كشفت تقارير صحفية أن وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي نفذت مؤخرًا عملية سرية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، متخفية بزي نساء ونازحات فلسطينيات، في محاولة لاعتقال أحد قادة المقاومة، غير أن العملية انتهت بالفشل، ما أثار موجة من التكهنات داخل الأوساط الإسرائيلية.

عملية خان يونس و”عربات جدعون”

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإن البيان الرسمي الصادر عن الجيش الإسرائيلي حول استمرار عملية “عربات غدعون” جاء ضبابيًا وخاليًا من التفاصيل الدقيقة، دون أي إشارة إلى تنفيذ عملية خاصة، وهو ما فسّره مراقبون بأنه محاولة للتغطية على فشل ميداني واستخباراتي.

وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن الوحدة الخاصة حاولت التسلل إلى عمق خان يونس لاعتقال قيادي بارز، لكن العملية انتهت باغتياله، ما يعني فشل تحقيق الهدف الأصلي المتعلق بالحصول على معلومات أو تنفيذ اعتقال نوعي.

عملية خان يونس وتحرير الرهائن

التقديرات تشير إلى أن الهدف من العملية لم يكن تحرير رهائن، بل جمع معلومات استخباراتية تتعلق بالمحتجزين لدى المقاومة، في ظل اعتراف جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي بعدم قدرته على تحديد مواقعهم أو معرفة مصيرهم بدقة، رغم ما يُعرف عنه بدقة تتبع التفاصيل.

اجتماع عاصف داخل الكابينت الإسرائيلي

بالتزامن مع العملية، شهد اجتماع المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” توترًا غير مسبوق، بعد قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون العودة للتصويت الوزاري، ما فجّر خلافات داخل الحكومة.

ووفق صحيفة “يسرائيل هيوم”، فإن نتنياهو اتخذ القرار تحت ضغط كبير من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إلى جانب تهديدات أوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل في حال استمرار منع دخول المساعدات.

وزير الخارجية يدافع عن القرار

وفي خضم هذا الجدل، دافع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن القرار، معتبراً أن إدخال المساعدات بات ضرورة ملحّة لاحتواء الغضب الدولي المتصاعد، وتفادي مزيد من الاتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب أو التسبب في “تجويع منهجي” داخل قطاع غزة.

شركة أمريكية تتدخل في ملف المساعدات

النقاش داخل الكابينت لم يقتصر على السماح بدخول المساعدات، بل شمل أيضًا الجهة المشرفة على توزيعها. حيث أبدى الجيش الإسرائيلي رفضه لتحمّل مسؤولية التوزيع المباشر، ما دفع الحكومة إلى توقيع عقد مع شركة أمريكية خاصة لتولي هذه المهمة.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد وصل عدد من موظفي الشركة إلى مطار بن غوريون، تمهيدًا لبدء الإشراف على المساعدات الواردة عبر معبر رفح، وفق خطة جديدة تقضي بإقامة نقاط توزيع مغلقة ومحكمة داخل مدينة رفح، بهدف منع تسرب المواد إلى حركة حماس.

خطة توزيع جديدة

وأكد مسؤولون إسرائيليون أن العمل بآلية التوزيع الحالية سيستمر حتى 24 مايو الجاري، على أن تُفعّل لاحقًا الآلية الأمريكية الجديدة، التي تهدف لحصر المساعدات في منطقة واحدة فقط، ضمن رقابة مشددة.

بحسب تقارير من المتوقع أن تبدأ عملية استئناف دخول المساعدات خلال الساعات القليلة المقبلة أو في الأيام القريبة، قبيل بدء تنفيذ الخطة الأمريكية الجديدة، وسط مراقبة دولية متزايدة لما يجري على الأرض.

اقرأ أيضا

عربات جدعون تدهس غزة بعد تعطل مفاوضات الدوحة.. متى يتوقف شلال الدم؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط