في مشهد يعكس الطموح والرؤية المتجددة لقطاع الطاقة في مصر، عقدت شركة "ثروة للبترول" جمعيتها العامة لاعتماد نتائج أعمالها عن العام المالي 2024، بحضور المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، الذي لم يكن حضوره تقليديًا، بل أطلق خلال الاجتماع ملامح توجه جديد يحمل عنوان: "ثروة البترول.. ذراع فني واعد يتجاوز حدود الجغرافيا."

ثروة البترول ترسم خريطة جديدة للطاقة

الوزير بدوي أكد أن النجاحات المتتالية التي حققتها الشركة في مجالات البحث والاستكشاف والتنمية تمثل قاعدة قوية للانطلاق نحو آفاق أوسع. وأشار إلى أن الوزارة تضع نصب أعينها تشكيل ذراع فني متخصص تابع لشركة ثروة، تكون مهمته رصد وتحديد الفرص الاستثمارية سواء في الداخل المصري أو خارجه، عبر شراكات استراتيجية مع كيانات مهتمة بضخ استثمارات نوعية في هذا القطاع الحيوي، مع الاستفادة من التقنيات المتطورة المتاحة عبر بوابة مصر الرقمية للبحث والاستكشاف.

ذراع فني يبحث عن المستقبل

وأضاف بدوي أن الوزارة ملتزمة بدعم الشركة في خطط التوسع، لا سيما وأنها كيان وطني بنسبة 100%، ما يجعل نجاحها امتدادًا مباشراً لقصة النجاح المصرية في مجال الطاقة.

من جانبه، استعرض المهندس محمود عبد الحميد، رئيس مجلس إدارة الشركة، أبرز ما تم إنجازه خلال العام، مؤكدًا أن ثروة للبترول تمكنت من تعزيز الاحتياطيات المؤكدة بنحو 3.5 مليون برميل في منطقة غرب كلابشة بجنوب الصحراء، ما فتح آفاقًا جديدة لرفع معدلات الإنتاج.

وأشار عبد الحميد إلى تبني الشركة سياسة واضحة لترشيد الإنفاق، خاصة على مستوى التشغيل المباشر، حيث بدأت بإحلال التسهيلات المؤقتة بأخرى دائمة، وتحسين كفاءة استغلال الطاقة، وتضييق الفجوة بين القدرات المولدة والاستهلاك، مع تحقيق وفورات ملموسة من خلال استبدال السولار بالغازات المصاحبة كوقود بديل، ما انعكس إيجابيًا على الجانبين الاقتصادي والبيئي.

ولم تغفل الشركة جانب السلامة المهنية، حيث حققت خلال 2024 ما مجموعه 3.7 مليون ساعة عمل آمنة دون حوادث مفقودة للعام التاسع تواليًا، نتيجة تعزيز ثقافة السلامة والتدريب المستمر للعاملين.

وفي إطار رؤية وزارة البترول للتحول الرقمي، قامت الشركة بتطوير نظام متكامل لإدارة الموارد البشرية باستخدام تكنولوجيا SAP، بهدف رفع كفاءة الأداء، ودعم التنمية المستدامة، وبناء نموذج ناجح للموارد البشرية في قطاع الطاقة.

حضر الجمعية عدد من القيادات البارزة في قطاع البترول، من بينهم المهندس إيهاب رجائي وكيل أول الوزارة للإنتاج، والمهندس صلاح عبد الكريم رئيس هيئة البترول، والمهندس يس محمد رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، والمهندس أشرف بهاء رئيس الشركة القابضة لجنوب الوادي، إلى جانب عدد من قيادات الوزارة والخبراء الماليين وممثلي الجهاز المركزي للمحاسبات.

هكذا تواصل "ثروة للبترول" حفر طريقها نحو المستقبل، بثقة وطنية ورؤية متطورة، لتبقى جزءًا أساسيًا من معادلة الطاقة في مصر والمنطقة.