نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إثيوبيا توسّع شراكاتها الأمنية.. اتفاق استخباراتي مثير للجدل مع إيران - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 04:46 مساءً
في خطوة لافتة ضمن تحولات المشهد الأمني في شرق أفريقيا، وقّعت إثيوبيا وإيران، مذكرة تفاهم تفتح فصلًا جديدًا من التعاون الاستخباراتي والأمني بين البلدين.
وقد جرت مراسم التوقيع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور قائد الشرطة الفيدرالية الإثيوبية، المفوض العام ديميلاش جبريمكائيل، ونظيره الإيراني، العميد أحمد رضا رادان.
إثيوبيا وإيران تُبرمان اتفاقًا استخباراتيًا لتعزيز التعاون الأمني
الاتفاقية تضع إطارًا واضحًا للتنسيق الأمني بين الطرفين، خاصة في مجال مكافحة الجريمة العابرة للحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية، إلى جانب التدريب المشترك وتبادل الخبرات.
ووفقًا للشرطة الفيدرالية الإثيوبية، فإن تنفيذ الاتفاق سيخضع لآلية رقابية دورية لضمان فعاليته على الأرض.
التزامات أمنية متعددة.. وإيران تدخل المعادلة
الاتفاق الجديد يأتي ضمن سلسلة تحركات إثيوبية مكثفة لتوسيع شراكاتها الأمنية، إذ سبقته زيارة وفد إماراتي في مارس الماضي بقيادة المقدم عبد الله محمد من شرطة دبي، حيث ناقش الطرفان آفاق التعاون في التحقيقات الجنائية وقضايا تسليم المطلوبين.
لكن التوجه نحو إيران يحمل دلالات أعمق، إذ تنظر طهران إلى القرن الأفريقي كمنطقة ذات أهمية استراتيجية متزايدة. وخلال حرب تيغراي (2020–2022)، لعبت الطائرات المُسيّرة الإيرانية دورًا حاسمًا في دعم الحكومة الإثيوبية ضد قوات التمرد الشمالية.
كما دعمت إيران مؤخرًا الجيش السوداني بطائرات استطلاع وقتالية، مما يعكس نهجًا متصاعدًا في استخدام أدوات الأمن والدفاع لتعزيز حضورها الإقليمي.
دوافع إثيوبيا: التحديات الداخلية والخارجية تفرض معادلات جديدة
قرار أديس أبابا بالشراكة مع إيران لا ينفصل عن الضغوط الداخلية المتزايدة. فبعد انتهاء حرب تيغراي، اندلعت اضطرابات جديدة مع ميليشيا “فانو” الأمهرية التي تحوّلت من حليف إلى خصم، إلى جانب التصعيد المستمر من جيش تحرير أورومو.
يضاف إلى ذلك التدهور الاقتصادي والتضخم، ما يجعل من تعزيز القدرات الأمنية أولوية قصوى للحكومة الإثيوبية.
وعلى الصعيد الإقليمي، تتصاعد التوترات مع الجارة إريتريا، خاصة بعد سعي إثيوبيا للوصول إلى البحر الأحمر عبر إقليم أرض الصومال، وهو ما ترفضه أسمرة ومقديشو.
وفي هذا السياق، ترى أديس أبابا في طهران شريكًا يمكن أن يوفر دعمًا استخباراتيًا وتدريبيًا في ظل هذه الأزمات المتداخلة.
اقرأ أيضًا: مقارنة بين رادار المقاتلة J-10C ورافال.. هل تتفوق تكنولوجيا الصين على أوروبا؟
سياسة خارجية نفعية .. توازن بين المتنافسين
اللافت أن إثيوبيا تنجح في الموازنة بين علاقات متناقضة، فهي تتعاون أمنيًا مع كل من إيران والإمارات رغم التنافس الحاد بينهما.
وفي سابقة تعود إلى عام 2016، رفضت أديس أبابا الانضمام إلى حملة الضغط الخليجي على إيران، وهو موقف أثمر لاحقًا في تلقيها دعمًا عسكريًا من الطرفين خلال حرب تيغراي، إلى جانب طائرات مُسيّرة تركية دعمت العمليات الحكومية.
شراكة قديمة تتجدد
العلاقات الإثيوبية-الإيرانية ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى ستينيات القرن الماضي في عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي والشاه محمد رضا بهلوي.
وبعد الثورة الإيرانية، مرّت العلاقة بفترات مدّ وجزر، لكنها شهدت انتعاشًا ملحوظًا خلال ولاية الرئيس إبراهيم رئيسي، لاسيما بعد تقديم طهران مساعدات عسكرية لأديس أبابا في نزاع تيغراي.
وبينما قطعت بعض الدول الإفريقية علاقاتها مع إيران تحت ضغط سعودي-إماراتي، برزت إثيوبيا كبوابة إيرانية استراتيجية إلى القرن الأفريقي، حيث تسعى طهران إلى كسر عزلتها الإقليمية وتعزيز نفوذها عبر الشراكات الأمنية.
شراكة بأبعاد إقليمية
تتجاوز دلالة الاتفاق حدود التعاون الثنائي، فهي تعكس التنافس المحموم في منطقة القرن الأفريقي، حيث تسعى قوى الشرق الأوسط إلى تثبيت موطئ قدم على ضفاف البحر الأحمر. في هذا السياق، تبدو إثيوبيا لاعبًا محوريًا، قادرًا على إدارة علاقات متشابكة لتحقيق مصالحه الأمنية والسياسية.
لكن في المقابل، فإن هذا الانفتاح على إيران لا يخلو من مخاطر. فالشراكة الجديدة قد تثير تحفظات لدى بعض الشركاء الدوليين التقليديين، وتزيد من تعقيد التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل التوترات المرتبطة بالحرب في اليمن والاصطفافات المتقلبة في السودان.
اقرأ أيضًا: متحدية النفوذ الأمريكي.. الصين تعرض مقاتلات J-10 على كولومبيا- هل تتغير قواعد اللعبة؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : إثيوبيا توسّع شراكاتها الأمنية.. اتفاق استخباراتي مثير للجدل مع إيران - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 04:46 مساءً
0 تعليق