأرز سعة 5 كيلوغرامات إلى رقم قياسي بلغ 4268 ينًا (29 دولارًا) في أوائل مايو، أي ما يقرب من ضعف سعره قبل عام.

أظهر استطلاع أجرته وكالة كيودو أن 87% من المشاركين غير راضين عن استجابة الحكومة لأزمة الأرز، كما انخفضت شعبية حكومة إيشيبا إلى أدنى مستوياتها منذ توليه منصبه في أكتوبر الماضي.

يُعزى نقص الأرز المستمر إلى مجموعة من العوامل، منها ضعف المحاصيل بسبب الحر الشديد في عام 2023، والشراء بدافع الذعر الناجم عن تحذير من “زلزال هائل” في عام 2024، واحتمال تخزين تجار الجملة والموزعين للأرز تحسبًا لمزيد من النقص.

وفي خطوة نادرة، استوردت اليابان الأرز من كوريا الجنوبية في أبريل لأول مرة منذ 25 عامًا، مما يُبرز شدة أزمة المعروض.

ردود فعل المعارضة والأسرة

وصف جونيا أوغاوا، الأمين العام للحزب الديمقراطي الدستوري، وهو الحزب المعارض الرئيسي، تعليقات إيتو بأنها “غير لائقة على الإطلاق، ومنفصلة عن الواقع، وغير مقبولة”.

لم يقتصر رد الفعل العنيف على الرأي العام والمعارضين السياسيين، بل أقر إيتو نفسه بأن تصريحاته أغضبت زوجته أيضًا: “أخبرتني أنها تشتري الأرز عندما ينفد الأرز المُتبرع به، ليس الأمر أن عائلتنا تعيش كليًا على الأرز المُقدم لنا كهدايا”.

أقرا أيضا.. تركيا تماطل بعد حل العمال الكردستاني.. هل تنهار فرص السلام الكردي-التركي؟

الحكومة تحت وطأة النقد قبيل الانتخابات

لم يُجبر هذا الجدل على إجراء تعديل وزاري، بتعيين وزير البيئة السابق شينجيرو كويزومي خلفًا لإيتو فحسب، بل زاد أيضًا من التدقيق في قيادة رئيس الوزراء إيشيبا، وقد برزت طريقة تعامل الحكومة مع أزمة الأرز وتحديات غلاء المعيشة الأوسع نطاقًا كقضية محورية للناخبين مع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ، حيث أشار بعض المحللين إلى أن النتيجة قد تُشكل مستقبل إيشيبا السياسي.

اعتذر رئيس الوزراء إيشيبا سابقًا عن تصريحات إيتو، لكن الضرر السياسي ربما يكون قد وقع بالفعل مع استمرار ارتفاع فواتير الغذاء والطاقة، يبدو أن مطالبة الجمهور بحلول حقيقية – بدلًا من التعليقات الجامدة – أقوى من أي وقت مضى.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط