في خطوة ضخمة لتعزيز الصناعة الوطنية وتوطين الصناعات الاستراتيجية، بدأت وزارة البترول والثروة المعدنية تنفيذ مجمع صناعي متكامل لصناعات البتروكيماويات والصناعات التكميلية في المنطقة الصناعية بمدينة العلمين الجديدة، على مساحة تبلغ 1600 فدان.

ويضم المجمع عددًا من المشروعات الصناعية الكبرى، التي تهدف إلى تعظيم القيمة المضافة من الموارد الطبيعية، وتقليل الفجوة الاستيرادية، وتحويل العلمين إلى قطب صناعي جديد على ساحل المتوسط.

1. مجمع البتروكيماويات الرئيسي (تحالف شارد) – استثمارات 7 مليارات دولار

يتولى تحالف دولي بقيادة شركة شارد كابيتال البريطانية، وبمشاركة مجموعة القحطاني السعودية ورويال ستراتيجيك بارتنرز الإماراتية، تنفيذ مجمع ضخم للبتروكيماويات بطاقة إنتاجية تصل إلى 3.1 مليون طن سنويًا من المنتجات البتروكيماوية المتخصصة.

ويشمل المجمع:
•وحدة تكسير بخاري معتمدة على الزيت الخام كمادة أولية.
•إنتاج الإيثيلين، البولي إيثيلين، البروبيلين، البولي بروبيلين، الإيثيلين جلايكول، الستايرين، كلوريد الفينيل، والبيوتاديين ومشتقاته.
•استخدام تكنولوجيا أمريكية وأوروبية متقدمة من شركات مثل Honeywell UOP.
•يوفّر نحو 20 ألف فرصة عمل أثناء الإنشاء، و3000 وظيفة مباشرة بعد التشغيل.

2. مجمع الصودا آش – استثمارات 640 مليون دولار

بقيادة الشركة المصرية للصودا آش، يُنفذ مشروع ضخم لإنتاج كربونات الصوديوم ومشتقاتها على مساحة 270 فدانًا، وبطاقة تصل إلى 600 ألف طن سنويًا في مرحلته الأولى.

يشمل المشروع:
•إنتاج الصودا آش، بيكربونات الصوديوم، وفوق كربونات الصوديوم.
•تلبية احتياجات صناعات الزجاج والمنظفات والكيماويات.
•تعاقدات مبدئية لتسويق الإنتاج محليًا وعالميًا.
•المقاول العام: شركة TCC الصينية، المتخصصة في هذا المجال.

3. مجمع إنتاج السيليكون – استثمارات 700 مليون دولار (أربع مراحل)

تُنفذ شركة العلمين لمنتجات السيليكون هذا المشروع بالتعاون مع شركاء حكوميين وخاصين، ويهدف إلى تعظيم الاستفادة من خام الكوارتز المصري فائق النقاء.

المرحلة الأولى:
•إنتاج السيليكون المعدني – بطاقة 45 ألف طن سنويًا – باستثمار 172 مليون دولار.

المراحل التالية:
•إنتاج السيليكونات الوسيطة (لصناعات العزل والمطاط والبناء).
•إنتاج البولي سيليكون (لصناعات الخلايا الشمسية والإلكترونيات).
•إقامة مجمع للصناعات الصغيرة والمتوسطة لإنتاج منتجات نهائية.

4. مصنع ثاني أكسيد التيتانيوم

يُخصص لإنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم المستخدم في صناعات الدهانات، البلاستيك، الورق، والمواد المقاومة للتآكل، ضمن خطة الدولة لتعميق التصنيع المحلي للمدخلات الصناعية عالية القيمة.

5. مصنع البوليمرات فائقة الامتصاص

يُنتج مواد تُستخدم في:
•صناعة الحفاضات.
•المستلزمات الطبية.
•التطبيقات الزراعية.

ويمثل هذا المصنع طفرة في توطين منتج حيوي كانت مصر تعتمد على استيراده بالكامل.

6. مجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة

تم تخصيص مساحات ضمن المجمع لإنشاء صناعات مغذية وتكميلية تقوم على مدخلات الإنتاج من المجمعات الكبرى، وتشمل:
•صناعات التغليف.
•الكابلات.
•المطاط.
•العوازل والمواد اللاصقة.
•الصناعات البلاستيكية الدقيقة.

نقلة نوعية للقطاع الصناعي المصري

يمثل مجمع العلمين الصناعي للبترول والبتروكيماويات نقلة نوعية في جهود الدولة نحو خلق سلاسل إنتاج صناعية متكاملة، وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والتعدين.

كيف تتحول العلمين إلى مدينة صناعية وسياحية في آنٍ واحد؟

رغم شهرة مدينة العلمين الجديدة كوجهة سياحية على ساحل البحر المتوسط، فإن الدولة المصرية وضعتها ضمن رؤية أشمل لتكون مدينة متعددة الوظائف، تجمع بين السياحة، الصناعة، التعليم، السكن، والخدمات اللوجستية، بما يُحولها إلى قطب تنموي متكامل يخدم أهداف “رؤية مصر 2030”.

مدينة العلمين ليست فقط للسياحة

تم تصميم المخطط العام لمدينة العلمين الجديدة ليضم عدة مناطق وظيفية:
•منطقة ساحلية سياحية تمتد بطول الشاطئ، تحتضن الفنادق العالمية والمنتجعات.
•مناطق سكنية تضم وحدات فاخرة ومتوسطة، إلى جانب جامعات حكومية وخاصة.
•منطقة صناعية متكاملة في الجنوب، تمتد على مساحة 1600 فدان.
•مرافق خدمية وإدارية تشمل أبراج الأعمال، المراكز الحكومية، ومشروعات الطاقة.

المجمع الصناعي الضخم بالعلمين.. بعيد عن الساحل

تقع المنطقة الصناعية، التي تحتضن مجمع البتروكيماويات العملاق، ومصانع الصودا آش والسيليكون، في جنوب المدينة، بعيدًا تمامًا عن الواجهة البحرية والمناطق السكنية والسياحية.

هذا التوزيع المكاني يحقق توازنًا مدروسًا بين الجذب الصناعي والتجاري من جهة، والحفاظ على الطابع الجمالي والسياحي من جهة أخرى.

أعلى معايير البيئة والتكنولوجيا

تم اعتماد مشروعات المجمع الصناعي بالعلمين وفقًا لأعلى المعايير البيئية:
•حصلت كل المشروعات على الموافقة البيئية النهائية من الجهات المختصة.
•تستخدم وحدات الإنتاج تكنولوجيا أوروبية وأمريكية متقدمة، أبرزها من شركتي Honeywell وTCC الصينية.
•تعمل المصانع بأنظمة تحكم ذكية وتُخطط لاستخدام الطاقة المتجددة، مما يقلل الانبعاثات ويُحسن كفاءة التشغيل.

نموذج عالمي للتكامل

يشكّل التحول الذي تشهده مدينة العلمين الجديدة نموذجًا حضاريًا متكاملًا تتبناه الدولة ضمن رؤيتها للتنمية العمرانية والاقتصادية المستدامة. فالمخطط العام للمدينة يجمع بين وظائف متعددة تتكامل فيما بينها، حيث تُوفر المناطق السياحية بيئة جاذبة للسكن والخدمات والترفيه، في الوقت الذي تحتضن فيه المناطق الصناعية مشروعات استراتيجية تُسهم في توفير فرص العمل وجذب الاستثمارات طويلة الأجل.

وتعزز الجامعات ومراكز الأبحاث داخل المدينة هذا التكامل، من خلال دعم القطاع الصناعي بالكوادر المتخصصة والتكنولوجيا، بما يخلق منظومة إنتاجية متطورة تُراعي احتياجات السوق المحلي والدولي. وتكتمل ملامح هذا النموذج عبر بنية تحتية قوية تشمل شبكات طرق سريعة، وربطًا مباشرًا بمحور الضبعة، إلى جانب خطوط السكة الحديد الجاري تنفيذها لخدمة المدينة وربطها بالموانئ والمراكز اللوجستية.

اقرأ أيضا.. مصر تستعد لافتتاح أكبر مشروع صوب زراعية في الشرق الأوسط وإفريقيا (صور)

مدينة العلمين.. من “شاطئ سياحي” إلى “عاصمة إنتاجية ساحلية”

بهذا التكامل الفريد، تتحول العلمين من مجرد “مدينة على البحر” إلى مدينة استراتيجية شاملة، تمثل نموذجًا مصريًا متطورًا في إدارة التوسع العمراني والاقتصادي، دون التضحية بالهوية السياحية أو البيئة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط