من عادل إمام إلى روبرت دي نيرو.. الزمن لا يسرق الكبار! - تكنو بلس

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من عادل إمام إلى روبرت دي نيرو.. الزمن لا يسرق الكبار! - تكنو بلس, اليوم السبت 17 مايو 2025 03:52 مساءً

بالتزامن مع احتفال محبي "الزعيم" عادل إمام بعيد ميلاده الخامس والثمانين، وتصدّر اسمه محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، كانت عيون الإعلام العالمي تتجه نحو "أسطورة هوليوود" روبرت دي نيرو، الذي بلغ عامه الحادي والثمانين، متوجاً بتكريم استثنائي في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ78، حيث حصل على السعفة الذهبية الشرفية تكريماً لمسيرة سينمائية لا تُنسى.

 

ورغم أن المناسبة قد تبدو مصادفة زمنية، إلا أن الرابط بين "العراب" و"الزعيم" أعمق من مجرد تزامن؛ فكل منهما رسم ملامح جيله وصاغ وعيه البصري لعقود، سواء على على خشبة المسرح أو شاشة السينما.. هما رمزان لعصر كامل، صحيح أنهما سارا في طريقين مختلفين، لكنهما وصلا معاً إلى قمة المجد.

البدايات المتقاربة.. والنجومية

في عام 1963، شهدت نيويورك الخطوات الأولى لروبرت دي نيرو في عالم السينما، من خلال تصويره لفيلم The Wedding Party وهو في العشرين من عمره، لكن الفيلم لم يرَ النور إلا في 1969، ويُعتبر ظهوره الحقيقي الأول على الشاشة في فيلم Three Rooms in Manhattan في عام 1965.

وفي العام ذاته، كان في مصر فتى جامعي يُدعى عادل إمام يصعد لأول مرة خشبة المسرح، مشاركاً في مسرحية "أنا وهو وهي" إلى جانب فؤاد المهندس وشويكار، لكنه لم يكن حينها يعلم أن هذا الظهور البسيط سيضعه على طريق النجومية لعقود، وأنه سيصبح لاحقاً "الزعيم" بلا منازع في تاريخ الفن العربي.

 توالت الأعمال بعد ذلك على كلا النجمين الصاعدين ونالا شهرة واسعة، فبقيت ملامح رجال العصابات رفيقة روبرت دي نيرو في ذاكرة السينما، بعدماتقمّص شخصية "فيتو كورليوني" في الجزء الثاني من فيلم "العراب"، وهو الدور الذي حصل بسببه على جائزة الأوسكار، لتبدأ بعدها سلسلة طويلة من الجوائز والإنجازات.

 وكما أبدع في أدوار المافيا، فاجأ جمهوره لاحقاً بخفة ظل لافتة في عدد من الأفلام التي جمعت بين الكوميديا والدراما الإنسانية، فقد ظهر كمتدرب في شركة صغيرة في فيلم The Intern إلى جانب آن هاثاواي، وكنموذج للأب العصري في فيلم The Big Wedding، وكمصدر متاعب في Dirty Grandpa، ثم الجد المحب في The War with Grandpa.

 وعلى الطرف الآخر من العالم، كان لعادل إمام أيضاً طريقه الذي لا يقلّ إثارة، فقد بدأ كوميدياناً محبوباً، وسرعان ما تحوّل إلى نجم شباك لا يُضاهى، ففي السبعينيات لم يكن يهدأ؛ أكثر من سبعة أفلام في العام الواحد، وظهور دائم على الشاشة، واسم لا يغيب عن لافتات السينما.

وحين جاءت الثمانينيات غلب النضج على الأداء، وبدأت مرحلة "الزعيم" بحق، سواء في "المشبوه"، أو "الحريف"، أو "حب في الزنزانة" وغيرهم، ثم مرحلة التسعينيات التي أصرّ فيها على المواجهة العلنية والفنية للجماعات المتطرفة، فقدّم "الإرهابي"، و"طيور الظلام".

باختصار، رأى الجمهور وجهاً آخر له، أكثر عمقاً وأقل اعتماداً على الإفيه، لكنه لم يهجر الكوميديا، بل أعاد صياغتها بطريقته الخاصة، وصنع مزيجاً بينها وبين التراجيديا الواقعية، ومن هناك بدأت أسطورته تتبلور.

 لقاء الكبار في نيويورك

في عام 2006، وفي مهرجان تريبيكا الذي أسسه روبرت دي نيرو بنفسه في نيويورك، التقى النجمان للمرة الأولى، تزامناً مع عرض فيلم "عمارة يعقوبيان".

اللقاء الذي بدا عابراً في التوقيت، كان عميقاً في دلالته، إذ اعترف عادل إمام في أحد اللقاءات التلفزيونية أنه حين رأى روبرت دي نيرو نسي نجوميته، قائلاً: "حين التقيت به تعاملت كمشاهد معجب.. وليس كنجم".

وفي جلسة ودية بينهما، تحدثا عن المسرح، وحين علم دي نيرو أن عادل إمام قدّم عروضاً مسرحية امتدت حتى 11 عاماً متواصلة، ذُهل وقال له: "إذن أنت تستحق دخول موسوعة غينيس كأكثر من وقف على خشبة المسرح دون انقطاع".

الآن يبقى السؤال الأهم: هل روبرت دي نيرو هو أعظم ممثل في تاريخ السينما الأمريكية؟ بعض نقاد السينما، وخاصةً من يتذكرون السبعينيات والثمانينيات، سيجيبون بنعم قطعاً، وربما يعترض البعض الآخر على ذلك، لكن الإجابة التي لا تحتاج إلى تفكير، هي أنه لا يمكن لأحد تجاهل نجوميته التي صنعها من خلال عشرات الأدوار الخالدة والمميزة، والتي تجاوزت حدود اللهجة واللغة لتحقق نجاحات عالمية غير مسبوقة.

وعلى الجانب الآخر، هل هناك مواطن عربي لا يعرف عادل إمام؟ هو ليس فقط نجماً مصرياً، بل رمز ثقافي عربي ارتبط وجدان الجمهور به لأكثر من خمسين عاماً، ويُعدّ أكثر من ظهر في السينما والتلفزيون والمسرح، بل لا يزال اسمه يتصدر المشهد حتى بعد غيابه ومرضه.

 الحقيقة المؤكدة في ذلك كله هي أن الزمن يفرض شروطه في النهاية، فعادل إمام ابتعد عن الأضواء منذ آخر أعماله الدرامية "فلانتينو" في عام 2020، تاركاً المجال لأولاده وشقيقه للتواصل مع الإعلام، ولا يظهر إلا نادراً، وسط تكهنات متكررة حول تدهور حالته الصحية.

لكن اللافت أنه كان يدرك كل هذا الواقع الحالي وهو في أوج نجوميته، وقال في حوار صحافي قبل أكثر من 30 عاماّ: "أعلم أن المنافس الوحيد لعادل إمام هو الزمن.. أرغب في تقديم المزيد من الأدوار قبل أن أتقدم في السن وتداهمني الشيخوخة، وإن كنت أظن أنني حتى عندما أكبر في العمر، سأظل أؤدي أدواراً وأبقى نجمًا أيضاً" — وهذا ما تحقق بالفعل.

 في المقابل، بدأت صحة روبرت دي نيرو تخذله خلال السنوات الأخيرة، ولم يعد فى كامل اللياقة والحيوية التى اعتادها منه جمهوره، لكنه طوّع ذلك لصالحه واختار الأدوار التي تناسب تلك المرحلة العمرية، فحافظ على نجوميته كأن شيئاً لم يكن.

ورغم ذلك، قال بالأمس، في حوار مع صحيفة " " عقب تكريمه في مهرجان كان السينمائي: "من اللطيف أن تكبر في السن.. إنها مغامرة جديدة تماماً وتحتاج لبعض الوقت لتعتاد عليها".

وأضاف مبتسماّ: "الأشياء من حولك تتغير بالتأكيد، فمثلاً حين تنزل بضع درجات من السلم، تجد من يهبّ لمساعدتك.. أدركت الآن، بعد أن كبرت، أن الناس أصبحوا ينظرون إليّ بطريقة مختلفة قليلاً، لكنني بالفعل مسنّ.. ومع ذلك أشعر أنني بحالة جيدة، لأنني لا زلت أتحكم في جسدي، وآمل أن يدوم ذلك إلى الأبد".

ثم هز كتفيه وابتسم مجدداّ: "لكنني أعلم أنه لن يدوم".

نعم هذا لن يدوم، وستغيب الأضواء يوماً ما، لكن الأسماء التي تُقال دون حاجة إلى تعريف ستظل باقية وخالدة.. مثل عادل إمام وروبرت دي نيرو.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : من عادل إمام إلى روبرت دي نيرو.. الزمن لا يسرق الكبار! - تكنو بلس, اليوم السبت 17 مايو 2025 03:52 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق