في تطور لافت للأنظار، شهد سهم شركة “البحر الأحمر العالمية” السعودية ارتفاعاً مفاجئاً بنسبة تزيد عن 3% في مستهل تعاملات اليوم الأحد، مخالفاً بذلك الاتجاه العام لمؤشر السوق السعودي “تاسي”.

يأتي هذا الصعود في وقت أعلنت فيه الشركة أن خسائرها المتراكمة بلغت 97% من رأس مالها بنهاية الربع الأول من العام الجاري، وهو ما يضع الشركة على حافة مخاطر مالية جسيمة.

تحسن مالي نسبي للبحر الأحمر العالمية

ووفقاً لإفصاح الشركة المقدم إلى تداول السعودية اليوم، تمكنت “البحر الأحمر العالمية” من تقليص خسائرها الصافية بنسبة 62% خلال الربع الأول من 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

ورغم هذا التحسن النسبي، أثار تقرير مراجع الحسابات الخارجي قلقاً كبيراً، حيث أشار إلى “حالة هامة من عدم التيقن” قد تثير شكوكاً جدية حول قدرة الشركة على الاستمرار في أعمالها وفق مبدأ الاستمرارية.

وهذا التحذير يعكس التحديات الهيكلية التي تواجهها الشركة، خاصة في ظل الخسائر المتراكمة التي تقترب من استنزاف رأس المال بالكامل.

اقرأ أيضًا: طريقة تحديث البيانات في منصة مسار السعودية خطوة بخطوة

ارتفاع سهم البحر الأحمر العالمية.. مفاجأة أم مضاربة؟

ويعد ارتفاع سهم الشركة العقارية اليوم أمراً غير متوقع، خاصة وأن الخسائر المتراكمة تجعل الشركة عرضة لاحتمال شطب رأس المال، وهو سيناريو من شأنه أن يثير مخاوف المستثمرين.

ويرى محللون أن هذا الصعود قد يكون مدفوعاً بمضاربات سوقية أو تفاؤل حذر بشأن المشروعات التي أبرمتها الشركة خلال العام الماضي.

ومع ذلك، يظل الكثير من البنود في القوائم المالية للشركة “غير واضح”، خاصة فيما يتعلق ببيانات 2024، مما أثار تساؤلات حول مصداقية البيانات السابقة التي أعلنتها الشركة.

انفصال بين أداء سهم البحر الأحمر الدولية والواقع المالي

ومنذ بداية العام، انخفض سهم “البحر الأحمر العالمية” بنحو 30%، مما يعكس ضغوطاً كبيرة على قيمته السوقية.

ومع ذلك، يبدو أن حركة الشراء الحالية تعتمد على رؤية مستقبلية متفائلة للشركة بدلاً من واقعها المالي الحالي.

ويشير المحللون إلى أن سعر السهم لا يزال دون متوسط 200 يوم البالغ 53 ريالاً، وهو مستوى حاسم يجب اختراقه للقول إن السهم قد غيّر اتجاهه الهبوطي.

أزمة سيولة تهدد الاستقرار

ورغم التحسن المعلن في النتائج المالية، لا تزال الشركة تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالسيولة.

ووفقاً للإفصاح الأخير، تتجاوز المطلوبات المتداولة للشركة موجوداتها المتداولة، مما يشير إلى أزمة سيولة واضحة.

وهذا الوضع يثير قلق المساهمين، الذين يرون أن التحسن المالي النسبي قد لا يكون كافياً لتجاوز التحديات الهيكلية.

غياب القوائم المالية يعزز الغموض

وحتى الآن، لم تنشر “البحر الأحمر العالمية” قوائمها المالية الكاملة للربع الأول من 2025، مما يحد من قدرة المستثمرين والمحللين على تقييم الوضع المالي بدقة.

ويؤكد خبراء السوق على أهمية انتظار هذه القوائم لفهم الأداء الحقيقي للشركة، خاصة في ظل الشكوك المثارة حول شفافية البيانات السابقة.

توقعات حذرة للمستقبل

ويبقى الارتفاع المفاجئ لسهم “البحر الأحمر العالمية” محط تساؤل، حيث يرى البعض أنه قد يكون مؤشراً على ثقة بعض المستثمرين في خطط الشركة المستقبلية، بينما يحذر آخرون من أن هذا الصعود قد يكون نتيجة مضاربات مؤقتة.

ومع استمرار التحديات المالية وأزمة السيولة، يظل المستقبل غامضاً بالنسبة للشركة، التي تحتاج إلى خطوات جذرية لاستعادة ثقة المستثمرين وتجنب مخاطر الانهيار.

وفي الوقت الذي يواصل فيه سهم “البحر الأحمر العالمية” تحدي التوقعات بارتفاعه المفاجئ، تظل الأسئلة قائمة حول استدامة هذا الزخم.

ومع انتظار نشر القوائم المالية ومزيد من الإفصاحات، يبقى المستثمرون في حالة ترقب حذر، وسط تحديات مالية قد تحدد مصير الشركة في الفترة المقبلة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط