شهدت قاعدة أبابا البحرية في مدينة لاغوس اختتام فعاليات التمرين البحري متعدد الجنسيات “أوبانغامي إكسبريس 2025″، عبر جلسة إيجاز ختامية عُقدت في قاعة ضباط السفينة النيجيرية “بيكروفت”، إيذانًا بانتهاء أحد أبرز التدريبات البحرية في القارة الأفريقية.

مناورات أوبانغامي لدعم الأمن البحري في أفريقيا

بدأت الجلسة بإيجاز شامل من ضابط القيادة التكتيكية، الكابتن إل. دي. ديين، استعرض خلاله أهم الأنشطة والعمليات المنفذة ضمن التمرين. تلاه عرضٌ للكابتن إيه. سي. ياكوبو، كبير المراقبين، قدّم فيه تقييمًا لنتائج التمرين وأبرز ملاحظات الفرق المشاركة.

واختُتم الحدث بجلسة تفاعلية أدارها العميد البحري أ. محمد، ضابط العمليات في القيادة البحرية الغربية، وشكّلت منصة لتبادل الرؤى والملاحظات بين المشاركين.

وخلال كلمته، أكد اللواء البحري إم. جي. أومين، قائد القيادة البحرية الغربية، أن جلسة الإيجاز تهدف إلى بلورة رؤى استراتيجية لتحسين وتطوير الأداء في التدريبات المستقبلية.

وعبّر عن شكره العميق لجميع الأطراف المشاركة، من وحدات وسفن بحرية وشركاء استراتيجيين، مثمنًا دعم الولايات المتحدة الأمريكية ومساهمتها الفاعلة في نجاح التمرين، كما خص بالشكر سفينة البحرية الإسبانية “RELAMPAGO”.

ولم يفت قائد القيادة البحرية الغربية أن يوجّه تحية تقدير إلى رئيس هيئة الأركان البحرية، الفريق البحري إيمانويل إكيتشوكو أوغالا، لدعمه وتوجيهاته التي كانت ركيزة أساسية في نجاح التمرين.

تمرين إقليمي استراتيجي بإشراف أمريكي

يُعد تمرين “أوبانغامي إكسبريس” (OE) جزءًا من سلسلة تمارين “إكسبريس” التي ترعاها القيادة الأمريكية في أفريقيا (AFRICOM) وتنفذها بالتنسيق مع الأسطول السادس الأمريكي (SIXTHFLT)، بهدف تدريب القوات البحرية الشريكة ودعم حملة القيادة الأمريكية في أفريقيا لتعزيز الاستقرار الإقليمي والجاهزية العملياتية.

واستند التمرين إلى تعزيز التعاون البحري وفقًا لمدونة ياوندي لقواعد السلوك، من خلال رفع الوعي بالمجال البحري، وتبادل المعلومات بين مراكز العمليات، ورفع كفاءة عمليات الحظر البحري، إلى جانب تعزيز قدرات منع انتشار الأسلحة، والالتزام بسيادة القانون في المياه الإقليمية.

تضمن البرنامج التدريبي مراحل متعددة، ابتدأت بفترة تدريب داخل الميناء، أعقبتها سيناريوهات عملياتية بحرية تحاكي التهديدات الواقعية، وركزت على تنسيق جهود السفن ومراكز العمليات البحرية في تنفيذ إجراءات التفتيش والمداهمة على السفن المشبوهة، وجمع الأدلة، والتصدي للأنشطة غير المشروعة.

اقرأ أيضًا: باستعراض طائرات شبحية وصواريخ جو-جو.. كوريا الشمالية تعلن عن تدريبات “حرب محتملة”

تغطية جغرافية واسعة وتدريبات تكاملية

نُفّذت المناورة في خمس مناطق تدريب استراتيجية في المحيط الأطلسي وخليج غينيا، تمتد من الرأس الأخضر إلى أنغولا، مرورًا بدول الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) والمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس)، مما وفر بيئة عملياتية واقعية ومتنوعة للدول المشاركة.

وكان حفل افتتاح التمرين قد أقيم في الخامس من مايو الجاري، في قاعة “أووسو أنساه” بمقر القيادة البحرية، بحضور ممثلين عن البحرية الغانية، والشرطة، وخدمات الهجرة، ما عكس طابع التعاون متعدد القطاعات الذي يسعى التمرين إلى ترسيخه.

وخلال الافتتاح، دعا العميد البحري إس. بي. نيام، نائب رئيس الأركان للعمليات والتدريب، المشاركين إلى بذل أقصى جهد ممكن لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من التمرين، مؤكداً أن نجاح “أوبانغامي إكسبريس 2025” سيكون له تأثير مباشر في تعزيز الأمن والسلام البحري في المنطقة.

جهد دولي وتدريب تكتيكي مشترك

شاركت قوات بحرية من 27 دولة في تدريبات “الزيارة، والتفتيش، والمصادرة” (VBSS) في المياه الإقليمية السنغالية، ضمن الجزء العملي من التمرين، بقيادة وحدة مشاة البحرية الخاصة في السنغال، وبمشاركة فرق صعود على متن السفن من مختلف أنحاء القارة.

وقال قائد البحرية الأمريكية ومخطط التدريبات في أفريكوم، تيموثي مينور: “هذا التدريب لا يهدف إلى نقل الإجراءات فقط، بل إلى بناء الثقة والعمل الجماعي. كل يوم نرى تحسنًا في الأداء والتكامل بين الفرق”.

شملت التدريبات تدريجًا في المستوى، بدءًا من الجلسات النظرية، وصولًا إلى سيناريوهات صعود تكتيكية حقيقية على متن سفن مشبوهة.

وشاركت فرق من دول متنوعة، ما خلق بيئة تبادل معرفي وتقني غنية، خصوصًا مع اختلاف اللغات والثقافات، وهو ما تجاوزته الفرق من خلال توفير مترجمين فوريين من البحرية الغامبية لتسهيل التواصل باللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية.

علاقات أوثق ومهارات متقدمة

يعود المشاركون في “أوبانغامي إكسبريس 2025” إلى بلدانهم محملين بمهارات جديدة، وتجربة تعاون مشترك أثمرت علاقات أوثق وفهمًا أعمق للتنسيق في بيئات عملياتية بحرية معقدة.

ومع التحديات المستمرة في خليج غينيا، كأعمال القرصنة، والتهريب، والصيد غير المشروع، تزداد أهمية هذا النوع من التدريبات البحرية.

ويُعد هذا التمرين، الذي دخل عامه الرابع عشر، من أبرز المنصات التدريبية البحرية التي تنفذها القيادة الأمريكية في أفريقيا لدعم مدونة ياوندي وتعزيز قدرات إنفاذ القانون، وتنسيق الجهود بين الدول الساحلية على ضفتي المحيط الأطلسي.

الدول المشاركة شملت ما يأتي:

أنغولا، بنين، بلجيكا، البرازيل، الرأس الأخضر، الكاميرون، كوت ديفوار، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الدنمارك، فرنسا، الغابون، غامبيا، غانا، غينيا بيساو، إيطاليا، ليبيريا، المغرب، ناميبيا، هولندا، نيجيريا، البرتغال، جمهورية الكونغو، ساو تومي وبرينسيبي، السنغال، سيراليون، إسبانيا، توغو، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة.

ويشرف الأسطول السادس الأمريكي، الذي يتخذ من مدينة نابولي الإيطالية مقرًا له، على تنفيذ العمليات البحرية بالتعاون مع الحلفاء الدوليين، دعمًا لمصالح الأمن والاستقرار في القارتين الأوروبية والأفريقية.

اقرأ أيضًا: طائرة KF-21 تُدخل كوريا الجنوبية نادي الكبار وتُحلّق نحو الإنتاج الكامل

نسخ الرابط تم نسخ الرابط