تصعيد بريطانيا ضد إسرائيل.. صحوة ضمير متأخرة أم حسابات مصالح متشابكة؟ - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصعيد بريطانيا ضد إسرائيل.. صحوة ضمير متأخرة أم حسابات مصالح متشابكة؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 01:05 صباحاً

علّقت بريطانيا، الثلاثاء، مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على عدد من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، احتجاجاً على استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

استدعاء السفيرة الإسرائيلية لدى لندن

أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها استدعت السفيرة الإسرائيلية تسيبي حوتوفلي، على خلفية تصعيد الغارات وتوسيع العمليات البرية في القطاع، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات الإسرائيلية “تفاقم الأزمة الإنسانية وتعرقل وصول المساعدات للمدنيين المحاصرين”.

إعلان

وقال وزير الخارجية ديفيد لامي إن الحكومة البريطانية “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث في غزة”، مؤكداً أن العقوبات تشمل شخصيات إسرائيلية ضالعة في انتهاكات ترتكبها المستوطنات في الضفة الغربية.

رد إسرائيلي غاضب على بريطانيا

وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية القرار البريطاني بأنه “غير مبرر ومؤسف”، معتبرة أن تعليق مفاوضات التجارة الحرة بين البلدين يعود إلى “اعتبارات سياسية داخلية وهوس معادٍ لإسرائيل”.

وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الاتفاقية “كانت ستخدم مصلحة الطرفين”، وإن بريطانيا “لم تحقق أي تقدم يذكر في المفاوضات أصلاً”، مضيفة: “إذا اختارت لندن الإضرار باقتصادها، فهذا قرارها وحدها”.

وانتقد البيان العقوبات المفروضة على المستوطنين، مشيراً إلى أن القرار جاء “في وقت لا تزال فيه إسرائيل تودع ضحية أخرى للإرهاب الفلسطيني، وهي تسيلا غز، التي قُتلت وهي في طريقها إلى غرفة الولادة، بينما يحاول الأطباء إنقاذ حياة مولودها”.

وجاء في ختام البيان: “انتهى الانتداب البريطاني قبل 77 عاماً. والضغوط الخارجية لن تثني إسرائيل عن الدفاع عن نفسها”.

بريطانيا ليست وحدها في مواجهة إسرائيل

يأتي القرار البريطاني بعد يوم واحد من بيان مشترك أصدره كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، دانوا فيه التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة، ووصفوه بأنه “بشع وغير متناسب”.

ودعا القادة الثلاثة إلى “وقف فوري للعمليات العسكرية” والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وهددوا باتخاذ “إجراءات ملموسة” قد تصل إلى فرض عقوبات إضافية في حال تجاهلت إسرائيل هذه الدعوات.

كما دعوا حركة حماس إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر، مؤكدين أن “الدعم الغربي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لا يعني منحها تفويضاً مطلقاً لاستخدام القوة دون حدود”.

نتنياهو يهاجم بريطانيا وفرنسا وكندا

ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلهجة حادة على المواقف الغربية، متهماً بريطانيا وفرنسا وكندا بـ”منح جائزة ضخمة لحماس”، وقال إن الحرب “يمكن أن تنتهي غداً إذا أطلقت حماس سراح الرهائن وألقت سلاحها وتم نفي قادتها”.

وأضاف أن إسرائيل “لن تقبل بأقل من نزع سلاح قطاع غزة بالكامل”، معتبراً أن ما يجري “ليس صراعاً عادياً، بل معركة حضارية ضد الهمجية”، وتابع: “سنواصل القتال حتى تحقيق النصر الكامل”.

علاقات على المحك بين إسرائيل وبريطانيا

تفتح هذه التطورات باباً واسعاً أمام توتر غير مسبوق في العلاقات بين إسرائيل وبعض حلفائها التقليديين في الغرب، في ظل تزايد الضغوط الشعبية والبرلمانية على الحكومات الأوروبية لاتخاذ خطوات عملية توقف الحرب وتضمن إيصال المساعدات للمدنيين.

ويبدو أن تعليق مفاوضات التجارة الحرة من جانب بريطانيا قد يشكل سابقة يمكن أن تتبعها دول أخرى، في حال استمرت إسرائيل في تجاهل الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية واسعة النطاق في غزة.

صحوة ضمير أم مصالح؟

ووفق مراقبون، شكّل التصعيد البريطاني الأخير ضد تل أبيب — المتمثل في تعليق مفاوضات التجارة الحرة وفرض عقوبات على مستوطنين — تحوّلًا مفاجئًا في السياسة الخارجية البريطانية التي كانت الراعي الأول لقيام دولة إسرائيل.

هذا التحوّل يطرح تساؤلات جوهرية: هل تحركت لندن بدافع أخلاقي متأخر بعد مشاهد الدمار المتزايد في غزة وضغط الرأي العام، أم أن القرار نابع من حسابات مصالح أوسع، تتعلق بتوازناتها الدولية وصورتها في العالم العربي والإسلامي؟

وبحسب خبراء ففي خضم هذه اللحظة السياسية الحساسة، تبدو بريطانيا وكأنها تسير على حبل دقيق بين الحفاظ على تحالفاتها التقليدية، والبحث عن تموضع جديد يراعي المتغيرات الإنسانية والجيوسياسية المتسارعة.

اقرأ أيضا

إسرائيل في مرمى العقوبات الأوروبية بسبب غزة.. هل تفعلها القارة العجوز؟

إعلان

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : تصعيد بريطانيا ضد إسرائيل.. صحوة ضمير متأخرة أم حسابات مصالح متشابكة؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 01:05 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق