كشفت السلطات الإسرائيلية، الإثنين، عن عودة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد توقف استمر لأكثر من شهرين ونصف، حيث سُمح بدخول خمس شاحنات محملة بطعام الأطفال، وفقًا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

وفي مؤتمر صحفي عقده المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عيدان بار تال، في القدس، أكد أن إسرائيل "ستسهل دخول شاحنات محملة بطعام الأطفال اليوم، وستواصل إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات خلال الأيام المقبلة".

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تقارير دولية متزايدة عن مجاعة وشيكة تهدد سكان غزة، ما تسبب في ضغوط كبيرة على الحكومة الإسرائيلية، خاصة من قبل أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين وصفهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"أعز الأصدقاء".

وقال نتنياهو في رسالة مصورة، إن مشاهد الجوع في غزة تهدد بفقدان الدعم الدولي لإسرائيل، وهو ما اعتبره بمثابة "خط أحمر"، مضيفًا: "من أجل تحقيق النصر، علينا حل هذه المشكلة بطريقة ما".

بالتوازي مع إدخال المساعدات، أعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة عمليته العسكرية الواسعة التي أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، والتي تشمل جميع مناطق القطاع، وأمر سكان مناطق في خان يونس جنوب غزة بإخلاء الساحل "فورًا"، تمهيدًا لما وصفه بـ"هجوم غير مسبوق".

وفي هذا السياق، أكد نتنياهو أن العمليات العسكرية ستستمر حتى "تحقيق النصر الكامل"، متعهدًا بـ"السيطرة الكاملة على قطاع غزة"، وتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، والذين يُقدر عددهم بـ58 شخصًا.

يُذكر أن إسرائيل كانت قد أعلنت في 2 مارس الماضي تعليق إدخال المساعدات إلى غزة، مما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر، الذي يعاني دمارًا واسعًا جراء الحرب المستمرة منذ شهور، ورغم إعادة فتح المعابر جزئيًا، لا تزال القيود قائمة على نوع وكمية المساعدات، وسط مخاوف من عدم وصولها للمدنيين بشكل كافٍ.