نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تناقض تصريحات شمخاني وخامنئي.. هل تشهد إيران صراع أجنحة بعد الحوار مع واشنطن؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 17 مايو 2025 09:55 مساءً
لم تمُر ساعات معدودة على تصريحات علي شمخاني المنفتحة بشكل كبير على الحوار مع أمريكا حتى خرج المرشد علي خامنئي ليهاجم واشنطن ويصف ترامب بالكاذب!
وكان علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى للشؤون الاستراتيجية، قد أبدى مرونة غير مسبوقة في الحديث عن إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات النووية.
في حين شنّ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي هجومًا ناريًا على الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا ضرورة إخراج واشنطن من المنطقة، وواصفًا إسرائيل بـ”الورم السرطاني”.
تطرح هذه المفارقة تساؤلات عميقة حول طبيعة النظام السياسي الإيراني، ومدى الانسجام بين مؤسساته، ومدى واقعية الحديث عن انفتاح ديبلوماسي حقيقي مع الغرب في ظل تصاعد الخطاب التصعيدي من رأس هرم النظام.
إيران بين شمخاني وخامنئي
أثارت تصريحات شمخاني الأخيرة اهتمام المراقبين، حين أعرب عن استعداد بلاده مبدئيًا للتخلي عن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، في حال تم التوصل إلى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة يفضي إلى رفع العقوبات الاقتصادية.
واعتبر محللون أن هذه التصريحات تمثّل تحولًا في الخطاب الإيراني، خاصة وأن شمخاني يُعد من المقربين للمؤسسة الأمنية ويشغل موقعًا حساسًا في منظومة القرار.
في المقابل، أطل خامنئي بخطاب متلفز حاد اللهجة، وصف فيه الرئيس الأمريكي بالكاذب، واتهم واشنطن بدعم المجازر في غزة والسعي لنهب ثروات الخليج عبر صفقات سلاح ضخمة. وقال بصريح العبارة: “بعزم دول المنطقة، يجب على أمريكا أن تغادر هذه المنطقة، وستغادرها”.
هذا التناقض الواضح أعاد إلى الواجهة الحديث عن صراع أجنحة داخل النظام الإيراني، بين تيار يدفع نحو التهدئة والانفتاح الاقتصادي لتخفيف عبء العقوبات، وآخر يصر على الخطاب الثوري والمواجهة الإقليمية.
جولة ترامب الخليجية
جاءت تصريحات خامنئي بعد أيام قليلة من الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شملت السعودية والإمارات وعددًا من دول الخليج، ونتج عنها توقيع اتفاقيات ضخمة في مجالات الدفاع والطاقة والاستثمار.
واعتبر مراقبون أن هذه الجولة كانت رسالة أمريكية واضحة لإيران مفادها أن واشنطن لن تتراجع عن تحالفها الاستراتيجي مع دول الخليج، ولن تسمح لطهران بفرض هيمنتها الإقليمية. ويبدو أن هذا التحرك أغضب المؤسسة العسكرية الإيرانية، التي سارعت إلى تفعيل خطاب العداء التقليدي تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل.
تناقض شمخاني وخامنئي.. صراع صلاحيات أم تكتيك سياسي؟
لا يخفى على أحد أن النظام السياسي في إيران يقوم على بنية معقدة تجمع بين مؤسسات منتخبة وأخرى غير منتخبة، تسيطر عليها ولاية الفقيه.
وفي هذا السياق، يُلاحظ أن التيار الديبلوماسي بقيادة وزارة الخارجية، وبعض مستشاري الرئيس، يحاول الدفع نحو استئناف المفاوضات وفتح قنوات اتصال مع الإدارة الأمريكية.
في المقابل، يقود خامنئي، بدعم من الحرس الثوري، حملة خطابية تؤكد على الثوابت الثورية، وترفض تقديم أي تنازلات تُظهر إيران في موقع ضعف. هذا الانقسام يُعقّد من إمكانية التوصل إلى موقف موحد يمكن التفاوض بناءً عليه مع الغرب، ويُضعف فرص بناء ثقة متبادلة.
هل تحسم إيران خيارها؟
وبحسب مراقبون ففي ظل استمرار التناقض بين تصريحات شمخاني وخامنئي، يبدو أن إيران تقف أمام مفترق طرق حاسم: إما الدخول في مسار تفاوضي جاد وواضح المعالم، وإما الاستمرار في سياسة المواجهة، ما قد يُعرّضها لمزيد من العزلة والعقوبات.
ويُجمع الخبراء على أن أي اتفاق جديد يتطلب توحيد الموقف الإيراني، وتقديم خطاب رسمي موحد للغرب. أما في ظل هذا التشرذم بين جناحي النظام، فإن فرص التوصل لاتفاق شامل تبقى ضعيفة، ويظل مصير الشعب الإيراني رهينًا لصراع أجنحة لا يُعرف إلى أين قد يقود البلاد.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : تناقض تصريحات شمخاني وخامنئي.. هل تشهد إيران صراع أجنحة بعد الحوار مع واشنطن؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 17 مايو 2025 09:55 مساءً
0 تعليق