يشهد قطاع صناعة السيارات في مصر تحولًا استراتيجيًا تقوده استثمارات صينية متنامية، جعلت من السوق المصري مركزًا صناعيًا محوريًا لإنتاج السيارات في المنطقة، ومع تزايد توجُّه الشركات الصينية نحو توطين الصناعة، باتت مصر تلعب دورًا متقدمًا في سلسلة التوريد الإقليمية للسيارات وقطع الغيار.

شركات صينية تهيمن على السوق المصري

دخلت مجموعة من أبرز شركات السيارات الصينية السوق المصري، وحقَّقت انتشارًا واسعًا بفضل التنوع في الطرازات، والأسعار التنافسية، وخطط التجميع المحلي، وفي مقدمتها:

BYD (بي واي دي)
تُعد من الشركات الرائدة، وتصدر طرازها الشهير “F3” قوائم المبيعات في فئة السيارات الصينية المجمعة محليًا في عام 2024.

Chery (شيري)
تتمتع بحضور قوي في السوق المصري عبر سياراتها “تيجو 7” و”أريزو 5″، وتستفيد من تجميع بعض طرازاتها محليًا لدعم الانتشار وتقليل التكلفة.

MG (إم جي)
تُقدم مجموعة متنوعة من الطرازات مثل “ZS” و”RX5″، وتسعى لزيادة نسبة التصنيع المحلي، مع خطط مستقبلية للتوسع في التصدير.

Geely (جيلي)
دخلت السوق المصري بقوة عبر طرازات مثل “GX3 PRO”، وتسعى لتعزيز وجودها من خلال شراكات مع موزعين محليين وخطط تجميع.

Exeed (إكسيد)
العلامة الفاخرة التابعة لشيري، التي بدأت تجميع طرازاتها الراقية في مصنع “إجا” بمدينة السادس من أكتوبر، مستهدفة شريحة المستهلك الباحث عن السيارات الذكية والفخمة.

الاستثمارات الصينية تدعم التصنيع المحلي

وفقًا للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، تعمل في مصر نحو 2066 شركة صينية باستثمارات تُقدَّر بحوالي 8 مليارات دولار. تشمل هذه الاستثمارات قطاعات متنوعة، أبرزها صناعة السيارات، والأجهزة المنزلية، والأقمشة، والصناعات الغذائية، وهو ما يُظهر اتساع قاعدة التعاون بين البلدين.

اقرأ أيضًا: “توب نيو” و”هونشين” الصينيتان تضخان 20.5 مليون دولار لإنشاء مصنعين للملابس والمنسوجات بالقنطرة

وتُعد منطقة “تيدا الصينية” بالعين السخنة واحدة من أبرز النماذج في هذا التعاون، حيث تحتضن أكثر من 140 شركة صينية وفّرت ما يزيد عن 10,000 فرصة عمل مباشرة. وتضم مشروعات صناعية كبرى مثل:

مصر بوابة الصناعات الصينية نحو إفريقيا

تسعى مصر لأن تكون مركز الانطلاق للصناعات الصينية نحو القارة الإفريقية، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي، واتفاقيات التجارة الحرة مع الأسواق المجاورة، وشبكة الموانئ المتطورة، ومبادرات التحفيز الحكومي مثل الرخصة الذهبية التي حصلت عليها بعض الشركات الصينية العاملة في مجال الأجهزة المنزلية.

ويأتي هذا التوسع في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، التي تم توقيعها ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، وتدعمها توجهات الدولة لتعزيز التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا وتوفير فرص العمل.

نقلة نوعية في مستقبل الصناعة المصرية

مع استمرار تدفق الاستثمارات الصينية، وتنامي التعاون الفني والتجاري، تبدو مصر على أعتاب مرحلة جديدة تتحول فيها من مستورد رئيسي للسيارات إلى مركز صناعي إقليمي قادر على التصدير، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة لتعميق التصنيع المحلي وجذب استثمارات إضافية في سلاسل التوريد والمكونات.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط