نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر تؤخّر اعتماد سفير إسرائيلي جديد... تصعيد ديبلوماسي بلا ضجيج؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 17 مايو 2025 11:18 مساءً
تحدّثت تقارير صحافية عبرية عن "رفض" القاهرة اعتماد أوراق السفير الإسرائيلي الجديد لديها أوري روثمان. وقد أكدت السفيرة الإسرائيلية السابقة أميرة أورون صحة هذه المعلومة خلال لقاء صحافي أجرته مع هيئة البث الإسرائيلية، في حين لم تُعلّق السلطات المصرية بشكل رسمي على الموضوع.
وتُعدّ هذه الواقعة سابقة في العلاقات الديبلوماسية بين البلدين منذ تعيين أول سفير لإسرائيل لدى مصر عام 1980، عقب توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين الطرفين عام 1979.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شهدت العلاقات المصرية – الإسرائيلية توترات متزايدة، برزت ملامحها في تصريحات مسؤولين إسرائيليين وتقارير لوسائل إعلام عبرية.
ولعل أبرز تلك الملامح القلق الذي عبّر عنه مسؤولون إسرائيليون من تزايد قدرات الجيش المصري، وتوسيع البنية التحتية العسكرية التي أنشأها في شبه جزيرة سيناء.
بلا ضجيج
يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي، لـ"النهار"، إنّ "مصر لم ترفض تعيين سفير إسرائيلي لديها كما يروّج البعض، فهذا توصيف غير دقيق، لكنها ببساطة لم تقبل أوراق اعتماده حتى الآن".
السفير بيومي، الذي أمضى 60 عاماً في العمل الديبلوماسي، وتولّى رئاسة إدارة إسرائيل في وزارة الخارجية المصرية، يوضح أن "الإجراء التقليدي المعمول به عند تعيين السفراء الجدد، هو أن يتقدم السفير بطلب لتحديد موعد مع وزير الخارجية المصري لتقديم صورة من أوراق اعتماده، يليها تحديد موعد لتقديم الأوراق الأصلية لرئيس الجمهورية".
ويضيف: "عندما أنهت السفيرة الإسرائيلية السابقة مهمتها وغادرت القاهرة، تقدمت إسرائيل بطلب لاعتماد السفير الجديد، لكن القاهرة لم ترد على الطلب".
وكانت أورون قد غادرت العاصمة المصرية في أواخر عام 2024، وظل موقعها شاغراً على مدار الأشهر الماضية.
ويشير بيومي إلى أن "السفير المصري لدى إسرائيل عاد إلى القاهرة، من دون أن تتقدم مصر بطلب لاعتماد سفير جديد لها هناك".
وكان السفير المصري لدى تل أبيب خالد عزمي قد عاد إلى وطنه في تشرين الأول/أكتوبر 2024، بعد تصاعد التوترات بين البلدين نتيجة تزايد الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.
ويؤكد بيومي: "هذا الواقع يعني أن مصر استدعت سفيرها، لكن من دون ضجيج. ومن الناحية العملية، فقد خفّضت مستوى التمثيل الديبلوماسي مع إسرائيل من مستوى سفير إلى مستوى قائم بالأعمال، حتى وإن كان بدرجة سفير. ورغم أنها لم تعلن ذلك صراحة، فإن الإسرائيليين يفهمون هذه الرسائل جيداً؛ إنهم يعلمون أن مصر غير راضية عمّا يفعلونه".
علما إسرائيل ومصر (أرشيفية)
محاولة تهميش القاهرة
من جهته، يرى الباحث الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية الدكتور خالد سعيد، في حديث مع "النهار"، أن "الانتهاكات التي وقعت في غزة شكّلت العامل الرئيسي في تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل".
ويُشير إلى عامل آخر ذي صلة، يتمثل في أن "تل أبيب تسعى إلى تهميش دور القاهرة في القضية الفلسطينية، وهذا أمر مرفوض تماماً من جانب مصر".
بالمحصلة، رغم أن مصر استدعت سفيرها لدى إسرائيل أكثر من مرة خلال العقود الأربعة الماضية، فإن تعليقها قبول أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة، يُعدّ مؤشراً على دخول العلاقات الباردة والمتوترة مع الدولة العبرية مرحلة جديدة وغير مسبوقة من التأزم.
0 تعليق