أكد رئيس الحكومة نواف سلام خلال كلمته في القمة العربية في بغداد على شكره وتقديره لأشقائه في العراق على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي يعكس أصالة البلد وعراقة شعبه، مهنئاً فخامة الرئيس العراقي على ترؤسه أعمال القمة ومتمنياً له التوفيق في إدارتها في ظل التحديات الكبيرة والمصيرية التي تواجه المنطقة.

وأشار سلام إلى شكر لبنان للعراق شعباً وقيادة على وقوفه إلى جانب لبنان في أصعب الظروف ودعمه المستمر له، كما تقدم بالشكر لمملكة البحرين على جهودها خلال الدورة السابقة، مثنياً على الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لعملها الدؤوب في عقد وإنجاح الاجتماعات.

وأكد سلام أن لبنان فتح صفحة جديدة في تاريخه باتباع ​سياسة​ واضحة تركز على الإصلاح في مختلف المجالات وفرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها مع حصر السلاح بيد الدولة، مشدداً على أن قرار السلم والحرب بيد لبنان وحده، وأن دعم الأشقاء العرب عامل أساسي في نجاح هذه المسيرة.

وأوضح أن لبنان يعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 التزاماً بالشرعية الدولية، وتمسكاً باستعادة سيادته وتعزيز أمنه وإعادة الإعمار، معرباً عن استمرار معاناة لبنان من الاحتلال الإسرائيلي لمواقع في أراضيه والخروقات اليومية التي تتعرض لها السيادة الوطنية، ورفض إطلاق الأسرى اللبنانيين، داعياً الأشقاء إلى الضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف الاعتداءات والانسحاب الكامل والفوري من الأراضي اللبنانية.

وشدد سلام على اعتماد لبنان سياسة خارجية تمنع التدخل في شؤون الدول الأخرى، مؤكداً حرص لبنان على بناء شراكات استراتيجية مع الدول العربية والتصدي لكل ما يهدد أمنها وسيادتها واستقرارها.

وأكد التزام لبنان نصرة القضية الفلسطينية، مديناً السياسة الإسرائيلية القائمة على القتل والتدمير والتجويع في قطاع غزة، معرباً عن رفضه لأي محاولة لنقل أو تهجير الفلسطينيين أو توطينهم في أي بلد آخر، ومؤكداً دعم لبنان الثابت للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه وحق تقرير المصير وحق العودة للاجئين، والتزاماً بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

كما أكد سلام ضرورة استمرار دعم الأونروا لأداء دورها الإنساني تجاه الفلسطينيين وتعزيز الاستقرار في الدول المضيفة.

وأشار إلى استعداد لبنان للتعاون مع سوريا لإعادة النازحين السوريين إلى بلداتهم وقراهم الآمنة، ودعا الدول الشقيقة والصديقة إلى مساعدة سوريا في تأمين مقومات الحياة الأساسية لتسهيل عودة النازحين، مع تأكيده على ضبط الحدود ومنع التهريب بما يخدم المصالح المشتركة.

وأعرب عن ترحيب لبنان بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا وبجهود السعودية لتحقيق ذلك، معتبراً أن القرار يشكل فرصة للنهوض وله انعكاسات إيجابية على لبنان والمنطقة.

وختم سلام كلمته بالتأكيد على أهمية العمل العربي المشترك في مواجهة الظروف الإقليمية والدولية المعقدة، داعياً إلى التنسيق والتعاون والتضامن للحفاظ على الأمن العربي المشترك، ومشيراً إلى تطلعات الشباب العربي لمستقبل يحفظ كرامة الإنسان ويحقق السلام العادل والشامل والتكامل بين الدول العربية.