تحدثت تقارير صحفية عن أزمة يشهدها قطاع الطاقة في إيران أدت لانتشار حالات الظلام في ظل انقطاعات متكررة للكهرباء وتوقف الكثير من المصانع عن العمل.

وبينما تدخل إيران صيفًا قاسيًا آخر، تضرب موجة من الانقطاعات الكهربائية مدنها الكبرى، مخلفة وراءها مصانع متوقفة، وأسواقًا مشلولة، ومنازل تغرق في الظلام، لكن خلف هذه الأزمة المتفاقمة، تبرز المفاوضات النووية المتعثرة مع الولايات المتحدة كعامل محوري، يعمق العجز ويؤجل أي حلول جذرية.

قرارات قاسية في إيران

مع اقتراب درجات الحرارة من ذروتها السنوية، عجزت الحكومة الإيرانية عن تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، ما دفعها إلى اتخاذ قرارات قاسية، بينها إغلاق مؤقت لعدد من المنشآت الصناعية الكبرى، لمدة لا تقل عن أسبوعين في يونيو، بحسب ما كشفت تقارير متطابقة.

مصادر اقتصادية حذّرت من أن هذه الإجراءات قد تقود إلى موجة إفلاس صناعي، خصوصًا في القطاعات التي تعتمد على التشغيل المستمر، مثل تجهيز الأغذية ومزارع الدواجن.

وأشارت تقارير محلية إلى أن بعض الوحدات الصناعية باتت عاجزة عن الاستمرار، في ظل الانقطاعات اليومية التي تضرب البلاد.

وعود حكومية واهنة

ورغم اعتراف السلطات بوجود اختلالات هيكلية في شبكة الكهرباء، إلا أن الحكومة تواصل تحميل الإدارات السابقة مسؤولية ما يجري، دون تقديم خطة واضحة للإنقاذ.

وزير الطاقة عباس علي آبادي دافع عن قرارات الإغلاق المرتقبة، مؤكدًا أنها تمت بتوافق بين وزارات ومؤسسات الدولة، في خطوة تهدف إلى تقنين استهلاك الطاقة.

في المقابل، يرى مراقبون أن هذه الحلول الترقيعية لا ترقى إلى مستوى الأزمة، خاصة مع تحذيرات مسبقة من أن فصل الصيف سيشكل ضغطًا هائلًا على شبكة تعاني أصلًا من عجز هيكلي في الإنتاج والتوزيع.

الظلام يضرب إيران

ولم تقتصر المعاناة على المصانع. في طهران وعدد من المدن الكبرى، يعيش السكان يوميًا انقطاعات قد تمتد لساعتين أو أكثر، مع تحذيرات رسمية من فترات انقطاع أطول في الأسابيع المقبلة.

في مدينة كرمانشاه، حاول الرئيس الإيراني تهدئة الغضب الشعبي بقوله: “لن يطول الأمر قبل أن نعالج مشاكل المياه والكهرباء والغاز”، وهي وعود تكررت في السنوات الماضية دون نتائج ملموسة.

المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا

بحسب مصادر دبلوماسية، لا تنفصل أزمة الكهرباء عن المشهد السياسي العام، خصوصًا ما يتعلق بالمفاوضات النووية المتوقفة بين طهران وواشنطن. أربع جولات من المحادثات عُقدت حتى الآن، دون أي تقدم ملموس، فيما تبقى قضية تخصيب اليورانيوم النقطة الشائكة الأساسية.

واشنطن تصر على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، بينما ترفض طهران ذلك بشكل قاطع. وبين تصلب المواقف وغموض المسارات، يبقى الاقتصاد الإيراني، وشبكة طاقته، رهينة لهذه التعقيدات.

ترامب و”الضغط الأقصى” على إيران

في خطابه الأخير من العاصمة السعودية الرياض، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيد التزامه بسياسة “الضغط الأقصى”، مؤكدًا أن بلاده ستواصل العمل لخفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر.

كما حمّل ترامب السلطات الإيرانية مسؤولية الوضع القائم، متهمًا من وصفهم بـ”مافيا المياه” بسرقة الموارد وتحويل الأراضي الزراعية إلى أراضٍ جافة، فيما تئن البلاد تحت وطأة الانقطاعات اليومية.

الظلام يهدد بإفلاس إيران

العام الماضي، اضطرت عشرات الشركات الخاصة إلى الإغلاق بسبب العجز الكهربائي وفشل الحكومة في تأمين البدائل. واليوم، يتكرر المشهد في نسخة أكثر قسوة، مع تفاقم الأزمة وانعدام الأفق السياسي.

ومع تعثر المفاوضات، وتصلب المواقف، لا تبدو هناك حلول عاجلة في الأفق، ما يُنذر بصيف إيراني مظلم، اقتصاديًا وسياسيًا، في انتظار توافق لا يبدو قريبًا.

اقرا ايضا

صفقة جديدة حول غزة.. تفاصيل مفاوضات الحسم بين إسرائيل وحماس في الدوحة

نسخ الرابط تم نسخ الرابط