كشفت تقارير استخباراتية أمريكية حديثة عن مؤشرات قوية تفيد بأن إسرائيل تجهّز لضربة عسكرية تستهدف منشآت نووية داخل إيران.

هذا التطور يأتي في وقت حساس، حيث تتعثر المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، وتتصاعد حدة التوترات الإقليمية في أعقاب إعادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسياسة “الضغط الأقصى” على إيران.

إسرائيل تستعد لعملية عسكرية ضد إيران

بحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية، فإن معلومات استخباراتية جديدة تفيد بأن إسرائيل بدأت الاستعداد لعملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. لكن المصادر نفسها أكدت أنه لا يوجد حتى الآن قرار نهائي من جانب القادة الإسرائيليين بتنفيذ الهجوم.

في السياق ذاته، أبلغ مصدر إسرائيلي الشبكة بأن تل أبيب “لن تقبل صفقة نووية سيئة مع إيران”، مشدداً على أن إسرائيل مستعدة للتحرك بشكل منفرد إذا اقتضت الضرورة، في إشارة واضحة إلى إمكانية تنفيذ الضربة دون تنسيق مباشر مع واشنطن.

تحذيرات من تصعيد واسع

أوضحت مصادر أمريكية أن تنفيذ إسرائيل لضربة من هذا النوع سيُعتبر خرقاً واضحاً لنهج الرئيس ترامب، الذي لا يزال يراهن على حل دبلوماسي مع إيران، رغم تصعيده الاقتصادي والعسكري الأخير.

المسؤولون الأمريكيون حذّروا من أن مثل هذا الهجوم قد يشعل صراعاً واسع النطاق في الشرق الأوسط، في وقت تسعى فيه واشنطن لاحتواء تداعيات حرب غزة التي فجّرت التوترات الإقليمية منذ عام 2023.

كما أشار مسؤولون أمريكيون إلى وجود انقسام داخل البيت الأبيض بشأن مدى احتمالية تنفيذ إسرائيل للضربة، وسط قناعة متزايدة بأن الأمر مرتبط بتطورات المحادثات بين واشنطن وطهران.

طهران في مأزق

في المقابل، كشفت ثلاثة مصادر إيرانية مطلعة أن القيادة الإيرانية تفتقر إلى خطة بديلة واضحة في حال فشل المحادثات النووية الجارية مع الولايات المتحدة.

وأكدت أن طهران تفكر في تعميق علاقاتها مع موسكو وبكين كخيار استراتيجي بديل، لكن هذا المسار يبدو هشًا في ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، والتوترات المستمرة بين الصين وواشنطن.

مسؤول إيراني رفيع صرح بأن “الخطة الحالية تقوم على تجنب التصعيد المباشر، مع الاستعداد للدفاع عن المنشآت الحيوية في حال وقوع هجوم”، لافتًا إلى أن طهران تسعى إلى تعزيز تحالفاتها مع قوى كبرى لضمان الحد الأدنى من الردع.

الاتفاق في مهب الريح

في خطاب رسمي، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي مطالب الولايات المتحدة بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم بأنها “مهينة ومبالغ فيها”، مشككًا في جدوى المفاوضات الجارية.

تصريحات خامنئي جاءت بالتزامن مع تعثر أربع جولات من المحادثات النووية، ما يعكس تعقيدات المشهد التفاوضي.

كما أكدت مصادر دبلوماسية أن طهران ترفض مقترحات تطالبها بشحن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، وترفض أيضًا مناقشة برنامجها الصاروخي، ما يزيد من فجوة الخلاف مع الولايات المتحدة.

التصعيد الأمريكي يعيد “أقصى الضغوط”

منذ فبراير الماضي، أعادت إدارة ترامب تفعيل حملة “الضغط الأقصى” عبر تشديد العقوبات على القطاع النفطي والمصرفي الإيراني، إلى جانب التلويح بالخيار العسكري، وهو ما زاد من الضغوط على النظام الإيراني داخليًا.

وتعاني إيران من أزمات اقتصادية خانقة، أبرزها تراجع العملة، ونقص الكهرباء والمياه، وخسائر بين الميليشيات الحليفة في المنطقة.

كما فشلت طهران في امتصاص موجات الغضب الشعبي التي تفجّرت بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، وقُوبلت بحملات قمع شديدة، أدت إلى فرض عقوبات غربية إضافية على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان.

احتمالات رد إيران على هجوم إسرائيل؟

رغم التصريحات المتكررة من جانب طهران حول جاهزيتها للرد على أي اعتداء، إلا أن المعطيات الحالية توحي بأن إيران تفضّل تجنب المواجهة المباشرة، وتراهن على امتصاص الضغوط مؤقتاً، ريثما تتضح ملامح الاتفاق النووي الجديد.

في حال تنفيذ إسرائيل لضربة فعلية، فإن خيارات طهران قد تتراوح بين رد محدود لضمان حفظ ماء الوجه، أو تصعيد تدريجي عبر حلفائها في المنطقة، في محاولة لتفادي حرب شاملة ستكون كلفتها باهظة على كل الأطراف.

اقرأ أيضا

جنرال إسرائيلي يفضح جرائم تل أبيب ويهدد عرش نتنياهو..من هو يائير جولان ؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط