في تطور مثير للقلق ينذر بتداعيات اقتصادية وتجارية عالمية، أعلنت السلطات البرازيلية عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس إنفلونزا الطيور داخل مزرعة دواجن تجارية. هذا الإعلان أثار موجة من المخاوف حول مستقبل واحدة من أكبر سلاسل التوريد العالمية في قطاع الدواجن، لا سيما مع الدور المحوري الذي تلعبه البرازيل في تصدير لحوم الدجاج.

البرازيل.. عملاق تصدير لحوم الدواجن عالميًا

تُعد البرازيل من الدول الرائدة عالميًا في تصدير لحوم الدواجن، حيث بلغت قيمة صادراتها في هذا القطاع خلال العام الماضي نحو 10 مليارات دولار، أي ما يمثل حوالي 35% من حجم التجارة العالمية لهذا المنتج الحيوي. وتعتمد البرازيل على هذه الصناعة كركيزة رئيسية في اقتصادها الزراعي، فضلًا عن كونها مصدر دخل مباشر لآلاف العاملين في مزارع الدواجن ومرافق التصنيع والتوزيع.

ردود فعل دولية.. المكسيك أول المبادرين بفرض قيود

في أول تحرك دولي سريع عقب الإعلان البرازيلي، بادرت وزارة الزراعة المكسيكية إلى إصدار قرار بتعليق مؤقت لاستيراد لحوم الدجاج والبيض والطيور الحية وجميع منتجات الدواجن الأخرى القادمة من البرازيل. وأوضحت المكسيك أن هذا الإجراء يأتي في إطار حماية قطاع الدواجن المحلي من خطر انتقال العدوى، في خطوة احترازية تُعزز الحذر الإقليمي والدولي تجاه أي تهديد وبائي.

ويمثل قرار المكسيك جرس إنذار مبكرًا لشركاء البرازيل التجاريين الآخرين، خاصة الدول التي تُعد من أكبر مستوردي لحوم الدواجن البرازيلية، مثل الصين واليابان والسعودية والإمارات. وفي حال توسعت رقعة الإجراءات الوقائية من قِبل هذه الدول أو غيرها، فإن صادرات البرازيل قد تتعرض لضغوط حادة، ما قد يؤثر سلبًا على استقرار العقود التصديرية ويزيد من تقلبات السوق الدولية.

حالة إصابة واحدة.. ولكن المخاوف تتصاعد

رغم أن الحالة المُسجلة حتى الآن تُعد معزولة، ولم تُعلن أي دولة أخرى عن قيود مشابهة لقرار المكسيك، إلا أن الأسواق تترقب بقلق ما إذا كان الأمر سيبقى حالة فردية، أم يُشكّل بدايةً لانتشار أوسع داخل الأراضي البرازيلية. وتشير التوقعات إلى احتمال تأثر ثقة الأسواق وتجميد بعض العقود التصديرية بشكل مؤقت حتى تتضح الصورة كاملة.

إجراءات احترازية من السلطات البرازيلية

في المقابل، كثفت السلطات الصحية والبيطرية في البرازيل من جهودها لاحتواء الوضع، حيث تعمل حاليًا على تنفيذ إجراءات صارمة للعزل والمراقبة في محيط المزرعة التي تم اكتشاف الحالة بها. وتأتي هذه الإجراءات في محاولة لمنع تفشي الفيروس وتفادي سيناريوهات كارثية قد تُكبّد القطاع خسائر فادحة في حال انتشاره على نطاق واسع.