في سياق تصاعد التنافس التكنولوجي بين القوى العسكرية العالمية، برزت مقارنات حديثة بين قدرات الرادارات المحمولة على مقاتلتين من أبرز الطائرات في العالم:  J-10C  الصينية ورافال الفرنسية.

تقارير تشير إلى أن رادار الطائرة الصينية يتفوق على الفرنسية

وتشير التقارير الفنية إلى أن الرادار المثبت على J-10C يتفوق على نظيره في رافال من حيث الحجم والتقنية وأداء الكشف والتتبع، ما يطرح تساؤلات حول مدى فعالية كل نظام في البيئات القتالية المعاصرة.

أول ما يلفت النظر في المقارنة هو حجم الرادار، إذ إن الرادار المثبت على J-10C يتفوق على رادار رافال بحوالي 100 ملم في القطر، مما يمنحه زاوية مسح إلكتروني أوسع، وبالتالي قدرة أكبر على الكشف وتتبع الأهداف في نطاقات أوسع.

تفوق في التكنولوجيا المستخدمة

لكن التفوق لا يقف عند حدود الحجم فحسب، بل يمتد إلى التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع وحدات الإرسال والاستقبال (T/R).

فالرادار الصيني  AESA Type-1475 يعتمد على تكنولوجيا “نتريد الغاليوم (GaN)”، وهي تقنية حديثة تتيح كفاءة أعلى في الأداء، وتحملاً أفضل لدرجات الحرارة المرتفعة، فضلاً عن قدرات محسّنة في مقاومة التشويش الإلكتروني، مقارنة بالتقنيات التقليدية.

رادارات J-10C  الصينية ورافال الفرنسية

في المقابل، لا تزال رافال الفرنسية تعتمد على رادار RBE-2AA من نوع  AESA  كذلك، لكنه يستخدم تكنولوجيا زرنيخيد الغاليوم  (GaAs)، وهي تقنية أقدم نسبياً وأقل كفاءة في نقل الإشارات ومعالجتها.

ورغم ذلك، لا يمكن التقليل من شأن هذا الرادار، فهو يتميز بقدرات متقدمة جداً في التصوير والتتبع، ويُعد من بين أفضل الرادارات الأوروبية في مهام القصف الأرضي واختراق الدفاعات الجوية.

من حيث التركيبة الداخلية، يحتوي رادار J-10C على حوالي 1300 وحدة  T/R، بينما يضم رادار رافال نحو 838 وحدة T/R فقط. هذه الزيادة الكبيرة تمنح الرادار الصيني قدرة أكبر على توجيه الحزم الرادارية بدقة، وتحسين مدى الكشف، مما يسمح له بالتفوق في تتبع الأهداف البعيدة.

مساحة الكشف 200 كم للمقاتلة J-10 مقابل 140 كم للطائرة رافال

وعند مقارنة مدى الكشف، يُظهر الرادار الصيني أداءً أقوى، إذ تبلغ مسافة الكشف نحو 200 كيلومتر ضد هدف ذي بصمة رادارية تبلغ 3 م²، بينما يبلغ مدى الكشف لرادار رافال حوالي 140 كيلومترًا لنفس نوع الهدف.

كما يتفوق الرادار الصيني في مدى التتبع الذي يصل إلى 150 كيلومترًا، مقابل 110 كيلومترات لرادار رافال.

لكن لا ينبغي اعتبار عدد وحدات T/R مؤشراً نهائياً للتفوق، إذ إن هذا الرقم يتأثر بشكل مباشر بحجم الطائرة وتصميمها العام.

فطائرة رافال أصغر حجماً من طائرات مثل F-15 أو J-10C، وبالتالي لا يمكنها استيعاب رادار كبير من دون التأثير على أداء الطائرة العام أو توازنها الديناميكي. ولهذا، صُمم رادار RBE-2 ليكون خفيف الوزن وعالي الكفاءة في نفس الوقت.

ومن جهة أخرى، يعكس اعتماد J-10C على تكنولوجيا GaN في وحدات TRM (الإرسال والاستقبال) اتجاهاً صينياً نحو دمج أحدث ما توصلت إليه الصناعة الإلكترونية في مجال الرادارات العسكرية.

وتوفر هذه التكنولوجيا نطاقًا تردديًا أوسع، واستهلاكًا أقل للطاقة، وقدرة أفضل على كشف الأهداف الصغيرة، إلى جانب مقاومة عالية للتدابير الإلكترونية المضادة.

وعلى الرغم من الفارق في الحجم والتكنولوجيا، يحتفظ رادار رافال بسمعة قوية بين الخبراء العسكريين، بفضل اعتماديته العالية ومقاومته للتشويش، وقدرته على تتبع أهداف متعددة في آن واحد، مما يجعله فعالًا في بيئات القتال المعقدة والمليئة بالإشارات والتشويش الإلكتروني.

رادارات J-10C  الصينية ورافال الفرنسية.. فلسفة التصميم مختلفة

في المحصلة، لا يمكن القول بوجود “تفوق مطلق” لأحد الرادارين على الآخر، بل إن كلاً منهما يمثل فلسفة تصميم مختلفة**: فالرادار الصيني يعتمد على الضخامة والتقنية الحديثة (GaN) لتقديم أداء متفوق في المدى والقدرة، بينما يركّز الرادار الفرنسي على التوازن بين الأداء والوزن والحجم، مع الحفاظ على الكفاءة العالية والموثوقية.

هذه المقارنة تُبرز كيف تختلف الرؤى الاستراتيجية للدول في تطوير مقاتلاتها، لتناسب احتياجاتها التكتيكية والجيوسياسية، ما يجعل من كل نظام راداري أداة فاعلة ضمن إطار استخدامه الأمثل.

اقرأ أيضاً.. بعد إخفاقها أمام J-10 الصينية.. الرافال في مرمى النيران وخبير عسكري يؤكد: إسقاط الطائرات المتقدمة لا يعيب فيها

نسخ الرابط تم نسخ الرابط