نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرب روسيا وأوكرانيا.. القوات الروسية منهكة وتريد غزو المزيد من الأراضي| تقرير - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 05:40 صباحاً
على الرغم من أن القوات الروسية منهكة من الحرب، لا يزال جزء كبير من الجيش متردداً في قبول وقف إطلاق النار على طول خطوط المواجهة الحالية في أوكرانيا، معتبرين إياه فشلاً وليس نصراً.
وفقًا لتقرير نشرنه نيويورك تايمز، كشفت مقابلات مع 11 جندياً روسياً يقاتلون في أوكرانيا عن استياء عميق من فكرة إنهاء الصراع دون تحقيق السيطرة الكاملة على المناطق الأربع في جنوب وشرق أوكرانيا التي تدّعي روسيا ملكيتها كجزء من طموحاتها الإقليمية.
أعرب هؤلاء الجنود، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن رغبتهم في مواصلة القتال حتى تحقيق السيطرة الكاملة على الأراضي المتنازع عليها، بما في ذلك دونيتسك، وخيرسون، وزابوريزهيا، ولوغانسك.
قال سيرجي، الجندي المتمركز في منطقة دونيتسك الشرقية: “جميعنا متعبون، نريد العودة إلى ديارنا. لكننا نريد السيطرة على جميع المناطق، حتى لا نضطر إلى النضال من أجلها في المستقبل”.
تُبرز تعليقاته الحماسة القومية التي لا تزال تُحرك العديد من العسكريين الروس، الذين يعتقدون أن أي شيء أقل من الغزو الكامل سيجعل تضحياتهم في الحرب بلا معنى.
تحديات بوتين في مفاوضات السلام
تُبرز الشكوك السائدة بين الجنود الروس التحديات الداخلية التي سيواجهها الرئيس فلاديمير بوتين في الموافقة على اتفاق سلام لا يُحقق أهدافه القصوى للحرب. وقد أضاف ضم المناطق الأربع في عام 2022 مزيدًا من التعقيد إلى أي مفاوضات محتملة، حيث يرى العديد من الروس أن الاستيلاء على هذه الأراضي أمر غير قابل للتفاوض.
بالنسبة لبوتين، قد تكون التكلفة السياسية للموافقة على وقف إطلاق النار دون تأمين هذه المناطق باهظة، لا سيما في ظل الشعور القومي العميق لدى الجنود والجمهور الروسي على حد سواء.
كما قال الجندي دميتري: “هل تفهمون ما يعنيه أن يكون لدى بلد مليون شخص مُدرَّب على القتل دون خوف من سفك الدماء؟ إن وجود مليون قاتل غاضب يُمثل مشكلة خطيرة للغاية إذا اعتبروا حكامنا رجالاً لا يؤيدونهم”.
تعكس تصريحاته قلقًا أوسع نطاقًا من أن أي اتفاق سلام يُنظر إليه على أنه تراجع قد يؤدي إلى اضطرابات داخل الجيش الروسي والمجتمع ككل.
القوات الروسية منهكة واستياء بين الجنود
بينما يُعرب العديد من الجنود عن إرهاقهم ورغبتهم الشخصية في السلام، إلا أنهم ما زالوا مُصرين على ألا تنتهي الحرب دون نصر واضح لروسيا. قال دميتري، وهو جندي خدم في وحدة شبه عسكرية روسية: “لقد سئمت من ذلك.
أريد العودة إلى الوطن، لكنني لا أستطيع الرحيل ببساطة”. يُظهر صراعه الداخلي – بين الرغبة في إنهاء الحرب والضغط لتحقيق مكاسب إقليمية – العبء النفسي المُعقد الذي ألحقته الحرب بالمقاتلين في أوكرانيا.
على الرغم من إرهاقهم من الحرب، لا يزال هؤلاء الجنود ينظرون إلى الصراع من منظور القومية والفخر التاريخي، مما يجعل من الصعب اعتبار أي نهاية تفاوضية للحرب سوى خسارة.
قال نيكولاي، وهو جندي آخر: “إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار الآن، فعلينا أن نواصل القتال حتى النهاية”، مضيفًا أن الحرب غير المحسومة ستؤدي على الأرجح إلى تجدد الصراع في المستقبل. هذا الاعتقاد، الذي يتشاركه الكثيرون في الجيش الروسي، يُغذي المقاومة المستمرة لمحادثات السلام التي لا تضمن سيطرة روسية كاملة على المناطق المتنازع عليها.
الرأي العام الأوسع في روسيا
يعكس الرأي العام الروسي أيضًا هذه الآراء المتشددة. فقد أظهر استطلاع أجرته شركة “كرونيكلز” المستقلة لاستطلاعات الرأي في منتصف أبريل أن ما يقرب من نصف المشاركين يعارضون أي اتفاق سلام لا يحقق أهداف الكرملين الأولية من الحرب، والتي شملت الضم الكامل للمناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا.
تُبرز نتائج هذا الاستطلاع التحديات الكبيرة التي سيواجهها بوتين في الترويج لأي اتفاق سلام لا يحقق أهدافه المتطرفة، سواءً للجيش الروسي أو للشعب.
إن سيطرة الحكومة الروسية المُحكمة على وسائل الإعلام ستسمح لبوتين بتصوير أي اتفاق سلام على أنه نجاح، على الأقل في البداية.
مع ذلك، يُظهر التاريخ أن أي سلام تفاوضي لا يُحقق الأهداف العسكرية قد يُؤدي إلى استياء شعبي، كما حدث في أعقاب انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان عام 1989، والذي ساهم في انهيار النظام الشيوعي في نهاية المطاف.
اقرأ أيضًا: ترامب يتهم جيمس كومي بالدعوة لاغتياله.. رسالة مشفرة وحرب كلامية
حرب القومية وعواقبها على مستقبل روسيا
بالنسبة للعديد من الجنود الروس، أصبحت الحرب في أوكرانيا أكثر من مجرد صراع عسكري؛ إنها معركة من أجل الفخر الوطني وانعكاس لصراع روسيا الأوسع ضد الغرب.
كما قال أحد الجنود: “لقد أظهرنا قوتنا. العالم كله يُحاربنا، وهم لا يُحرزون تقدمًا يُذكر”. يعكس هذا الشعور الشعور بالأهمية الوجودية التي يُعلقها العديد من الروس على الحرب، مما يُعقّد أي حل دبلوماسي أكثر.
يرى العديد من الجنود والمواطنين أن فكرة وقف إطلاق النار، وخاصةً إذا كان يُبقي الأراضي تحت السيطرة الأوكرانية، تُعتبر خيانةً للتضحيات التي قُدّمت خلال الحرب.
تشير الحماسة القومية، إلى جانب الخسائر العاطفية والنفسية التي خلّفتها الحرب، إلى أنه حتى لو وافق بوتين على اتفاق سلام، فقد لا يكون ذلك كافيًا لتهدئة السخط الذي سينشأ حتمًا داخل الجيش الروسي والمجتمع الروسي.
تحديات إنهاء الحرب
مع استمرار الحرب في أوكرانيا، يُشكّل إحجام العديد من الجنود الروس عن قبول اتفاق سلام دون غزو إقليمي كامل تحديًا كبيرًا لكل من بوتين والمجتمع الدولي. فالشعور القومي لدى الجيش الروسي والشعب الروسي يُصعّب تصوّر تسوية تفاوضية تُرضي الطرفين.
بالنسبة لبوتين، فإن الضغط لتحقيق النصر في ساحة المعركة هائل، وأي اتفاق سلام يفشل في تحقيق هذا الهدف يُنذر بإثارة المزيد من الاضطرابات في روسيا. في نهاية المطاف، لا يزال طريق السلام محفوفًا بالعقبات، سواء في ساحة المعركة أو في قلوب وعقول أولئك الذين يخوضون الحرب.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : حرب روسيا وأوكرانيا.. القوات الروسية منهكة وتريد غزو المزيد من الأراضي| تقرير - تكنو بلس, اليوم الأحد 18 مايو 2025 05:40 صباحاً
0 تعليق